أسماء أيتها الحبيبة :
أتيت الليلة الي شرفتك هاته ...وقد كبلتني الأحزان وأجهشت بالشوق اليك ...فقدأشجاني فراقك وغيابك الطويل...لذا لتعذريني إن بللت شرفتك بالدمع .
يا شقيقتي التي لم تلدها أمي :
هل تذكرين أنيسنا وأنيس الساهرين وجليس أحزاننا ورفيق دربنا الطويل ، أمازلت تذكرين وعودك له...
ها هو الليلة يسألني عنك وقد طال غيابك عنه وعنا... يدعوني ويدعوك لنسافر اليه ...ألم تسأليه ذات حزن بأن يأخذنا الي أرضه لعلنا نغسل وجه الصمت ونمحو من ذاكرتنا تفاصيل الوجع..؟
فها هو يسألنا السفر الليلة ...و قد حضر لي معك سلة من الورد والتوت والصدف وقد أعد صنوف من أزهار الليلك والفل والياسمين...فهل تعودين؟؟؟
أنسيت إننا تعاهدنا على البقاء سوية وإن شتتـنا الوجع؟؟ وأن يضمد أحدنا جراح الآخر بالورد وبالخزامى ورائحة الفل؟؟؟..
مذ غبت يا شقيقة الروح والأحزان ما عادت تفارقني وما عدت أشعر بطعم الفرح، و أذكر زمن نقي حيث تكون الصداقة علاقة صادقة نقية خالصة لوجه الباري...
أيتها النقية:سأنتظرك دوما على مرافئ الحلم، وسأضع خطابي هذا حيث تركت وصاياك وقصيدتك على الشاطئ -ذات نقاء-ولن أبرح شرفتك حتى تطلي على روحي وبيديك، كعادتك، زهرة بنفسـج وباقة بسمة ، لتوقظيني من حزنـي....،فلن أبرح نبض القلب الذي اعتدنا الجلوس فيه، "نسقي بتلاته ونشذبها من وخزات الأشجان، ونرتب أحلامنا ونهدهدها كي تخضر، بالرغم من ذبول قوس قزح، وبالرغم من الطعنات التي كادت أن تفنينـا..لن أهجر مكتبةَ الحلم التي أهديتنيها ذات ليلة، وقد رصفت لي فيها كتبا عن الأزهار، وأخرى عن الآمال التي تنتظر موسم الحصاد كي تعود..."
أسماء يا حبيبة ها قد قطفت لك (أنا هذه المرة) "من شجيرات نبضي دمعتين، ووضعتهما بباقة شوق وبعثتها مع النجمة الأولى إليك"، لتصلك فوالله إني ولهت عليك كثيرا، واشتقت لك شوقا يبلغ عنان السماء..!
فكوني بخير من أجلي ومن أجل الأحبة
رعاك ربي وحماك من كل سوء



رد مع اقتباس




