ديوان الشاعر المهندس سيف الحق أحمد سلامه
هذا القسم مخصص لنقل قصائد منتقاه من ديوان الشاعر المُبدع (المهندس سيف الحق بن أحمد )
نستهله بقصيدة ( يا كاتب التاريخ )
صلة الوصل» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» سلام المحبة والنور ..سلام المحبة والنور ..» بقلم محمد الحضوري » آخر مشاركة: محمد الحضوري »»»»» في حضرة الصمت» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» حكم وأمثال وخواطر.» بقلم إبراهيم أمين مؤمن » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رماد الحب» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قبل انكسارِ الظِّلّ ..» بقلم مصطفى الغلبان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ليلة التخرج» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: محمد ذيب سليمان »»»»» سنشدّ عضدك بأخيك» بقلم حسين الأقرع » آخر مشاركة: محمد ذيب سليمان »»»»» فاصنع الفلك» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الزعفران في الإسلام» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
ديوان الشاعر المهندس سيف الحق أحمد سلامه
هذا القسم مخصص لنقل قصائد منتقاه من ديوان الشاعر المُبدع (المهندس سيف الحق بن أحمد )
نستهله بقصيدة ( يا كاتب التاريخ )
بسم الله الرحمن الرحيم*
يَاْ كَاتِبَ التَّارِيخِالحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين :*سيف الحق أحمد
أيها القراء الكرام*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاء الله تعالى أن تجتمع في السابع والعشرين من رجب أحداث مفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية، ففي 27 رجب كانت حادثة الإسراء والمعراج، وتمر في نفس اليوم ذكرى فتح بيت المقدس بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين عام 583هـ /1187مـ ، وفيه وقعت لسنة 1342 هـ، الموافق للثالث من آذار لسنة 1924مـ , أكبر جريمة في حق المسلمين ، حيث تمكن الكفار بقيادة بريطانيا من إلغاء دولة الخلافة العثمانية الإسلامية ، ولم تخرج الجيوش البريطانية المحتلة لمضيق البوسفور وإستانبول العاصمة بقيادة " كرزون " إلا بعد أن اطمأنت إلى نجاح عميلها مصطفى أتاتورك في تركيا من إلغاء دولة الخلافة، وإقامة الجُمهورية العلمانية على أنقاضها، وإخراج الخليفة من قصر "يلدز" . وكانت كارثة تقسيم بلاد المسلمين باتفاقية " سايكس-بيكو " واحتلال بلادهم من قبل الفرنسيين بقيادة " غورو " والإنجليز بقيادة " إللنبي " ومنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين بوعد بلفور بعد أن فشل هرتزل أمام السلطان عبد الحميد الثاني حين أغراه بالمال للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين. وهكذا تقسمت دولة الخلافة إلى ما يقرب من 60 دويلة.
ولعل ما يلفت النظر هو اهتمام المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج متجاهلين عن قصد أو غفلة بقية الأحداث ، ومما ساهم في ذلك تأثير الإعلام الموجه في دول الضرار ، وحرصهم على توجيه الخطباء والوعاظ لإهمال المناسبات الأخرى التي يمكن التعبير عنها أنها مناسبات سياسية لا ترغب الدول الكافرة وأعوانها في إثارتها واستحضارها في العقول والنفوس . وهذا ما دعاني لكاتبة هذه القصيدة بفصولها الستة مخاطبا كاتب التاريخ في الفصل الأول وناقله في الفصل الثاني وقارأه في الفصل الثالث وسامعه في الفصل الرابع ، وقابضه في الفصل الخامس ، وراويه في الفصل السادس .*
واجتهدت في كل فصل في عرض قضايا فكرية وسياسية وتاريخية متفرقة ، مخاطبا عقول أبناء الأمة وقلوبهم ، ليعلموا ما حصل لهم ومعهم منذ أن زور هذا التاريخ العظيم ، تاريخ دولة الخلافة .
