أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: عين التأمل

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي عين التأمل

    عين التأمل
    ذَوْقَ الــرَّحِــيقِ عَــلَى الــعَقِيقِ أَرَيــقِي
    وَتَــرَقْــرَقِي شَــهْــدًا سَــقَــى فِــي الــرِّيقِ
    وَتَــأَلَّــقِــي بَــيْــنَ الــضُّــلُــوعِ مَــــجَــرَّةً
    فِـيــهَــا أَذُوبُ بِــرَوْنَــقِــي وَبَــرِيــقِــي
    يَــا مَــنْ عَــلَى غُــرَرِ الــضِّيَاءِ تَــرَبَّعَتْ
    حُــورِيَّـــةً بِــجَــمَــالِــهَــا الــفِــيــنِــيقِي
    تَــنْــدَسُّ فِـــي شَــفَةِ الْــخَيَالِ قَــصِيدَةً
    مِـــنْ كُـــلِّ مَــعْــنَى لِـلـرُّقِـيِّ رَقِــيــقِ
    وَتُــطِلُّ طَــيْفًا فِــي جُــفُونِ خَوَاطِرِي
    كَـــإِلَــهَــةٍ فِــــي مَــعْــبَــدٍ إِغْــرِيــقِــي
    يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي
    يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ
    سُــبْحَانَ رَبِّ الــنَّاسِ كَــيْفَ بَــرَاهُمُ
    وَبَـــرَاكِ فَـــرْدًا مِـــنْ شَــذَا وَعَــقِيقِ
    لَــكَــأَنَّــكِ الــدُّنْــيَــا إِذَا مَـــا أَقْــبَــلَتْ
    بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمِ بِــالــتَّشْوِيقِ
    وَلَـقَدْ أَرَاكِ هُــنَاكَ حَيْثُ غَفَا الـهَوَى
    فِـــي حِــضْــنِ حَــرْفٍ حَــالِمٍ وَأَنِــيقِ
    وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ
    فِـــي غَــفْــلَةٍ مِـــنْ عَــالَــمٍ مَــطْــرُوقِ
    نُــلْــتُ الأَمَــانِــيَ يَـــا حَــبِــيْبَةُ هَانِئًـا
    وَسَــعِــدْتُ مِــنْــكِ بِــعَهْدِكِ الــمَوْثُوقِ
    أَرْضَــعْــتِــنِي لَــبَــنَ الــمَــحَــبَّةِ سَــائِــغًا
    وَفَــطَــمْتِ أَجْــنِــحَتِي عَــنِ الــتَّحْلِيقِ
    وَمَـــلَأْتِ لِـــي رِئَـــةَ الــحَيَاةِ بِــحِكْمَةٍ
    رُؤْيَـــا تَــطُوفُ عَــلَى امْــتِدَادِ سُمُوقِـي
    إِنْ بَــانَ هَــذَا الــقَلْبُ عَــنْكِ فَكَمْ لَهُ
    ذِكْــرَى تَــــئِــنُّ بِــــزَفْــرَةٍ وَشَــهِــيــقِ
    الــصَّــدْرُ يَــلْــعَــقُ بِــالأَنِــينِ حَــنِــينَهُ
    وَالــدَّمْــعُ يَــشْــرَقُ حَــائِرًا فِــي الــمُوقِ
    لا شَيْءَ بَعْدَكِ فِي الحَيَاةِ سِوَى صَدَى
    يَــرْنُــو إِلَـــى أَمَـــلِ الــمَدَى الــمَشْنُوقِ
    لا شَـــيْءَ إِلَّا غُــرْبَــةٌ بَــهَتَتْ غَــدِي
    أَمْــضِــي عَــلَــى دَرْبِـــي بِــغَــيْرِ رَفِــيقِ
    أَمْــضِــي وَفِـــي عَــيْــنِ الــتَّأَمُّلِ عــبْرَةٌ
    فِـــي رِحْــلَــةِ الــتَّــكْذِيبِ وَالــتَّــصْدِيقِ
    أَعْــشُو كَــأَنِّي لَــسْتُ أَعْــرفُ مَنْ أَنَا
    وَأَرَى كَـــأَنَّ الــدَّهْــرَ غَــيْــرُ حَقِيقِــي
    فِــي مَــفْــرِقَيْهِ يُــهَــانُ كُـــلُّ مُــهَذَّبٍ
    وَعَـلَــى ثَـــرَاهُ يُــعَــزُّ كُـــلُّ صَــفِــيقِ
    هَــفَتِ الــمُرُوءَةُ فِــي يَــدَيْهِ فَــلَمْ تَــعُدْ
    إِلا نِـــفَــاقًــا فِــــي فَــمٍ مَـمْــذُوقِ
    وَالــصَّاحِبُ الــمَرْجُوُّ فِي عُرْيِ الأَسَى
    لَــبِــسَ الــخِــيَانَةَ فِـــي ثِــيَابِ صَــدِيقِ
    هَــتَــكُوا حِـجَــابَ الــحَقِّ فِــي بُــهْتَانِهِمْ
    بِــــالــزُّورِ يَــحْمِــلُ عَــــاتِــقُ الــتَّــلْفِيقِ
    هُــمْ شَــرُّ مَــنْ رَأَتِ الــبَرِيَّةُ قَدْ سَعَوا
    بِــالــخَــمْرِ بَــيْــنَ الــكَــأْسِ وَالإِبْــرِيــقِ
    وَأَنَـــا عَــلَــى جَــمْــرِ الــوَفَــاءِ أَحُــثُّــنِي
    وَأَشُــقُّ فِــي حَــدَقِ الــجُحُودِ طَــرِيقِي
    حَـرْفِي يُــحَمْحِمُ بِــالصَّهِيلِ عَــلَى الرُّبَــى
    وَنَــهِــيقُ غَــيْــرِي رَائِــجٌ فِــي الــسُّوقِ
    وَخَــلائِــقِي رَفَــضَــتْ تَــخَــاذُلَ هِــمَّةٍ
    فِـــي أُمَّـــةٍ وَفَــضَــتْ إِلَـــى الــزِّنْدِيقِ
    مَــا أَوْجَعَ الــمَعْنَى الـعَصِيَّ عَــلَى الـحِجَا
    إِنْ قُــورِنَ الــشَّــاهِــينُ بِــالــبِــطْرِيقِ
    وَأَنَـــا تَــعِبْتُ مِــنَ الْــغِيَابِ وَجَــاءَنِي
    أَنَّ اقْــتِــرَافَ الــعُــذْرِ بَــعْضُ عُــقُوقِ
    لِــي فِـي رِحَــابِكِ رَغْمَ مَا بِكِ مُضْغَةٌ
    أَسْـمُــو بِـهَــا وَأَرُوقُ سَــاعَــةَ ضِــيــقِي
    فَــتَــدَفَّقِي، قُـــدِّي قَـمِــيصَ تَــشَــوُّقِــي
    وَتَــرَفَّــقِي، مَـــا لِــلــنَّوَى مِـــنْ بُــوقِ
    وَخُــذُي إِلَــيكِ جَــنَى رُؤَايَ وَدَثِّرِي
    شَــغَــفِي وَضُــمِّي فِــي دِمَــاكِ عُــرُوقِي
    وَاسْــتَـورِقِي جَدْبَ الــخَرِيفِ بِــمُزْنَــةٍ
    تُــحْــيِــي فُـــؤَادَ الــعَــاشِقِ الــمَــعْشُوقِ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية زيد الأنصاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 287
    المواضيع : 50
    الردود : 287
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    ما شاء الله على هذا التمكن والإبداع!
    انتفعتُ بعدد من الصور البديعة والألفاظ النادرة لقلة دورانها على القلم واللسان.

    يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي = يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ
    أحسب أن (كل) حقها الرفع؛ لأنها مبتدأ

    بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمَ بِــالــتَّشْوِيقِ
    هنا (الحلم) مضاف إليه.

    وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ
    (قبلة) بهذا الضبط غير مفهومة.

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 354
    المواضيع : 63
    الردود : 354
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    هذا هو الشّعر الحقيقي، طبت منزلةً دنيًا وآخرةً حبيبنا الغالي أبو حسام :)

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    القصيدة مذهلة ، مابين حكمة ، ورهافة حلم وأمنية نابعتان من تأمُّل مشاهد الحياة وتجربة كثير منها
    والروي حرف القاف ، يساعد كثيرا على إظهار هذه الرؤى بعمق تسير بخطى رزينة ، وحركتها الكسرة لاأرى أنها توحي بانكسار أو ذل البتة إنما توحي بحزن القلب وأسفه على مايراه الشاعر أمامه


    ذَوْقَ الــرَّحِــيقِ عَــلَى الــعَقِيقِ أَرَيــقِي
    وَتَــرَقْــرَقِي شَــهْــدًا سَــقَــى فِــي الــرِّيقِ
    وَتَــأَلَّــقِــي بَــيْــنَ الــضُّــلُــوعِ مَــــجَــرَّةً
    فِـيــهَــا أَذُوبُ بِــرَوْنَــقِــي وَبَــرِيــقِــي
    المطلع والبيت الذي بعده تكرر فيه حرف القاف كثيرا من غير الروي مما أعطاه جرسا مميزا فيه الثقة مما يقول ويفعل ويُظهر مدى ذوقه وفنه بمهارة وأناقة وجمال من النوع المرهف الفاتن والباذخ الكريم و العميق في جوهره والبسيط الرقيق في شكله مع محافظته على صون النفس من الانزلاق وضبطها بالقيم والعفاف يحفها غرسٌ من أشجار الثبات والركازة

    وقوله
    " وتألقي بين الضلوع مجرّة "
    فقد اختار مجرة بدلا من أي كوكب آخر وبدلا من القمر والنجوم وذلك لأن المجرة هي الأكبر وتحمل فيها الآلاف من الأنوار والكواكب والنجوم الساطعة وأراه قد أجاد استخدام الكلمة وظهرت ساطعة في الصورة الشعرية بالفعل

