بساط العقل:
إن من ينظر الى حال البشرية اليوم سيجد ان الغلبة لمن سيحكم البشرية ستكون لمن يقدم عقلا الحياة المثالية للبشرية
فالبشرية اليوم تعتمد على سلطة الاحتلال العقلي الجبري ليكون سفيها ويعتمد في ذلك على قوة السلاح في برمجة العقول بالسفاهة التي تؤدي الى انحلال البشرية
لذلك من اجل سحب البساط العقلي لابناء العدو نفسه والذي يحيا هو ايضا حياة التفكك الاخلاقي
لابد من تقديم الصورة المثلى التي تحمي البشرية من الزوال ومن الإنهيار في كل شئ إذ الامر بات وشيكا ولا ينقصه إلا من يشعل فتيل الحرب بينهم
وقبل ان نصل الى تلك اللحظة التي إن بدأت فلن تتوقف حتى يصبح سرعة فناء الأسلحة في الدمار اسرع من سرعة انتاجها أو ان سرعة زوال البشرية اعلى من سرعة تكاثرها ايهما اقرب
علينا بسحب العقل البشري في الإتجاه الإيجابي الذي يجعل معدل نمو الإيجابية في الحفاظ على الجنس البشري اعلى من معدل نمو السلبية له
وحتى تكون الإيجابية مطلقة خالية من اي اهواء فلابد ان تبحث البشرية عمن له من علو الصفات ما يضمن سلامة حالها اليوم وحالها المستقبلي
وحتى يكون الحوار عقليا بحتا دون ان اجبر العقل البشري في سلوك منهج بعينه
فانا ادعوا العقلية البشرية إلى النظر حولها واطالبها فقط بان تلغي اهواءها لاسالها هذا السؤال
هل الكون مبني على ان تكون افعاله في قمة السلامة ام مبنية على العشوائية؟
العقل يجيب بانه مبني على ان تكون نتائجه في قمة السلامة
إذ الكون مركب بحيث يكون هناك التداخل التام في مفرداته
والعشوائية في مفردة واحدة سيتبعه من الفوضى ما يلزم انهيار الكون كله
بالتالي فالعقل لا يقبل إلا ان الكون مبني بنظام محكم
والحقيقة ان العلمانية التي استخدمت لإلغاء الدين للبشرية جعلت العقل لبشرية اليوم ممهدا لقبول المنطق العقلي البحت بعد ان كان محبوسا تحت سلطة جبرية بان ما يعرضه رجال الديانات المختلفة هو مراد الرب والذي كان مدعوما بسلطة السلاح للسلطة الحاكمة والتي كانت تخشى غضب رجال تلك الديانات المختلفة
بالتالي فمن يملك اليوم الحجة العقلية التامة في خطاب العقل البشري دون ان يعرض مسميات انظمة او جماعات هو من سيكون حجته غالبة
لتسحب البساط العقلي تجاه الخير البحت بالتالي سيكون المردود هو نمو حب الترابط بين الجنس البشري وحب تبادل الخير بينهم فتقل فرصة من يبدأ اشعال فتيل نهاية الجنس البشري
ولهذا فانا ادعوا بشرية اليوم الى ان نجلس معا على الطاولة العقلية دون ان ادعوا لجماعة او دولة او عنصرية باي شكل من الاشكال
وانا أستاذنكم في ان تكون البداية لي مخاطبا عقولكم فقط ولست ناظرا للون او جنس او ثقافة هنا او هناك
فنحن جميعا جنس واحد
وقد اتفقنا على ان الكون المركب من ذرات مختلفة وترتبت تلك الذرات في مركبات مختلفة ثم ترتبت تلك المركبات في صور حياة مختلفة من جماد ونبات وطير وحيوان ثم تفاعلت كل تلك الصور في منظومة عمل من خلال تعدد صور النوع الواحد ليعمل الجميع معا في منظومة عمل حققت من الكمال ما نحيا عليه نحن الجنس البشري
بالتالي فالكون نتيجة حفاظه على منظومة عمله تلك فهو يقدم لنا اجمل ما لديه
وكما نرى فكل جنس بمثابة امة واحدة تتفاعل مع بعضها البعض دون ان يكون هناك استعباد من جنس لأخر
حتى الان نحن عقلا متفقين على ذلك
بالتالي لا يمكن ان يكون هناك نظام متكامل بهذا الإسلوب إلا وخلفة حقيقة مطلقة
وهي ان هناك من يملك هذا الكون ويملك إدارته
بالتالي فهو عليم بكل شئ من مكونات هذا الكون وهو من وضع البرنامج العلمي لتفاعل مفرداته مع بعضها البعض حتى صار بهذا الكمال
بالتالي ونظرا لكوننا من ذرات هذا الكون وقد ترتبت تلك الذرات باسلوب علمي حتى صرنا نحن ايضا في صورة جنس من اجناس هذا الكون
بالتالي فالمنطق يلزمنا انه كما ان هناك برنامج يحكم كمال العلاقة بين اجناس الكون المختلفة