السّابِعُ وَالعِشْرُونَ مِنْ رَجَبٍ الفَرْدِمقدمة
سَيْفُ اْلحَقّ
يَاْ كَاتِبَ التَّارِيخِ جِئْتُكَ رَاوِيَا = فَاْجْعَلْ مِدَادَكَ مِنْ دِمَاْئِيَ جَاْرِيَا
وَاْصْنَعْ يَرَاعَكَ مِنْ ضُلُوْعِيَ جَاعِلاً = جِلْدِيْ صِحَافَاً كَيْ تَخُطَّ كَلامِيَا
وَاْغْمِسْهُ فِيْ جُرْحِيْ لَعَلَّ حِكَايَتِيْ = تَجْتَاحُ حُرّاً بِالنَّوَاْئِبِ وَاعِيَا
فَيَئِنَّ مِنْ وَجَعِيْ وَيَلْمَسَ غُرْبَتِيْ = وَيَرَىْ بِعَيْنِيَ أَوْ يُحِسَّ جِرَاحِيَا
يَرْنُوْ إلَيَّ بِسَمْعِهِ وَفُؤَاْدِهِ = فَيُعِيْدُ رُوْحِيَ لِلْحَياةِ مُعَافِيَا
فأَنَاْ اْلخِلافَةُ ، وَالعَقِيْدَةُ جَذْوَتيْ = تَحْتَ الرَّمَادِ وَفِيْ الصُّدُوْرِ بَقَائِيَا
-- -- = -- --
يَا كَاتِبَ التَّارِيْخِ مَهْلاً مَا أرَىْ! = رَاجِعْ صِحَافَكَ - قَدْ أَتَيْتُكَ سَاعِيَا
مِنْ دَفْتَرِ التّارِيْخِ ، وَانْظُرْ صُوْرَتِيْ = وَجْهَاً لِوَجْهٍ كَيْ تَرَانِيَ صَافِيَا
مَا لِيْ أرَاكَ فَغَرْتَ فَاكَ تَعَجُّبَاً؟ = أَعْرَضْتَ عَنِّيْ عَامِداً أَمْ نَاسِيَا؟!
أَظَنَنْتَ أَنِّيْ قَدْ مُحِيْتُ مُؤَبَّداً = أَوْ أَنَّنِيْ غادَرْتُ دَارِيَ جَافِيَا؟!
أَنِّيْ دُثِرْتُ وَلَنْ أَعُودَ مُجَدِّدَاً= عَهْداً تُضِيءُ بِنُورِهِ أَرْجَائِيَا؟!
أَنَسِيْتَ أَنِّيْ غِبْتُ قَهْراً مُرْغَما؟! = فَاعْلَمْ بِأَنِّيْ مَا كَلَلْتُ مُنادِيَا
لا تَعْجَبَنْ أَنِّيْ ضَعِيفٌ حائِرٌ = أَوْ إِذْ أَتَيْتُكَ مُنْهَكاً أَوْ حافِيَا
لا تَنْسَ أَنِّيْ كُنْتُ أَكْرَمَ صائِلٍ = فَاسْأَلْ جُدُودَكَ عَنْ مَدَىْ سُلْطانِيَا
وَأَناْ الْعَزِيزُ عَلَىْ الْقُرُونِ وَأَهْلِهَا = إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ فِيْ الْحَقائِقِ ماضِيَا
فَامْسَحْ مِنَ الأَوْراقِ كُلَّ مُزَوَّرٍ = كَتَبَتْهُ أَقْلامُ الطُّغاةِ مُداجِيَا
وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ مُرَدِّداً = صَوْتَ الْغُرابِ عَلَىْ الْخَرائِبِ نَاعِيَا
وَاسْمَعْ فَإِنِّيْ الْيَوْمَ أُمْلِلُ قِصَّتِيْ = وَاكْتُبْ لِيَعْلَمَ - مَا جَرَىْ – أَبْنائِيَا
يتبع ---
سيف الحق أحمد
الفصل الأول
سَجِّلْ لأَيَّامٍ بَقِيْنَ ثَلاثَةٍ = لِلْفَرْدِ وَاحْسِبْ كانَ شَهْراً وافِيَا
مَهْلاً ..! أَتَعْنِيْ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ وَالْ = مِعْرَاجِ؟ قَدْ دَوَّنْتُ عَنْهَا كَافِيَا
وَالنَّاسُ تَعْرِفُهَا وَتحُيِيْ ذِكْرَهَا = فِيْ كُلِّ عَامٍ يَقْرَؤُوْنَ صِحَافِيَا
يَتَذَاكَرُوْنَ مَشَاهِداً وَمَوَاضِعاً = هَامُوْا بِهَا يَسْتَقْرِؤُوْنَ مَعَانِيَا
