أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عصابة الشياطين

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 917
    المواضيع : 188
    الردود : 917
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي عصابة الشياطين

    قصة قصيرة ،بقلمي

    كانت نسمات الصباح المحملة بشذا أزهار حدائق البرتقال،تبعث في النفس بهجة وراحة,في ذلك اليوم من أيام ربيع يستهل وجوده, في أفق تلك المدينة الصغيرة، المحاطة بالحقول الخضراء، وأشجار التوت والجميز، وحدائق البرتقال والليمون.

    بين تلك الحقول ، بعيدا عن العيون، تواعد هو وصحبه على اللقاء.
    ولكن كان عليه أن يشق طريقه بين شوارع المدينة الصغيرة وحواريها، نحو الحقول المحيطة وراء شريط القطار.

    إن تواجد شخص مثله باديا هكذا للناس على أرصفة الشوارع، في ذلك التوقيت من الصباح،أمر في غاية الغرابة. وما يجعل الأمر أكثر خطورة،هو ذلك الشيء الذي يكابد في حمله شيئا من المعاناة والمشقة ، ويمثل عليه عبئا ثقيلا، مرة معلقا فوق كتفه، ومرة فوق ظهره، ومرة ممسكا إياه في كفه، فتورمت منه أصابعه. وسيكون ذلك الشيء الذي يحمله, هو ذاته مبعث الفضيحة ومفجر المشكلة.وما يضاعف الأمر خطورة وسوءا، هو أن الناس في تلك المدينة الصغيرة يعرف بعضهم بعضا.

    كان عليه أن يتوارى في الحارات والأزقة الخلفية ، خشية أن يمسكه أحد بجريمته، التي بدأ يشعر بشيء من الندم ووخز في الضمير على اقترافها.وصار إلى مشاعر غريبة وتساؤلات مضنية ،لماذا كان عليه أن يتورط فيما تورط فيه.فكانت دقات قلبه تزداد توترا ،واعتراه شحوب، وقلق، وحبيبات تعرق في كفيه، وعلى الجبين.

    فالوجوه العابرة بهمة ونشاط، ترمقه بعين الشك.حتى الباعة الذين افترشوا تلك الأرصفة، كانوا يرقبون حركته بعين الريبة.

    وما زاد الطين بلة ، هو احتياجه المفاجيء ،كشخص في هذه المرحلة من العمر، إلى قضاء حاجته الملحة في التبول.

    فكان أن انزوى منتحيا إلى ركن في زقاق، وقام مرتعشا بإفراغ مثانته التي كادت ان تنفجر.
    وكان أخشى ما يخشاه، هو أن تطل امرأة سليطة اللسان، من إحدى الشرفات،فتقطع عليه بولته،وتكيل له من الشتائم ما يضني قلبه.

    ومع مرور وقت مسيرة ذلك الصباح نحو الضحى، تضخم شعوره بالخوف والغربة ، كما ازداد الأمر سوءا بقرقرة بطن مفاجئة ،اعتادت أن تصيب شخصا مثله، في هذه المرحلة من العمر، وذلك لحاجته لسد جوع يقرصه.

    فكان عليه أن يفر نحو الحقول، حيث تواعد مع أقرانه، الذين اعتادوا إن يطلقوا على مجموعتهم ، عصابة الشياطين.فهناك يمكنه أن يتوارى عن العيون ليمكث في انتظار الرفاق قليلا، ويصبح ٱمنا ليلتقط أنفاسه المتلاحقة، وهو يكابد مشقة حمل ذلك الثقل الكريه.وساقاه لا تكادان تحملانه إلى وجهته الجديدة.

    سار متثاقلا بين حقول القمح ذات السنابل الخضراء ،حتى تكوم فوق تل صغير من تراب الحقول تحت شجرة جميز عتيقة.وقد نال منه التعب والجوع. فتذكر حقيبته. فاخرج منها شطيرة قد تهالكت وتمزقت في كيسها، لكن جوعه جعله يلتهمها دون تفكير.

    وتفاقمت مشكلته لشعوره بعطش حارق يكوى بلعومه. فلاحظ على مسافة قريبة تحت شجرة توت، مجموعة من أزيار فخارية، تمنى أن يجدها عامرة بماء بارد.لم تكن هناك ٱنية ليخرج بها الماء الذي لحسن حظه، كان في متناول يده. فأخذ يحتسي بكفيه ما يطفيء به نار عطشه.

    هنا تواعد وعصابته على اللقاء. لا يدري لماذا تخلفوا عن موعدهم معه؟ ربما تم القبض عليهم.

    وإذ استقر فوق التل الصغير وفي ظلال شجرة الجميز، ونسائم منعشة تداعب حقول القمح ذات السنابل الخضراء،استرخى صاحبنا، فأصابه شيء من الخدر اللذيذ.
    وفجأة، آفاق فزعا على ضوضاء وجلبة، ووجوه غاضبة تحوطه في صخب.

    كان صاحب الحقل وأولاده وزوجته قد كمنوا له، ليمسكوا بأولئك الشياطين الصغيرة، التي اعتادت الهروب من مدارسها، لتتسلق أشجار التوت،وتسرق سنابل القمح الخضراء من الحقول المحيطة.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    إذا فهذا هو الشيء الثقيل الذي كان يكابد في حمله وكله خشية أن يمسكه
    أحد بجريمته ، وقد بدأ الندم ووخز الضميريجعلان دقات قلبه تزداد توترا ويعتريه الشحوب والقلق.
    ولكنه وقع في كمين صاحب الحقل وأولاده وزوجته ليمسكوا به كفرد من عصابة الشياطين الصغيرة
    التي اعتادت الهروب من مدارسها لتتسلق أشجار التوت ، وتسرق سنابل القمح الخضراء من الحقول.

    قصة مصورة بكاميرا عالية الوضوح لذلك الطفل أحد افراد عصابة الشياطين ـ فقامت بتصوير محترف
    لملامح ونفسية ذلك الطفل الصغير بحبكة متينة السبك، وسرد مترابط ، وبحس راقي رسمت صورة
    مشاعرية جميلة بلغة أجمل.
    بوركت ــ ولك تحياتي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي