*وَلَوْ وَلَّتْ جُمُـوعُ النَّاسِ عنَّا
، فَإنَّا بالهُـدَى مُسْتَمسِكُونَا*
بإذن الله لَن نَبقَى حَيَارَى ،
ونعزلُ فِي صحاري التَّائِهِيْنَا
ولا والله لن نغرى بدنيا
ولن نجفو مسار الصادقين
ولن نبحر بمركبة التواري.
لنغرق في مياه اليائسينا
حملنا المجد مذ كنا صغاراً
أنتركه وقد شاخت رزينا
فلا والله لو بعتم رباباً
وقطعتم جميلة أو بثينا
لما بعنا المبادئ والمعالي
وما صرنا عبيد الظالمينا
أردتم ان نصير عبيد قومٍ
لترموا بالسقوط الشَّينِ فينا
أردتم بالأذية كسر قلبٍ
يجوب الأرض هطالاً هتينا
أردتم وأْدَهُ بخساً ببخس
فما أبقيتمو للحر دِينا
لهذا ُأشعلتْ حربٌ ضروسٌ
بلا ورع ولا تقوى علينا
فلا نامت عيون شانئاتٌ
وكم صارتْ مآربها هجينا
عشقنا مورد الرحمات طراً
ونحمله هنا حملاً أمينا
فصبرا يا حداة الناس صبراً
فانا لن نذل ولن نلينا
سنبقى أمة نبني المعالي
وإن هجرت مراكبنا العرينا
فقد كنا شموخا كالرواسي
.وصرنا اليوم آفاقاً ودينا
وقد كنا الحياةَ لبعض قومي
وصرنا اليوم نحيي العالمينا
وفرق بين من صعد الثريا
ومن يعرى ويستعلي الهوينا
وفرق بين من يسعى لخيرٍ
ومن يسعى لوئد الخير حيناً
ومن يشتدَّ نحو الحر بغياً
يرومُ الطهر إجهاضاً مبينا
ولن يبلغ بهمته مراداً
ولن يظفرْ بنزغ المؤمنينا
لعل الله يرجعه حفيا
رؤوما بالرفاق المصلحينا
ويترك صبوةً ويقيم عدلاً
ويرتفع البلاء ويصطفينا
وان دأبتْ قواهُ على التعالي
سيمنعه القوي وإن جنينا
سيمنعه المهيمن عن هواهُ
ليبقى قامة ً خلقاً رصينا
هائل سعيد الصرمي