    يَــا مَــنْ عَــلَى غُــرَرِ الــضِّيَاءِ تَــرَبَّعَتْ
    حُــورِيَّـــةً بِــجَــمَــالِــهَــا الــفِــيــنِــيقِي
    تَــنْــدَسُّ فِـــي شَــفَةِ الْــخَيَالِ قَــصِيدَةً
    مِـــنْ كُـــلِّ مَــعْــنَى لِـلـرُّقِـيِّ رَقِــيــقِ
    وَتُــطِلُّ طَــيْفًا فِــي جُــفُونِ خَوَاطِرِي
    كَـــإِلَــهَــةٍ فِــــي مَــعْــبَــدٍ إِغْــرِيــقِــي

    " يامن على غرر الضياء تربعت = حورية بجمالها الفينقي"


    اختيار موفق للألفاظ الأنيقة التي يقتنصها الشاعر ، فالغرة هي الأبرز والأوضح والأكثر سطوعا وإشراقة في الوجه وتتعلق بالكرامة والشموخ ثم يأتي بعد الغرة صفحة الخد الرحيبة المشرقة ولكن الخد قد يتعلق بالدلال والنعومة والرقة أكثر أما الغرة في أعلى الجبين فكما قلت في الأعلى وكأن هذه الغرة عرش أضاء بحورية تربعت فيه

    وألاحظ أنه ذكر هنا الجمال الفينقي والألهة الأغريقية ، مما يدل على أن الشاعر يحب هذا النوع من الجمال العريق ذو أصل نبيل في خُلُقه ونسبه وشرفه ، فهو أقرب إلى الجمال الملائكي الذي يعني النقاء والصفاء والطهر والسمو والترفُّع عن كل رذيلة والبعد عن كل أمر يُوقع في الإثم وهذه المعاني اشتهرت به المسارح الأغريقية قديما فهي تدعو إلى هذه القيم التي تسمو بالنفس وتضخم العواقب لمن يقترف السوء لتنفر الناس منه وكان هذا مما دعا إليه الكاتب اليوناني أرسطو وغيره من أدباء عصره الذي تميزت مسرحياتهم بالجدّ وكثرة الاساطير والبعد عن الهزل والكوميديا وهذا يحمل دليلا على الجمال الفينيقي والإغريقي الذي يجمع بين رقة المظهر وطهارة النفس وسلامة القلب وقوة الشخصية ومدى جديتها والتزامها وحرصها على المثالية لتكون أنموذجا وقدوة لغيرها

    لذلك قال الشاعر تقديرا لهيبة جمال هذه الحورية ومدى رهافتها وقوة اختراقها لقلبه وخواطره في صورة جميلة ولوحة بديعة وكأنك في أحد معابد اليونان تتجول وتنظر لوحاتهم ..

    "وتطلُّ طيفا في جفون خواطري = كإلهة في معبد إغريقي"


    ماأجمل إطلالة هذا الطيف الساطع الذي لايستطيع الشاعر إبعاد نظره عنه إبهارا


    يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي
    يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ
    سُــبْحَانَ رَبِّ الــنَّاسِ كَــيْفَ بَــرَاهُمُ
    وَبَـــرَاكِ فَـــرْدًا مِـــنْ شَــذَا وَعَــقِيقِ
    لَــكَــأَنَّــكِ الــدُّنْــيَــا إِذَا مَـــا أَقْــبَــلَتْ
    بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمَ بِــالــتَّشْوِيقِ
    وَلَـقَدْ أَرَاكِ هُــنَاكَ حَيْثُ غَفَا الـهَوَى
    فِـــي حِــضْــنِ حَــرْفٍ حَــالِمٍ وَأَنِــيقِ
    وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ
    فِـــي غَــفْــلَةٍ مِـــنْ عَــالَــمٍ مَــطْــرُوقِ



    ثم يبدأ الشاعر بمدح هذه الحورية وأكثر مالفتني الصورة في قوله :
    "لكأنك الدنيا إذا ماأقبلت = بثت فراش الحلم بالتشويق"

    أن يشبهها بالدنيا وفتنتها وبكل مافيها من جمال حينما تُقبل على المرء وتفتح الباب على مصراعيه له، لهو تصوير بديع ، حسن المنظر ، يفتن قلوب الشعراء ويلهم خيالهم

    فحينما تقبل هذه الحورية كأنها الدنيا تفتح بابها له وتبثث حينها فراش الحلم ، وتشبيه الحلم بالفراش لهو تشبيه ذكي ؛لأن الفراش مرهف رقيق وينتشر بشكل فوضوي عفوي وجميل وتتنوع ألوانه المذهلة التي تبعث في الصدر شوقا وحنينا ومحبة وراحة في الصدر ، واستخدم لفظة بثث بدلا من انتشر حيث أن الانتشار يكون أكثر سرعة وقد يناسب استخدامه في الشائعات أو النار التي تحرق أو بعض الأمور السيئة التي تحدث كانتشار مرض وغيره ، أما يبثث فهو يبدأ بالظهور والانتشار ولكن بشكل متأني بطريقة لطيفة خفيفة متتالية يريح نظرك ويداعبه

    هذا البيت يجعلك تتنفس حبا وشوقا وتبتسم برقة حتى لو كنت أقسى من الحجر، غضافة غلى أنه مشهدٌ آسرٌ من الطبيعة تمَّ توظيفها بدقة وأناقة من قِبل الشاعر للمعنى الذي يريده .

    "ولقد أراك هناك حيث غفا الهوى = في حضن حرف حالم وأنيق"

    الله الله وهذا البيت كأنه يؤازر معنى البيت السابق ، فالحورية التي كالدنيا أقبلت عليه وبثت فراش الحلم في استقباله يراها في مكان ما من هذا المنظر الطبيعي الخلاب حيث ( يغفو الهوى)
    فصورة (
    غفا الهوى) فيها سكينة وراحة تخلو من أي إزعاج ، وقد أسرحُ وأصخي سمعي لصوت زقزقة العصافير حول هذه الحورية وهواها الذي يغفو في حضن الحرف الحالم الأنيق

    وهنا صورة أيضا مناسبة ، فقد شبه الحرف بالإنسان وعلى الأخص المرأة ، وحذف المشبه به وأتى بشئ من لوازمه وهو الحضن بجامع الاحتواء والحنان والعطف على سبيل الاستعارة المكنية الأصلية

    وكذلك ( غفا الهوى ) استعارة مكنية مثل سابقتها


    نُــلْــتُ الأَمَــانِــيَ يَـــا حَــبِــيْبَةُ هَانِئًـا
    وَسَــعِــدْتُ مِــنْــكِ بِــعَهْدِكِ الــمَوْثُوقِ
    أَرْضَــعْــتِــنِي لَــبَــنَ الــمَــحَــبَّةِ سَــائِــغًا
    وَفَــطَــمْتِ أَجْــنِــحَتِي عَــنِ الــتَّحْلِيقِ
    وَمَـــلَأْتِ لِـــي رِئَـــةَ الــحَيَاةِ بِــحِكْمَةٍ
    رُؤْيَـــا تَــطُوفُ عَــلَى امْــتِدَادِ سُمُوقِـي
    إِنْ بَــانَ هَــذَا الــقَلْبُ عَــنْكِ فَكَمْ لَهُ
    ذِكْــرَى تَــــئِــنُّ بِــــزَفْــرَةٍ وَشَــهِــيــقِ
    الــصَّــدْرُ يَــلْــعَــقُ بِــالأَنِــينِ حَــنِــينَهُ
    وَالــدَّمْــعُ يَــشْــرَقُ حَــائِرًا فِــي الــمُوقِ
    لا شَيْءَ بَعْدَكِ فِي الحَيَاةِ سِوَى صَدَى
    يَــرْنُــو إِلَـــى أَمَـــلِ الــمَدَى الــمَشْنُوقِ
    لا شَـــيْءَ إِلَّا غُــرْبَــةٌ بَــهَتَتْ غَــدِي
    أَمْــضِــي عَــلَــى دَرْبِـــي بِــغَــيْرِ رَفِــيقِ



    وهنا أتت الأبيات مناسبة لما قبلها ومتتمة ، فوفاء الحبيبة له أرسل له شعورا بالسعادة والعيش الهانئ كأنما هو استقرار ثقة بعد شعوره بخذلان الكثير
    ثم بيّن مدى سعادته الداخلية بصور تناسب صورة الحضن ومايكون فيه من حب واحتوار وعطف على الطفل فقال:
    أرضعتني الحب ، وفطمتني لأحلق بعدها وأستطيع السير

    "وملأت لي رئة الحياة بحكمة = رؤيا تطوف على امتداد سموقي "
    هنا
    رئة ورؤيا بينهما جناس
    رئة الحياة بمثابة التعليم والتوجيه للطفل ورعايته وتربيته وهي مهمة كأهمية الرئة في تنفس الإنسان ومن دونها سيضيق نفسه ويموت وكذلك العلم والتربية والرعاية وتلقين الأدب تجعلك حكيما مستبصرا في أحلك الظروف فلاتتعرقل وتتوقف حياتك وتضيق بالجهل وعدم النضج وسوء التصرف ، ملأته بالحكمة حتى اصبحت له رؤاه الخاصة العظيمة التي تشبه ارتفاعه وطوله وكأنه بنيان شامخ تطوف حوله الرؤيا ، وهنا استعارة مكنية أيضا
    هذا البيت معانيه تفوق الحديث عن الحبيبة ، ففيه أهمية كبيرة لجميع الأسر ونموذج مختصر في طريقة التربية والرعاية لأبنائهم من الصغر حتى يشبُّوا ويكونوا شخصيتهم بثقة واستقرار

    ثم يوضح الشاعر أمرا لهذه الحبيبة ويفسره لها بأن القلب إن ابتعد عنك فليس جحودا ولانكرانا ،إنما هو يمضي في طريقه بدون رفيق ، يشعر بغربة الروح رغم أهميته في المجتمع وارتفاع شأنه إلا أن الأنقياء الذين يبحث عنهم نادرا مايمرون في طريقه ، هو منشغل في تفكيره الذي يثير ضجيجا داخله حال صمته وتألمه بعد ماخبر وجرّب وخاض وخالط وكأنها عزلة رغم مافيها من الحزن والتفكير الممزوج بالذكريات المؤلمة والمفرحة والشوق والحنين والأنين إلا أن فيها شهوق كالقمم وثبات كالجبال وعزّة وحدة نظر وبصيرة كالصقر ، هنا صور تدل على العصامية واكتساب القوة والثقة والثبات الذي يصعب انتزاع جذورها

