من علامات الساعة ((الــفــتــن))
من علامات الساعة ((الــفــتــن))
- المقدمة:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)} من سورة الحج آية 1- 2
لطالما تردد سماع هذه الآيات العظيمة على آذاننا يوما بعد يوم، فإما تاركة آثارها العصيبة في أنفسنا، وإما أن تسمع من أذن لتخرج من الأخرى مارين عليها مرور الكرام، وذلك السبب الوحيد الذي أرجعنا إلى الوراء في وقت تتطور فيه الأمم وترتقي، إنه البعد عن كتاب الله وسنن نبيه والبعد عن طاعته الذي ما إن تفشى في أمة إلا وأنزل الله عليها غضبه وقلبها جحيما على أهلها والعياذ بالله .
ولكن حينما نتأمل الآيات السابقة نرى أنها تتحدث عن الساعة وأهوال يوم القيامة، فهي بالطبع أمور نحن نؤمن بها وهي موجودة قطعا، إلا أنه مما ورد في السنة المطهرة؛ أحاديث تدل على وقوع علامات وإشارات قبل يوم القيامة تنبه كل من على وجه الأرض أن أفيقوا !!! إنه يوم القيامة.
وقد قسمها علماء المسلمين إلى علامات كبرى وعلامات صغرى
ومن أهم ما جاء في الأحاديث والسيرة النبوية عن تلك العلامات "الفتن"..
قال أهل العلم:
الفتنة : هي المحنة والعذاب والشدة، وكل مكروه، كالكفر والإثم، والفضيحة و الفجور والمصيبة، وغيرها من المكاره.
من الفتن التي تحدث قبل قيام الساعة:
1. اتباع وتقليد الأمم السابقة.
** عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرا بشبر، وذراعا بذراع.
فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلاّ أولئك؟
(رواه البخاري في صحيحه 9/126)
** وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب، تبعتموهم.
قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟
(رواه أحمد) 3/84ـ89 واتفق عليه الشيخان (1708).
** وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتركبن سنن من قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب، لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع أمه بالطريق لفعلتموه.
(قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات (7/261) وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي (4/455) والحديث إسناده جيد). انظر صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 5067
2. فتنة النساء
**عن أسامة بن زيد بن حارث وسعيد بن عمرو رضي الله عنهما أنهما حدثا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما تركت بعدي في الناس، فتنة أضرّ على الرجال من النساء.
(رواه أحمد (5/200) و الشيخان كما في اللؤلؤ و المرجان (1744)و الترمذي (2780).
** عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
( رواه أحمد (3/22) ومسلم في صحيحه8 /89)
3. فتنة الدنيا والمال
** عن كعب بن عياض رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال.
(رواه الترمذي وصححه (2336) وابن حبان (2470) والحاكم (4/318) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي).
** عن أبي جحيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ستفتح عليكم الدنيا، حتى تنجّدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ
< نجد البيت : أي زينة بستور وفرش>
(أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد رقم (278) والبزار كما في المجمع (10/323) والطبراني في الكبير (22/108) وإسناده قوي. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3614 في صحيح الجامع
**ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد، حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه ما فعل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه ؟
(رواه الترمذي( 2417) من حديث أبي برزة الاسلمي وقال : حسن صحيح)
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستصيب أمتي داء الأمم.
فقالوا: يا رسول الله، وما داء الأمم؟ قال الأشر والبطر، والتكاثر، والتناجش في الدنيا والتباغض والتحاسد، حتى يكون البغي
(صحيح، السلسلة الصحيحة للألباني،2/ 290 رقم الحديث 680)
*عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام.
تخريج السيوطي: (حم خ) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5344 في صحيح الجامع.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...
منقول نفعنا الله به
رد مع اقتباس
