مُذْ أزهرَ اللوزُ في آذار جَذلانا* صيوان الأذن
..................فأيقظَ العشبَ والأزْهارَ ألوانا
وَغرّدَ الطيرُ فوْقَ الغُصنِ مُنْتَعِشاً
..................يُعانِقُ الوَرْدَ شوْقاً زادَ تحنانا
مَع النَّسيمِ ضُحىً أرسلتُ أغْنِيَتي
................إليكِ مِنْ رعْشَةِ الأوْتار ألْحانا
هذي حروفي بماءِ الورْد مُثْقَلَةٌ
......................تسيلُ حامِلةً فُلاّ وَرَيْحانا
عَلى الضِّفاِفِ طيورُ النّهْر صادِحَة
...............يحني لَها الوردُ أوراقاً وتيجانا
طابَ اللِّقا ورَبيعُ الضادِ يجْمعُنا
..............بِنشْوَة الحرْف تحلو اليومَ لُقْيانا
يُعانِق الوَرْدُ بعدَ النَّأي بلبُلُهُ
..........ويَحضنُ الشوْقَ عند العَوْد هيْمانا
والعشْبُ مَدّ بساطٍاً كان سندُسُهُ
..............مُزرْكشاً وشَذا الرَّيحان يغشانا
كالطِّفلِ يحبو تَسرُّ النَّفسَ ضِحْكتُهُ
................وبالخَريرِ يُغنّي الماءُ نَشوانا
ما زلتُ أحبِسُ في الصِّيوان* نغمَتَهُ
.............وأسرقُ اللوْنَ والأضواءَ أحيانا
كيْ أرسُمَ الفصْلَ.. هذا الفصلُ يُذْهلُني
............برعْشِة الأرض بعدِ الموْت ريّانا
يعودُ من سَفَر في الدَّهْر منتشياً
...................لكنَّه لم يُعِدْ منْ كانَ إنسانا
يا ليْتَهُ مِنْ قيود الإفْك يُرْسِلَهُ
..................حُرّاً بِفطْرتِهِ يُحْيي سَجايانا