    وذكر من بينهم بيتا مؤلما جدا وهو ..
    "لاشيء بعدك في الحياة سوى صدى = يرنو إلى أمل الغد المشنوق"

    كل شيء يراه بعدها مجرد ذكرى وصدى وكأن الحياة باتت رتيبة ، كئيبة تنتظر الغد المشنوق ، وحقيقة حينما قال الشاعر (
    يرنو إلى أمل الغد) فلأول وهلة ظننت أنه سيتفائل ، ولكن أتت صدمة الواقع المكبوت المرير الذي لامفر منه ،بأنه غد مشنوق سيُبكي كثيرا من الغافلين عن واقعهم ، المتعلقين بآمال بالغوا فيها واستدعوا أمانٍ ميتة مما جعلهم شديدي الأمل ،كثيري الركون والتقاعس ، قليلي العمل والهمة
    هنا صورة من صور الاستسلام للواقع المؤلم الذي لايستطيع تغييره رجل واحد إلا إن نهض معه أهل العزم والخير يسعون ويعملون كالنحل يدا واحدة وجهدا واحدا

    "لاشيء إلا غربة بهتت غدي = أمضي على دربي بغير رفيق"

    وهنا يؤكد الشاعر بقوله ( لاشئ) اي لاشئ بعدك أثّر بي من فقد وحنين وذكرى وجعل لون غدي رماديا باهتا خاليا من الحياة غير الغربة التي أقضيها وأمضي وحدي بدون رفيق يؤانسني ويحمل عني ويعينني ، لاأعلم لم اسمع من هذين البيتين موسيقى حزينة عميقة تنبعث منها أحاسيس الخواء والحيرة والجراح حينما ترهق كاهل القوي وتثقل قلب الطيب الكريم

    وهنا قد أقول أن الإسلام حث على اختيار الرفقاء الصالحين وأصحاب الخير ومجالستهم ولنا في رسول الله قدوة حسنة ومصاحبته لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فإن لم يجد الإنسان رفيقا صالحا ووجد الخذلان وكثيرا من الأذى والغدر فإنه يشعر بالغربة وهذا أمر طبيعي، فالإنسان يأنس بالرفيق الصالح الذي يشبهه ويتمنى أن يجده ، وتظل الغربة تؤثر في أعماقه حتى لو لم تكن بادية في مظهره القوي وعمله النشيط وسعيه بحيوية في أمور الخير من غير كلل وتوقف .




    أمْــضِــي وَفِـــي عَــيْــنِ الــتَّأَمُّلِ عــبْرَةٌ
    فِـــي رِحْــلَــةِ الــتَّــكْذِيبِ وَالــتَّــصْدِيقِ
    أَعْــشُو كَــأَنِّي لَــسْتُ أَعْــرفُ مَنْ أَنَا
    وَأَرَى كَـــأَنَّ الــدَّهْــرَ غَــيْــرُ حَقِيقِــي



    "أمضي وفي عين التأمل عبرة = في رحلة التكذيب والتصديق"
    مشهد صامت يحمل في صمته التعجب من أحوال الدنيا ومايحدث بها ، وهنا لمست العمق فيه

    "أعشو كأني لست أدري من أنا
    وأرى كأن الدهر غير حقيقي"


    من هذا العجب العجاب الذي يراه الشاعر كأنّ العمى قد أصابه ، أو مايراه مجرد وهم وسراب وضباب وخيال ، ألمس في هذا البيت الذهول من الواقع الذي كاد أن لايصدقه الشاعر

    " وأرى كأن الدهر غير حقيقي "
    جملة خبرية مبهمة تحمل سؤالا يثير رغبة القارئ في معرفة عدم تصديق الشاعر وذهوله وحيرته ، ماهو هذا الذي يراه الشاعر غيرحقيقي؟! ثم يأتي الجواب مفصَّلا في ابيات عدة بعده ، وهذا أسلوب بلاغي يُدعى الإيضاح بعد الإبهام وهو أحد أنواع الإطناب الذي نراه أحد اساليب الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية وكذلك اعتمده الشعراء القدماء في أساليبهم أيضا
    نأتي لتفصيل هذه الأمور التي أذهلته فلم يصدق حقيقة وقوعها في زمانه


