كطفل الريف في اليوم المطير
و كالكروان في البستان طيري
و حيي الطير يا أبيات حيي
كعهدي فيه حي المستجير
هجرت كعادتي و الهجر عيبي
و لم آبه بتأنيب الضمير
و إن هاجت بي الأشواق آتي
أزور أي عذر للأمير
و من كالواحة الخضراء عفوا
و من أنقى و أسمح من سمير
يقول اشتاق لي يا ويل شعري
إذا لم يجر من أعماق بيري
أنا في الأمس كنت أقول غاغا
و غنيتم و هدهدتم سريري
روائعكم أضاءت لي طريقي
نصائحكم كما البدر المنير
و إن شرقت أو غربت تبقى
بلاد الشعر أصلي بل مصيري
سمير أين أحبابي و أهلي
و من رحلوا و من سمعوا خريري
و كيف الورق هل لا زلن نايا
إذا غنين لي أخرست زيري
أحس بأنني في حضن أمي
و كدت أنام كالطفل الصغير