فهناك البرنامج العلمي الذي إن اقمناه بيننا سيجعلنا نحن ايضا نحيا الكمال لنوعنا
وكما ان كل الكون يقدم الخير لبعضه البعض من خلال تبادل النتج الطيب بينهم فلا مكر ولا خداع ولا غش ولا بخل ولا حزبية
فالكل لا يقدم الا نتجه الطيب
إذ ان البرنامج الذي يقيمونه يجعلهم لا ينتجون إلا
ما كان طيبا
بالتالي فلابد ان يكون هذا هو حالنا إن اقمنا نحن أيضا البرنامج الذي يخصنا والذي سيربطنا معا ومع هذا الكون ومفرداته من الاجناس المختلفة
فالارض كما انها مائدة للجميع ستصبح مائدة لنا جميعا دون تمييز بين لون واخر وجنس واخر وقومية وأخرى
فكما اننا نسعد بالحفاظ على الطير والنبات والحيوان سنسعد بالحفاظ على جنسنا
وكما اننا نسعد بالاكثار من الطير والنبات والحيوان
سنسعد بالإكثار من جنسنا
وكما ان كل جنس من الاجناس مهما اختلف مكان تواجده له سلوك واحد يحافظ على الكمال بين الاجناس المختلفة
سيصبح اي فرد من الجنس البشري له سلوك واحد من الاخلاق يحافظ على بعضه البعض وعلى ما بين يديه
بالتالي فسيتعاون الجميع معا على إقامة الخير فقط
هنا سياتي السؤال وما هو هذا البرنامج الذي يجعل البشرية امة واحدة تعمل على الخير فقط؟
هذا البرنامج هو ما انزله رب العالمين ألا وهو الإسلام
وكما راينا في الكون حولنا ان الكون تم بناءه بحيث يثبت انه من الإستحالة ان يكون هناك برنامجين لمختلفين يقيمون هذا الكون
بالتالي فلا يوجد إلا رب واحد لهذا الكون
والبرنامج الوحيد الذي يعرض وحدانية رب العالمين ويعرض كيفية ترابط الخلق جميعا مع بعضه البعض
ويعرض علو صفات رب العالمين ويعرض كيف تترابط البشرية مع بعضها البعض دون سلب لخصائص فرد وممتلكاته لصالح فرد أخر
هو الإسلام واسمه الإسلام لسلامة اثره وسلامة نتجه فالسلامة من اي نقص نتيجة تحقبقه صفته
والممتلكات للبشرية مع الحفاظ عليها لصاحبها إلا أن الإسلام يجعلها جميعا تدور في منظومة عمل تعمل للجميع
فانت مثلا تملك من الثروات المال وهذا يملك الزرع وهذا يملك الحيوان وهذا يملك الطيور والإسلام يجعل الجميع يتداخلون معا كجسد واحد يعمل معا
وكما ان جسد الإنسان يتكون من خلايا موزعة على اعضاء في صورة مؤسسات تعمل جميعا معا لصالح بناء هذا الجسد
فإن الإسلام يجمع البشرية في صورة مؤسسات عمل تعمل جميعا لصالح الجنس البشري
والفقير الذي لا يملك شيئا فإن الإسلام يحفاظ عليه كخلية عاملة في احد مؤسساته ولا يلقي به هنا او هناك
فجميع الجنس البشري هو خلايا في جسد واحد تعمل معا
والكل يحافظ على الكل
بالتالي وبعد ان قدم الإسلام هذا الكمال من الترابط فإن من يخرج على منظومة العمل تلك يعاقب وفق جرمه وفق ما بينه الإسلام
وكلامي هذا لا ينزع لقبا من احد ولا ينزع ملكية من احد ولا ينزع رتبة من احد
وانما يربط الجمبع معا بالإسلام كبرنامج إداري فيكمل الجميع بعضه بعضا
فتصبح العقول عاملة للجميع كانها عقل واحد
وتصبح الجيوش عاملة للجميع كانها جيش واحد
ويصبح الهدف للجميع هو فعل الخير فقط
وبالتالي بهذا العرض صارت البشرية كلها تعبد الاها واحدا
فصارت تشهد عمليا بانه لا إله إلا الله
وتعمل بعلمه كبرنامج إدارة
ونتيجة للنتج الطيب فقد صارت تقيم امره محبة وتعظيما
ونظرا لأن من بين لنا هذا العلم من الله سبحانه هو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
كان لزاما ان تشهد له البشرية وتؤمن بحقه كرسول لله له من المحبة والتعظيم ما يليق بكونه رسول الله
هنا بجانب ان البشرية قد حققت عقلا ما يجعلها في علو
فقد حققت محبة الله سبحانه وما يلزم ذلك من تحقيق وعده للبشرية(ولئن شكرتم لأزيدنكم) ( يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا( ١١) وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا)
عندها قد حققنا (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)
فيصبح الأمن صفة لنا في ظاهرنا وباطننا