    فِــي مَــفْــرِقَيْهِ يُــهَــانُ كُـــلُّ مُــهَذَّبٍ
    وَعَـلَــى ثَـــرَاهُ يُــعَــزُّ كُـــلُّ صَــفِــيقِ
    هَــفَتِ الــمُرُوءَةُ فِــي يَــدَيْهِ فَــلَمْ تَــعُدْ
    إِلا نِـــفَــاقًــا فِــــي فَــمٍ مَـمْــذُوقِ
    وَالــصَّاحِبُ الــمَرْجُوُّ فِي عُرْيِ الأَسَى
    لَــبِــسَ الــخِــيَانَةَ فِـــي ثِــيَابِ صَــدِيقِ
    هَــتَــكُوا حِـجَــابَ الــحَقِّ فِــي بُــهْتَانِهِمْ
    بِــــالــزُّورِ يَــحْمِــلُ عَــــاتِــقُ الــتَّــلْفِيقِ
    هُــمْ شَــرُّ مَــنْ رَأَتِ الــبَرِيَّةُ قَدْ سَعَوا
    بِــالــخَــمْرِ بَــيْــنَ الــكَــأْسِ وَالإِبْــرِيــقِ
    وَأَنَـــا عَــلَــى جَــمْــرِ الــوَفَــاءِ أَحُــثُّــنِي
    وَأَشُــقُّ فِــي حَــدَقِ الــجُحُودِ طَــرِيقِي




    يقول أن :
    المهذب الخلوق يهان ، والأحمق السيئ تزداد أعداد المصفقين له ، فأصبح النفاق ظاهرا ومعتادا على أغلب الأفواه وغابت المروءة إلا من القليل ، وأما الاصحاب فقد لبس أكثرهم ثوب الغدر وسلك الخيانة بعد أخذ مصلحته ثم يكمل مسيره كأنَّ شيئا لم يكن وبدون حياء من نفسه ، ثم ذكر صورة جميلة لهتك حجاب الحق ونزعه بالرمي والبهتان وإلصاق تهم في طهارته وشرفه ونزاهته ويؤيدهم في ذلك شهداء الزور والله المستعان ، وفعلا كما وصفهم الشاعر هؤلاء هم شر الخلق يتمايلون كالسكارى، أغرقتهم الدنيا في وحلها ومارسوا في ساحتها كل قذارة وبمجاهرة أمام الملأ ويرون مؤيدين لهم كثيرون إما جهلا أو خوفا أو يشبهونهم في الفساد الأخلاقي والعبث الدنيوي ،ومع هذا كله الشاعر يمضي مستمرا على وفائه وخلقه النبيل بين كمية الجحود والسوء الذي انتشر في أغلب البشر .


    "
    حرفي يحمحم بالصهيل على الربى
    ونهيق غيري رائج في السوق"


    هذه وحدها لوحة معبرة بما فيها من أنفة وعزَّة وفخر، فالصهيل يعلو بعزة وبالحق في الربى ويصل صوته الفريد القوي للجميع ،والنهيق متداول ومبتذل في السوق بين كثير من أمثاله

    "وخلائقي رفضت تخاذل همة
    في أمة وفضت إلى الزنديق"

    وهذا البيت يثبت أن حرف الشاعر يمثّل صهيل الخيل المتميز الذي يحمل على ناصيته الخير فيرفض الذلة والمسكنة والوقوف بعجز والتقاعس عن الهمة العالية والعزيمة الصادقة والإخلاص والتفاني ، وكأنه يمثل قول الرسول في أنَّ الله يحب المؤمن القوي ويفضله على المؤمن الضعيف الذي لايثب وتنام همته ويستريح عزمه ،بيتٌ فيه أحد المواعظ التي هي سبب رئيسي لانتكاس الغالب من المسلمين ولن يتغيروا إلا إذا نهضوا وتحركوا وغيروا مابأنفسهم بإرادة حديدية .



    مَــا أَوْجَعَ الــمَعْنَى الـعَصِيَّ عَــلَى الـحِجَا
    إِنْ قُــورِنَ الــشَّــاهِــينُ بِــالــبِــطْرِيقِ
    وَأَنَـــا تَــعِبْتُ مِــنَ الْــغِيَابِ وَجَــاءَنِي
    أَنَّ اقْــتِــرَافَ الــعُــذْرِ بَــعْضُ عُــقُوقِ
    لِــي فِـي رِحَــابِكِ رَغْمَ مَا بِكِ مُضْغَةٌ
    أَسْـمُــو بِـهَــا وَأَرُوقُ سَــاعَــةَ ضِــيــقِي
    فَــتَــدَفَّقِي، قُـــدِّي قَـمِــيصَ تَــشَــوُّقِــي
    وَتَــرَفَّــقِي، مَـــا لِــلــنَّوَى مِـــنْ بُــوقِ
    وَخُــذُي إِلَــيكِ جَــنَى رُؤَايَ وَدَثِّرِي
    شَــغَــفِي وَضُــمِّي فِــي دِمَــاكِ عُــرُوقِي
    وَاسْــتَـورِقِي جَدْبَ الــخَرِيفِ بِــمُزْنَــةٍ
    تُــحْــيِــي فُـــؤَادَ الــعَــاشِقِ الــمَــعْشُوقِ


    وهنا أبيات تدل على تعب الشاعر من كثرة حرصه وسعيه على لمّ الشمل والتعاون والإصلاح والتآلف وهو ليس تعب من فعل الخير إنما تعب من عدم استجابة الكثير له من أولي الألباب والصلاح والهدى وأسفه على ما انشغلوا به مما هو أقلُّ أهمية وأولوية ، وإنَّ لَبَعْضُ الأعذار غير مبررة وواهية وغير كافية إنما يخدع الإنسان فيها نفسه ، ولذا يرى الشاعر أن كثيرا منها نوع من العقوق ، لأن قليل من الأعذار التي تكون قوية فعلا لدرجة أن تثني الشخص عن همته والطموح الكبير الذي يعمل له من أجل نفسه ومن أجل أمته .