قَدْ سُطِّرَتْ بِأَمَانَةٍ وَتَكَرَّرَتْ = فِيْ صَفْحَةِ اْلإِسْرَاءِ فَاْسْمَعْ هَاهِيَا:
فِيْ لَيْلَةٍ جَاْءَ اْلأَمِيْنُ مُحَمَّداً = أَسْرَىْ بِهِ جَسَداً وَرُوْحاً مَاضِيَا
مِنْ مَسْجِدِ اللهِ اْلحَرَاْمِ مُيَمِّماً = لِلمَسْجِدِ الأَقْصَىْ الْمُبارَكِ سَاْرِيَا
صَلَّىْ إِمَاْماً خَلْفَهُ إِخْوَاْنُهُ = أَنْعِمْ بِهِمْ جَمْعاً عَظِيْماً هَادِيَا
مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، إِكْرَاْماً لَهُ = عَرَجَ الْبُراقُ بِهِ سَماءً عَالِيَا
فأَرَاْهُ آياتٍ تُخَفِّفُ هَمَّهُ = مِنْ كُفْرِ أَهْلٍ لَمْ يُجِيبُواْ دَاعِيَا
يَدْعُوْ إِلَىْ التَّوْحِيدِ لا يَشْرِيْ بِهِ = بَدَلاً رَخِيصاً أَوْ مَتاعَاً بالِيَا
يَلْقاهُ أَعْدَاءُ الْسَّلامِِ تَجَهُّماً= جَمَعُواْ لَهُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ رَامِيَا
أَغْرَتْ ثَقِيفُ بِهِ إِلَىْ صِبْيانِهَا = فَرَمَوْهُ بِالأَحْجَارِ رَمْياً قاسِيَا
ضاهَوْا قُرَيْشَ بِجَهْلِهِمْ وَصُدُودِهِمْ = فَيَعُودُ مَحْزُوناً وَيَرْجِعُ دَامِيَا
يَشْكُوْ الْهَوَانَ وَضَعْفَهُ مُتَأَلِّماً = وَيَلُوْذُ فِيْ كَنَفِ الْجَلالَةِ لافِيَا
رُغْمَ الأَذَىْ مَا لانَ يَصْدَعُ رافِعاً = كَفَّ الضَّراعَةِ لِلْكَرِيمِ مُناجِيَا
وَيَقُوْلُ مِنْ جُرْحٍ أَلَمَّ بِقَلْبِهِ = إِنْ لَمْ يَكُنْ غَضَبٌ فَلَسْتُ مُبالِيَا
فَجَزَاهُ رَبُّ الْعالَمِينَ مَكانَةً = وَحَبَاهُ قَدْراً فِيْ الْمَنازِلِ سَامِيَا
فَرَضَ الصَّلاةَ عِمادَ دِينٍ كامِلٍ = خَمْساً لِمَنْ شَهِدَ الشَّهادَةَ رَاضِيَا
وَأَعادَهُ جِبْرِيلُ فَوْقَ بُراقِهِ = وَفِرَاشُهُ مَاْ زَاْلَ يَعْبِقُ دَاْفِيَا
-- -- = -- --
يَا كاتِبَ التّارِيخِ قَدْ ذَكَّرْتَنِيْ = بِدُرُوسِ مَوْعِظَةٍ نَأَتْ بِمَكانِيَا
نَسِيَ الْخَطِيبُ عِظاتِهَا وَخِصَالَهَا = وَأَضَاعَ مِنْ طُولِ الْكَلامِ مُصَابِيَا
فِيْ خُطْبَةٍ عَوْراءَ أَوْ مَحْفُوظَةٍ = مُعْتادَةٍ عَاماً فَعَاماً عَادِيَا
وَكَأَنَّهَا أُسْطُورَةٌ وَحِكايَةٌ = مِنْ غابِرِ الأَزْمانِ تَنْدُبُ نَادِيَا
كُتِبَتْ عَلَىْ وَرَقِ الْوِزارَةِ عَافَهَا = دَرَجُ الْمَنابِرِ لَوْ تَكَلَّمَ شَاكِيَا
مَرْوُوسَةٌ ، مَمْهُورَةٌ ، عُنْوانُهَا = ذِكْرَىْ الْمَعارِجِ .. فَارْتَجِلْها لاعِيَا
حَتَّىْ تَظَلَّ مُوَظَّفاً .. وَاحْرِصْ عَلَىْ = أَنْ لا تُغَيِّرَ فِيْ الْخِطابِ مَعانِيَا
وَاسْرُدْ عَلَىْ الأَسْماعِ سِيرَةَ صابِرٍ = لِمَكارِمِ الأَخْلاقِ أَحْسَنَ دَاعِيَا
وَاسْهِبْ بِوَصْفِ طِباعِهِ وَصِفاتِهِ = وَحَذَارِ لا تَذْكُرْهُ عَدْلاً غَازِيَا
إِيّاكَ أَنْ تَحْكِيْ حِكايَةَ دَوْلَةٍ = قامَتْ عَلَىْ فِكْرٍ تَجَلَّىْ صَافِيَا
كَانَ الرَّسُولُ فِناءَها وَجِدارَها = يُفْتِيْ الصَّحابَةَ فِيْ السِّياسَةِ بانِيَا
وَخِلافَةٍ بُنِيَتْ عَلَىْ أُسُسِ الْهُدَىْ = صَرْحاً ، وَكَانَ السَّيْفُ ظِلَّاً وَاقِيَا
وَعَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ ، ذِرْوَ سَنامِها = ظَلَّ الْجِهادُ مُطالِباً وَمُحَامِيَا
تَهْدِيْ الأَنامَ لِنُورِها ، وَخُيُولُها = تَجْرِيْ فُتُوحاً لا تُدَاهِنُ طاغِيَا
هَزَمَتْ جُيُوشَ الْفُرْسِ رُغْمَ عَتادِهِمْ = وَهِرَقْلُ فَرَّ وَلَمْ يُعَقِّبْ خَاوِيَا
فَتَسَلَّمَ الْفارُوقُ مِنْ رُهْبانِها = مِفْتاحَ أُوْلَىْ الْقِبْلَتَيْنِ تَراضِيَا
نَشَرُواْ الْعَدالَةَ فِيْ الْبِلادِ بِطُولِها = وَبِعَرْضِها ، حَكَمُواْ الشُّعُوبَ سَواسِيَا
حَتَّىْ إِذاْ مَرَّ السَّحابُ مُجاوِزاً = قالَ الرَّشِيدُ مُفاخِراً وَمُباهِيَا
يا غَيْمُ أَمْطِرْ حَيْثُ شِئْتَ فَحَيْثُمَا = أَمْطَرْتَ كانَ لَنا خَراجُكَ آتِيَا
قَطَعُواْ الأَيادِيَ أَنْ تَمَسَّ مَصُونَةً = مَحْفُوظَةً أَوْ أَنْ يُهانَ كِتابِيَا
مَنَعُواْ الأَعادِيَ أَنْ تَنالَ شُعَيْرَةً = مَكْنُونَةً أَوْ أَنْ يُداسَ إِزارِيَا
يتبع ---
الفصل الثانييَا ناقِلَ التّارِيخِ فَوْقَ مَنابِرِيْ = هَلْ أَنْتَ مِنْ نَسْلِيْ وَمِنْ أَحْفادِيَا؟!
فَالْيَوْمُ عادَ مُؤَرِّخاً لِوَقِيعَةٍ = خَرَّ الصَّلِيبُ بِها مَهِيناً هاوِيَا
أَبْلَىْ صَلاحُ الدِّينِ فِيهِ مُنافِحاً = فِيْ المَسْجِدِ الأَقْصَىْ يُطَهَّرُ ثانِيَا
مِنْ رِجْسِ عُبّادِ الصَّلِيبِ وَحِقْدِهِمْ = لِيَعُودَ لِلإِسْلامِ ذُخْراً باقِيَا
وَارْتَدَّ جَمْعُ الْغاصِبِينَ مُشَرَّداً = وَتَوَحَّدَتْ أَرْضِيْ وَزالَ شَقائِيَا
أنْصِتْ لِقَوْلِكَ يا خَطِيبُ مُراجِعاً = وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَزِيدَ بَلائِيَا
لِمَ تَسْتَجِيبُ لِدَعْوَةٍ مِنْ فاجِرٍ= مُسْتَسْلِماً لِلشَّرِّ يَجْرِفُ عَاتِيَا
تُثْنِيْ عَلَيْهِ تَمَلُّقاً أَوْ خَشْيَةً = تَهْجُوْ الْصَّدُوْقَ أَذَىً ، وَتَمْدَحُ باغِيَا
وَتُحَرِّفُ الأَحْداثَ تَخْدِمُ جُوْرَهُمْ = وَتَقُولُ مَا لِيْ وَالسِّياسَةِ مَا لِيَا
أَحْجَمْتَ لَمْ تَذْكُرْ فِعالَ عِصابَةٍ = كانَتْ شَرِيكاً فِيْ اسْتِباحَةِ دَارِيَا
هَجَمَتْ عَلَيَّ مِنَ النَّواحِيْ كُلِّها = مِنْ كُلِّ جِنْسٍ كانَ كَلْباً عَاوِيَا
حَتَّىْ أَتَىْ عَبْدَ الْحَمِيدِ مُفاوِضٌ = أَغْراهُ بِالتِّبْرِ الْمُدَنَّسِ شارِيَا
لِيَنالَ حَقّاً لِلْيَهُودِ وَمَوْطِناً = يُعْطِيهِ تَفْوِيضَاً لِيُصْبِحَ جارِيَا
