// رسالة بلا عنوان // ؛

// رسالة بلا عنوان // ؛

وكنتِ على وَجهِ الزمان أحسنَ القَصَص
كتميمةِ طُهرٍ فِرعونيّة جئتِ إلى أحلامهم

مملكة من الحُسنِ والجمال
ولكِ من عُطوفِ الفنّ أغنياتٍ اختصّت بكِ.. ومقامات ألحان
كُلّها، يا جميلتي، رُتّلت على أثير الهمس الساكن في آفاق عينيكِ
وكان على وقع رَجْعِها يتلظّى الحنين.

وكان قلبي..
نبوءة فرعونٍ كريه
أتى على كل دروب الهوى
تلك التي يَمّمَتْ وجهها
شطر النعيم الذي يقيم حيث تُقيمين
مُستأثراً بالأمل الذي تجود بهِ شواطئ عينيكِ
مستأثراً بمقادير السلام !
أتى على كل قلبٍ أشْهرَ الصباحُ فيه ليلةَ ميلاد
قضى على كل القلوب في مهدها
لئلا يكون لها فيك من الجِنان نصيب
حصد أنفاس العشق من جذور الأرض
ولا عشق، يا مليكتي، على الأرض
إنْ لم ينتمي منذ بدء البدء إليكِ !

وكان قلبي..
طريدةَ فِرعونٍ متجبّر..
كآلهة من الأزمنة القديمة.. مقيتة.
صاغ على أنين الحرمان خفقان القلوب
وكل القلوب بعيداً عن هوى عينيكِ.. يتيمة
أهلكها على شروخ النأي والمُحال
فكنتِ على جُزُرِ منافيه بعيدة
أنت الأميرة الأسيرة، فوق أبراج الصمت
وفي الصمت منك راح يتخلّق الجلال !

وكان قلبي..
رؤيا فرعون بغيض
في فقدِكِ يسكُنُهُ رعب الجبناء، والزعماءِ والحكماء
يوم تكتملُ لديهم بكِ الحقائقْ
فما دونكِ شجاعة، ولا حكمٌ، ولا حكمة
فأخفيت أنباءَكِ عن بني البشر
وكنتِ السر الذي لا يعلمون
شيئاً ما استطاعته اللغات
ولا جميع حكايا الحكايات
ولا كنتِ في الأحلام ممكنة
وما اهتدى إليك في الخيال وَحيُ فنّان !

وكان قلبي..
أتى بهِ من النعيم ميلاد
في ليلة قيل إنها ظلماء
وكانت على وَشكِ إشراق !

وكان قلبي..
أتى به من الحظّ ميلاد
باهر الأشراط في عوالم الأجنّة
مملوءَ الاشتياق
إليكِ أنتِ
موئل القلوب العاشقة
مركب القلوب الراحلة
مرسى القلوب الحائرة !

وكان قلبي..
مطلوباً كما قبله القلوب طُلبتْ..
بتهمة الانتماء إليكِ.. عوقبت
بجريمة مآلها إليكِ..
قضى فيها القضاة وحوكمت
ثم نُفيتْ إلى عَدَم الحياة ..
فأين إليكِ تكون النجاة !

وكان قلبي..
وطيفكِ لقلبي "الطريد" تابوت النجاة
وأوحيَ إليّ أنِ اقذفه في التابوت
فأقذفه في اليمّ ذلك التابوت
وليقذفه اليمّ إلى سواحل عينيكِ ..
ألم تزل عينيك، شواطئ النجاة !

وكان قلبي..
الذي حُرّمتْ عليه مجامع العشق والهوى إلا إليكِ
فَقُصّيه..
لعلّهَ ما زال تائهاً فوق الدروب أضناه الهوى
وأنتِ بيته في دروب النوى.. فاكفليه
حتى إذا ما شبّ فيكِ قلبي، واشتد على عوده
أوفى بالعهد ثمان حُجَج
ثم استقر مآبه إليكِ
وطرق الباب الذي يُفضي إليكِ
وأتاكِ ليستنير ويصطلي من بريق عينيكِ
فالرسالة أنتِ
والهدى لا يؤتى إلا منكِ
وإليكِ
هاكِ قلبي
إنه مُلك يديكِ.

وكان لقلبك لغة شفافة في نص شجي، فيه من الإبداع الجلي
وكان في التناص مع النص القرآني ما يحث على القراءة بعمق
تحليق بديع في فضاء النثر بجناحي شاعر
وتصوير جميل لمشاعر حب راقية
وأداء أدبي مدهش بإسقاطاته وألوانه وظلاله.

كم تكون سعادتي بكل قلم يعود إلى واحته كما تعود الطيور إلى أوكارها
فأهلا بك في واحة الخير والأدب والجمال
تحياتي وتقديري.

اهلا بهذاالفيض وهذا الجمال
أسفق لك