    ومما لفتني قوله ..
    "ماأوجع المعنى العصيّ على الحجا
    إن قورن الشاهين بالبطريق"


    معنى رائع وجميل ومن يقارن بينهما فهو جاهل أو مستغبي أوعنيد
    لأن الشاهين متميز في سرعته والانقضاض على صيده وهو أرهف أنواع الصقور حسًّا وأكثرها انتظاما في مواعيده كالإنسان الحر الأصيل تماما
    بعكس البطريق العاجز البطيء المتكاسل ولامجال للمقارنة بينهما

    ثم ختم الشاعر قصيدته ببيت جميل يُكمل منظر الطبيعة الخلاب حينما يأتي عليه الخريف فتذبل أوراقه ، ويضمن خاتمة القصيدة بوصية لحبيبته التي ذكرها في أول الأبيات بأن تسقي أوراق الخريف من بعد جدب بالمزن أي الماء لتحيي قلب هذا العاشق المعشوق ، أي جمع بين أمرين هو عاشق واأضا معشوقٌ من قِبَل الآخرين .

    كانت الكلمات في الخاتمة اأضا أنيقة وموحية لدلالات كثيرة سامية المعنى وتدل على حس مرهف يمتلأ بالافنان وتغريد البلابل في واحة القلب وبراعة شاعر فنان في اقتناصه الدقيق وحذقه في اختيار الألفاظ

    استورقي - المزن - تحيي
    كلمات تحمل معنى الحياة والتفاؤل وعدم اليأس مهما كان مافي طريقك من بؤس وأسى وصعاب ، وتحمل بين طياتها حب الوثوب للعمل بهمة والنشاط والمثابرة وبذل الجهد والسعي في ذلك لتظهر بعدها النتيجة المثمرة



    كنتُ قد قرأت القصيدة ولم يعقب عليها أحد بعد ، فقلت سأسبق الجميع في التعليق وسأكتب أني سأعود إليها لاحقا بالتحليل ، ولكني رأيت نفسي أنساب مع أبياتها وأحلل وأكتب ماتراه بصيرتي في هذه الباسقة الذي ارتفع فيها صوت الأنين وخالجها الحنين ولمعت فيها جواهر الحكمة ودرر الحبيب الرزين.

    وفي النهاية أقول :
    الحمدلله الذي ألهمني ووفقني للتعليق عليها ، وهي قصيدة فريدة الحس قد أكون مقصرة في كثير من نواحيها
    لكنه جهد تلميذة في واحتكم وأقبل أي تصحيح على تعليقي فإن رأيتموا غلطا فيه فصوبوني وأصلحوه لي

    شكرا ياأبي على هذه القصيدة المخملية رفيعة المستوى وهذا ليس بغريب عليك

    تقديري

    أختكم وابنتكم /
    براءة الجودي

  5. #5
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيد الأنصاري مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله على هذا التمكن والإبداع!
    انتفعتُ بعدد من الصور البديعة والألفاظ النادرة لقلة دورانها على القلم واللسان.

    يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي = يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ
    أحسب أن (كل) حقها الرفع؛ لأنها مبتدأ

    بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمَ بِــالــتَّشْوِيقِ
    هنا (الحلم) مضاف إليه.

    وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ
    (قبلة) بهذا الضبط غير مفهومة.
    بارك الله بك أيها الأخ الفاضل والشاعر الكريم وأشكر لك رأيك المغدق ومرورك المورق!
    بشأن حركة الحلم فهذا من السهو المعتاد أيها الحبيب، أما بشأن كل فحقها النصب في اللفظتين، وأما ضبط شكل قبلة فإنما أردت ما أشرت إليه وفي كل شكل ستجد ما يخدم المعنى ويحقق المقصود وهذا أسلوب أتبعه في قصائدي عموما.
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!


    تقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.94

    افتراضي

    هنا تجلى الجمال في أبهى صورة

    صحيح أنني لم أفز بشرف إزاحة الستار، ولكنني فزت بشرف
    التثبيت.

    تحيتي والورد.
    نَحْنُ اليَمَانُونَ ،مَنْ يَجْرُؤْ يُسَاوِمُنَا*****على الأصَـالَةِ نَسْتَأصِلْهُ كَالـوَرَم

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.73

    افتراضي

    ولم أجد ما أضيفه لهذا الجمال الممتد من او حرف الى آخر قطرة
    مدرسة في النسج واختيار المفردة والتصوير الدال والموسيقى التي
    ملأت الجملة الشعرية ..
    اسعدني المرور والوقوف على كثير من الصور واتحاد القافية بالمعنى
    مودتي

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2016
    المشاركات : 368
    المواضيع : 5
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    حَـرْفِي يُــحَمْحِمُ بِــالصَّهِيلِ عَــلَى الرُّبَــى
    وَنَــهِــيقُ غَــيْــرِي رَائِــجٌ فِــي الــسُّوقِ



    أتحفظ على هذا البيت .