فَيَقُولُ: وَيْلَكَ! كَيْفَ تَجْرُؤُ! مَنْ أَناْ = حَتَّىْ أُدَنِّسَ بِالْكِلابِ تُرابِيَا؟
مَا لِيْ .. أَأَقْبَلُ أَنْ تُقَطَّعَ مُهْجَتِيْ = حَيَّاً ، وَأَمْنَحَكُمْ ثَرَىْ أَجْدَاْدِيَا؟
يَوْماً سَأَرْحَلُ أَوْ تُقَوَّضُ دَوْلَتِيْ = فَانْظُرْ لِِغَيْرِيْ ، لَنْ تَنالَ حِذَائِيَا
هَذَا التُّرابُ مُقَدَّسٌ وَمُطَهَّرٌ = وَثَرَىْ الشَّهِيدِ يَظَلُّ عِنْدِيَ غالِيَا
فَتَعاوَنُواْ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ غادِرٌ = فِعْلَ الْمَباضِعِ وَالْمَشارِطِ ضَارِيَا
قَتَلُواْ أَباهُمْ وَاسْتَباحُواْ عَرْشَهُ = لِلْغاصِبِينَ وَكانَ يَوْماً عَاصِيَا
فَهَوَىْ فُؤَادِيْ تَحْتَ وَطْءِ فِعالِهِمْ = وَاخْتَالَ رَأْسُ الْكُفْرِ فَوْقَ دِمائِيَا
وَتَقَطَّعُواْ دُوَلاً تَشَتَّتَ شَمْلُها = مِثْلَ الْخِرافِ إِذاْ أَضاعُواْ الرّاعِيَا
وَتَكالَبَتْ دُوَلُ الظَّلامِ تَسُوقُهُمْ = صَرْعَىْ الْهَوانِ زَواحِفاً وَمَواشِيَا
وَتُعِينُها سُودُ الأَفاعِيْ مِنْ بَنِيْ = جِلْدِيْ ، وَتُفْسِدُ بِاْلنَقِيْعِ مَذَاقِيَا
عَمِيَتْ بَصائِرُهُمْ ، وَصارَ لِسانُهُمْ = بِلُغاتِ أَعْداءِ الْحَضارَةِ حَاكِيَا
وَالْحِبْرُ فِيْ أَقْلامِهِمْ مُتَقاطِرٌ = يَسْرِيْ مِنَ التّارِيخِ سُمّاً فارِيَا
قَدْ دَوَّنوْهُ عَلَىْ هَوَىْ أَسْيادِهِمْ = زُوراً وَبُهْتاناً وَإِفْكاً خافِيَا
يتبع ---
الفصل الثالثيَا قَارِئَ التّارِيخِ أَنْصِتْ وَاسْتَمِعْ = لِحِكايَةٍ لَمْ تَلْقَ دَهْراً رَاوِيَا
فَالْيَوْمُ هذا قَدْ تَجَدَّدَ قالِباً = رَأْسَ الأُمُورِ إِلَىْ الأَسافِلِ هاوِيَا
وَعَلَيْهِ مِنْ حَوْلِيْ شَواهِدُ مُرَّةٌ = هَدَّتْ قُوَايَ وَقَطَّعَتْ أَوْصالِيَا
يَوْمٌ بِهِ ضاعَ الْحَلِيمُ وَحِلْمُهُ = كادُواْ عَلَيَّ وَسَمَّمُواْ أَحْشائِيَا
وَأَتَوْا إِلَيَّ فَصَفَّدُونِيْ مُرْغَماً = مِنْ قَصْرِ "يِلْدِزَ" أَخْرَجُونِيْ عارِيَا
وَالنّاسُ تَنْظُرُ وَالأَسَىْ بِعُيُونِهِمْ = وَالْخَوْفُ أَلْبَسَهُمْ رِدَاءً غَاْشِيَا
فَجُنُودُ "كَرْزُنَ" فِيْ الْبَوارِجِ جَهَّزُواْ = كَلْباً لِيُعْلِنَ لِلْحُضُورِ زَوالِيَا
"سايْكِسْ" و "بِيْكُوْ" قَطَّعُونِيْ كَعْكَةً = إِرَباً وَأَعْطَوْا كُلَّ نَذْلٍ وادِيَا
يَوْمٌ تَصَبَّحَ بِالْهَوانِ مُحَمَّلاً = بِالنّائِباتِ ، فَشَقَّ جُرْفاً هَارِيَا
يَهْوِيْ بِأَبْنائِيْ إِلَيْهِ يَسُومُهُمْ = سُوءَ الرَّدَىْ تَلْقاهُ سَيْلاً جَارِيَا
عادَ الصَّلِيبِيُّونَ بَعْدَ فِرارِهِمْ = وَاسْتَنْفَرَ الأَعْداءُ حَشْداً بَاغِيَا
وَيَدُوسُ "غُورُو" فَوْقَ قَبْرٍ ساخِراً = قُمْ يَا صَلاحَ الدِّينِ عُدْنا ثانِيَا
"وَإِلِنْبِيْ " فِيْ الأَقْصَىْ يَجُولُ مُثَبِّراً = غَرَسَ الصَّلِيبَ يَصِيحُ فَوْقَ هِضابِيَا
الْيَوْمَ أَنْهَيْنا الْحُرُوبَ مُطالِباً = ثَأْراً "لِرِيْشَرْدٍ" أَهَانَ رِجَالِيَا
وَتَحَقَّقَتْ أَحْلامُ "هِرْزِلَ" عِنْدَما = مَنَحُواْ لإِخْوانِ الْقُرُودِ فُؤَادِيَا
وَإِذاْ الْعُلُوجُ تَجُوبُ فِيْ أَحْيائِنا = قَهْراً وَجَبْراً يَفرِضُونَ أَتاوِيَا
وَغَداْ الْعَمِيلُ لَهُ الصَّدارَةُ آمِرَاً = وَهُوَ الْمُطاعُ إِذاْ تَكَلَّمَ ناهِيَا
حَكَمَ الْبِلادَ ، عَلَىْ الْعِبادِ مُسَلَّطاً = وَأَمامَ أَوْلادِ الْبِغاءِ مُطَاْطِيَا
يُرْمَىْ لَهُ عَظْمٌ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ = وَيَهُزُّ شُكْراً ذَيْلَهُ مُتَزَاهِيَا
وَيُقَدِّمُ الْقُرْبانَ مِنْ دَمِ شَعْبِهِ = لِيَنالَ جائِزَةً وَحَظّاً واهِيَا
يَسْعَىْ فَسَاداً فِيْ الْبِلادِ وَيَفْتَرِيْ = قَتْلاً وَتَشْرِيداً وَجُوعاً ثَاوِيَا
وَيُبِيحُ أَعْراضَ النِّساءِ لِفاجِرٍ = وَيَزِيدُ قَهْراً لِلرِّجالِ عَلانِيَا
وَجُنُوْدُهُ وُضِعُواْ لِخِدْمَةِ عَرْشِهِ = وَلِعَزْفِ "مارْشاتٍ" لِيَرْقُصَ لاهِيَا
يَسْتَعْرِضُونَ أَمامَهُ إِخْلاصَهُمْ = لِيَزِيدَ إِجْراماً وَيَبْقَىْ طاغِيَا
وَتَعَدَّدَتْ دُوَلُ الضِّرارِ تَوَشَّحَتْ = عاراً بِراياتٍ تَلَوَّنَ زَاهِيَا
وَاسْتَوْزَرُواْ الأَزْلامَ تَخْدِمُ شَأْنَهُمْ = وَاسْتَخْدَمُواْ فَوْقَ الْعِبَادِ مَوالِيَا
حُكّامَ سُوءٍ مَلَّكُوهُمْ عَنْوَةً = سِتِّينَ لِصّاً يُتْرَفُونَ بِمالِيَا
نَشَرُواْ الْمَجازِرَ كُلَّ حِينٍ حَيْثُما = وَجَّهْتَ وَجْهَكَ رائِحاً أَوْ غادِيَا
يتبع ---
الفصل الرابع
يَا سامِعَ التّارِيخِ مَا بِكَ مُطْرِقاً = آنَ الأَوانُ لأَنْ تُحِسَّ بِدائِيَا
حَتَّى وَإِنْ أَغْلَقْتَ عَيْنَكَ لا تَرَىْ = فَانْظُرْ بِقَلْبِكَ مُبْصِراً أَحْوالِيَا
أَسْلَمْتَنِيْ لِلْحاقِدِينَ فَرِيسَةً = وَوَضَعْتَ رَأْسَكَ فِيْ الرِّمالِ تَعامِيَا
وَأَضَعْتَ عُمْرَكَ فِيْ الْمَكارِهِ غارِقاً= وَمَضَيْتَ دَهْراً نَحْوَ حَتْفِكَ جارِيَا
مَا زِلْتَ حَتَّىْ أَغْرَقُوكَ بِمَكْرِهِمْ = مُسْتَنْقَعاً نَتِناً تُصَفِّقُ لاهِيَا
زَكَمَ الأُنُوفَ صَدِيدُهُ ، وَرِياحُهُمْ = حَمَلَتْ نَذِيرَ الْبُؤْسِ أَقْبَلَ عاتِيَا
وَالْحِقْدُ يَنْضَخُ مِنْ ثَنايا رَأْيِهِمْ = رِجْساً يَفُوحُ مُشَوِّهاً أَجْوائِيَا
خَدَعُوكَ يَا مِسْكِينُ خَلْفَ سَرابِهِمْ = فَدَمَقْرَطُوْكَ وَأَوْلَغُواْ بِدِمائِيَا
وَتَطاوَلَ الأَوْغادُ حَتَّىْ اسْتَهْزَأُواْ = بِالْمُصْطَفَىْ وَتَظاهَرُواْ بِكِتابِيَا
"فُولْتِيرُ" يَشْهَدُ كَيْفَ أَلْجَمَ كَيْدَهُ = عَبْدُ الْحَمِيدِ مُهَدِّداً بِرِجالِيَا
فَإِذاْ فَرَنْسا تَسْتَجِيرُ وَتَرْعَوِيْ = وَسَفِيرُها وَجَلاً يَشُمُّ بِساطِيَا
وَالآنَ عادُواْ يَسْخَرُونَ وَمَا أَرَىْ = جَيْشاً تَحَرَّكَ رادِعاً أَوْ غازِيَا
ها قَدْ لَجَأْتَ إِلَىْ الْغَرِيمِ تَذَلُّلاً = وَجَعَلْتَ خَصْمَكَ قاضِياً وَمُحامِيَا
وَظَنَنْتَ أَنْ قَدْ أَنْصَفُوْكَ ، فَأَشْهَرُواْ = حُرِّيَّةَ التَّعْبِيرِ سَيْفاً ماضِيَا
قَشَبَتْكَ رِيحُ لَهِيبِها وَتَطايَرَتْ = شَرَرُ الْعَذابِ فَحَرَّقَتْ أَنْحائِيَا
وَهُمُ الَّذِينَ عَلَىْ الْحِجابِ تَآمَرُواْ = رَمْزِ الْعَفافِ ، فَمَزَّقُوهُ تَمادِيَا
وَاسْتَكْبَرُوْاْ لَمّا تَمَلَّقَ مُرْجِفٌ = رَضِيَ السُّفُورَ ، إِلَىْ التَّسامُحِ داعِيَا
تَرَكَ الْكِتابَ وَراءَهُ مُتَوَلِّياً = صَنَمَ الْعَدُوِّ ، وأَمْسَكَتْهُ بَناتِيَا
بِيَدٍ عَلَيْها أَلْفُ قَيْدٍ ، أَصْبَحَتْ = مَنْزُوعَةَ الأَسْتارِ تَنْشُدُ حَامِيَا
شَهْماً يُعِيْدُ إِلَىْ الْحَرائِرِ طُهْرَها = شَرَفاً مَصُوناً - لا يُدَنَّسُ - بَاهِيَا
وَاسْمَعْ لأَنّاتٍ تُؤَجِّجُ فِيْ الْحَشَىْ = ناراً تُنادِيْ فِيْ الظَّلامِ مُؤَاسِيَا
مِنْ قَلْبِ مُثْكَلَةٍ تَضُمُّ لِصَدْرِها = صُوَراً لِحِبٍّ غابَ عَنْها نَائِيَا
وَصُراخَ أَيْتامٍ تَعالَتْ فِيْ الدُّجَىْ = فَقَدُواْ أَباهُمْ كانَ قَلْباً حَانِيَا
مَا نامَ إِلاّ راضِياً بِجِوارِهِمْ = يَقْضِيْ اللَّيالِيَ مُطْعِماً وَمُدَاوِيَا
لَمْ تُصْغِ لِلآهاتِ مِنْ مَظْلُومَةٍ = غُصِبَتْ بِسِجْنِ الظّالِمِينَ عَلانِيَا
تُرِكَتْ تُصارِعُ جُرْحَها ، وَنَحِيبُها = فَضَحَ الْجَبانَ مُرَدِّداً أَوْجَاعِيَا
يَغْتالُهَا عِلْجٌ وَيَسْلُبُ طُهْرَها = وَيُرِيْكَ مَشْهَدَ غَصْبِها مُتَبَاهِيَا
لَوْ كانَ حُرّاً سامِعاً لَعَلِمْتَهُ = أَسَداً هَصُوراً فِيْ النَّوازِلِ ضَارِيَا
رَجُلاً يَذُودُ عَنِ الْحِمَىْ مُسْتَعْصِماً = بِاللهِ لا يَخْشَىْ الْبَوارِجَ دَاهِيَا
لَمْ تَسْمَعِ الْجَلاّدَ يَقْطَعُ سَوْطُهُ = ظَهْرَ الْعَزِيزِ ، وَمَا تَأَوَّهَ شَاكِيَا
صَفَدُوهُ أَوْ صَلَبُوهُ لَمْ يَعْبَأْ بِهِمْ = إِذْ جَرَّدُوهُ مِنَ الْمَلابِسِ عَارِيَا
فَلِباسُهُ التَّقْوَىْ وَعِزٌّ سابِغٌ = مَا ضَرَّهُ مَا دامَ رَبُّكَ كَاسِيَا
مُتَجَلِّداً بِالصَّبْرِ يَصْدَعُ واثِقاً = بِالْحَقِّ لا يَرْضَىْ السُّكُوتَ مُحَابِيَا
ضَحَّىْ لِيَبْنِيَ بْيَتَ مَجْدِكَ شامِخاً = يَدْعُوكَ كَيْ تَرْقَىْ مَكانَكَ سَامِيَا
وَتَذُوقَ عِزّاً قَدْ نَسِيْتَ مَذاقَهُ = أَغْفَلْتَهُ لَمّا هَجَرْتَ أَساسِيَا
أَبْدَلْتَهُ ذُلاًّ مَرِيراً عَلْقَماً = وَاسْتَحْقَرُوكَ فَظَلْتَ دَوْماً جاثِيَا
يَا ابْنَ الْكِرامِ تَنَاْمُ لا تَدْرِيْ بِهِمْ = ضَيَّعْتَ عِزَّكَ ، صِرْتَ شَكْلاً خَاوِيا
مِنْ بَعْدِ أَمْنٍ سادَ فِيْ عَرَصَاتِنا = دَهْراً طَوِيلاً صارَ رُعْباً قانِِيَا
يَا سامِعِيْ لا تَشْكُ ضَعْفَكَ إِنَّنِيْ = مَا جِئْتُ أَنْشُدُ شاكِياً أَوْ باكِيَا
بَلْ جِئْتُ أَبْحَثُ عَنْ رِجالٍ تَشْتَرِيْ = بِالرُّوحِ جَنّاتٍ وَتَبْذِلُ غالِيَا
وَفَتىً يَذُبُّ عَنِ الْحِياضِ فَيَنْجَلِيْ = كَيْدُ الشِّرارِ مُضَعْضَعاً مُتَداعِيَا
فَالْحَقْ بِرَكْبِ الْمَجْدِ وَانْصُرْ أَهْلَهُ = فَالنَّصْرُ أَصْبَحَ لائِحاً وَمُوَاتِيَا
يتبع ---
الفصل الخامس
يَا قابِضَ التّارِيخِ أَنْتَ رَجائِيا = عَزَّ الْمُجِيرُ وَقَدْ أَتَيْتُكَ داعِيَا
فَاقْبَلْ رَجائِيْ كانَ لُطْفُكَ واسِعاً = وَسِعَ السَّماءَ وَمَا أَظَلَّتْ باقِيَا
أَنْتَ الْحَكِيمُ جَعَلْتَ مِنْ أَيّامِنا = دُوَلاً فَتَعْلُو ثُمَّ تَهْبِطُ ثانِيَا
وَلَقَدْ هَبَطْتُ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّنِيْ = لَمّا عَلَوْتُ عَلَوْتُ بِاسْمِكَ سَامِيَا
وَرَفَعْتُ راياتِ الْجِهادِ مُكَبِّراً = وَمُهَلِّلاً حَتَّىْ بَلَغْتُ أَقاصِيَا
وَنَشَرْتُ دِينَكَ فِيْ الْبِلادِ ، وَأَهْلُها = عاشُواْ كِراماً وَالأَنامَ سَواسِيَا
وَحَكَمْتُ عَدْلاً - مَا اسْتَطَعْتُ - وَأُمَّتِيْ = كانَتْ أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَنْسابِيَا
إِنْ زَلَّ بَعْضٌ ظَلَّ جُودُكَ سابِقاً = فَاصْفَحْ بِفَضْلِكَ وَاعْفُ عَنْ أَسْلافِيَا
أَنْتَ الَّذِيْ اسْتَخْلَفْتَنِيْ وَبِبَيْعَةٍ = أَخْلَصْتُ جُهْدِيَ فِيْ سَبِيلِكَ مَاضِيَا
حَتَّىْ تَداعَىْ الْكافِرُونَ وَحالَفُواْ = نَفَراً ظَنَنْتُ بِأَنَّهُمْ أَبْنائِيَا
هَجَرُواْ الشَّرِيعَةَ لاهِثِينَ وَراءَهُمْ = فَانْهارَ مُلْكِيْ وَانْتَهَىْ سُلْطانِيَا
فَجَزَيْتَهُمْ عَدْلاً وَقِسْطاً عَلَّهُمْ = يَوْمَاً يَؤُمُّوْنَ اْلصِّرَاْطَ حَوَاْرِيَا
فَارْأَفْ لِضَعْفِ صِغارِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ = وَاعْطِفْ عَلَىْ الأَيْتامِ أَنْتَ عَزائِيَا
وَانْصُرْ كِتابَكَ وَانْتَقِمْ مِنْ ظالِمٍ = يَسْعَىْ فَساداً فِيْ الْبِلادِ مُناوِيَا
وَاجْعَلْ بِلُطْفِكَ يَا عَزِيْزُ رُجُوْعَهُ = شَهْرَاً نَعُزُّ بِهِ فَأَنْتَ إِلَهِيَا
قَدْ طالَ لَيْلُ الظّالِمِينَ وَجَلَّلَتْ = سُحُبُ الْعَذابِ فَأَفْسَدَتْ أَجْوائِيَا
فَمَتَىْ سَمائِيْ تَنْجَلِيْ لِعُقابِها = وَيَعُودُ يَخْفِقُ مُرْهِباً أَعْدائِيَا