    وأبدي إعجابي فيما عداه.

    دام عطاؤك

  9. #9
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    السلام عليكم
    لقد تفضلت الأستاذة الأديبة براءة الجودي ببراعتها المعهودة، فشرحت الكثير من الإيحاءات الشاعرية التي توحي بها أبيات القصيدة ، وكلها لا تُزان إلا بميزان الذهب الخالص من الإبداع الرفيع .
    لذا فإنني سأتكلم فقط عن البنية الفنية لنص القصيدة والذي تمايزت فيه ثلاثة أجزاء:
    فالجزء الأول ويتكون من سبع عشرة بيتاً وهو مسخَّرٌ للحب ، والغرض الشعري فيه من الغَزَل الخالص، وظهرت فيه عاطفة العشق العميقة بأجمل الصور، والتي أفاض الشاعر في التعبير عن حميميتها منذ مطلع القصيدة وحتى البيت الذي ذكر فيه عنوان القصيدة ( عين التأمل )
    أَمْــضِــي وَفِـــي عَــيْــنِ الــتَّأَمُّلِ عــبْرَةٌنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فِـــي رِحْــلَــةِ الــتَّــكْذِيبِ وَالــتَّــصْدِيقِ

    وقد لفتت انتباهي وظيفة هذا العنوان في القصيدة، التي أوكل إليها الشاعر مهمة الوصل العضوي والنفسي ما بين الجزء الأول (الحب/ الغزل) والجزء الثاني وهو جزء (الشكوى من الواقع ) والذي يتكون من اثني عشر بيتاً، يشكو فيها الشاعر من معاناته النفسية في هذا العصر الذي يفتقر إلى العدل والحكمة والحق في معايرة وتقييم القِيَم والمفاهيم .
    ثم يأتي البيت المفصلي الثاني الذي ينتقل فيه الشاعر إلى الجزء الأخير من القصيدة (جزء الحب/ الخلاص ) والمكون من أخمسة أبيات فقط ، ليكون بذلك عدد الأبيات التي عالجت الحب يفوق عدد أبيات الشكوى بمرتين.

    وَأَنَـــا تَــعِبْتُ مِــنَ الْــغِيَابِ وَجَــاءَنِينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأَنَّ اقْــتِــرَافَ الــعُــذْرِ بَــعْضُ عُــقُوقِ

    لِــي فِـي رِحَــابِكِ رَغْمَ مَا بِكِ مُضْغَةٌنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأَسْـمُــو بِـهَــا وَأَرُوقُ سَــاعَــةَ ضِــيــقِي

    فَــتَــدَفَّقِي، قُـــدِّي قَـمِــيصَ تَــشَــوُّقِــي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوَتَــرَفَّــقِي، مَـــا لِــلــنَّوَى مِـــنْ بُــوقِ

    وَخُــذُي إِلَــيكِ جَــنَى رُؤَايَ وَدَثِّرِينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيشَــغَــفِي وَضُــمِّي فِــي دِمَــاكِ عُــرُوقِي

    ونلاحظ أن الشاعر قد عاد بعد الشكوى إلى عاطفة العشق/ الحب التي جعلها نوعاً من الخلاص أو الملاذ أو الاستراحة من عبء الواقع الذي يعجز عن تغييره أو تقبُّله أو التعايش منه .
    هذا البناء الفني في رأيي يعكس رؤيا الشاعر الوجدانية وفلسفته الشخصية في الحياة ؛ فالحب هو الخلاص أو المهرب من كل سوء ، وبه فقط تستكين المشاعر وتستعيد النفس المتعبة قدرتها على الاستمرار في مقاومة ما يتعبها ويؤذيها .
    وفلسفة الحب لا شك مرتبطة بفلسفة العطاء ؛ لأن الحب نفسه يمثل أقدس وأسمى أنواع العطاء كونه يتجاوز الأنا إلى الذات الأخرى التي تمثل ما هو غيري . فلذلك يختم الشاعر قصيدته ببيت يلح على معنى القدرة الإحيائية للحب الذي يستطيع التغلب على ظواهر اليباس النفسي ممثلة بالخريف الذي يصلح كناية عن كل ظمأ وجفاف عاطفي في النفس البشرية ، فيأتي الحب / العشق ليكون المزنة الماطرة التي تستورق ذلك الجدب العاطفي الشبيه بالموت الهادئ وتعيد إليه الحياة ليكمل دوره في دوران فصول الحياة .
    ومن الجميل والضروري لإتمام معنى الحب الإحيائي الذي يتأثر ويؤثر ويتغيَّر ويغيِّر وويحيا ويحيي أن يصف العاشق بالمعشوق ، فبذلك التكامل والتبادل فقط تتأكد وتتحقق فلسفة الحب كعلاج وحل لمشكلات النفس البشرية .

    وَاسْــتَـورِقِي جَدْبَ الــخَرِيفِ بِــمُزْنَــةٍ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتُــحْــيِــي فُـــؤَادَ الــعَــاشِقِ الــمَــعْشُوقِ

    تحيتي لإبداعكم

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    رائعة ثناء ، وأنت مدرسة في النقد
    مودتي

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة