ما سره والغيب بعض ركابه



لم تدرك الآصال سر مآبه والفجر واكبه لصبح إيابه
وكلاهما استدعى الهلال لصفه ليقول عما قد رآى بغيابه
فاساقطت حجج تكبَّد بعضها نقصا وأخرى هزها بصوابه
ما سره يعلو ليبدو كوكبا من ثم عرجون على أنصابه
سألوا المنابر عنه أين مصيره ومتى يعود إلى رياض شبابه
ومن النقيض إلى التوافق أجزلا قولا يرافقه السؤال لبابه
ما شأنها الأهداب أرخت شرفة فيها الأصيل ينام في أهدابه؟
وأتت تمني الروح إلفة طفله وهلاله ينسل من جلبابه
ومضرجا بالغيم يسبح في الفضا ليعود بدرا ممسكا بثيابه
راقبتُه والصيف ينجز نخلة تهتز أغنية لناي رحابه
فوجدته نهرا يطرز فرحة ويخيط شهرا من تقى أحبابه
وهو الخميل يضيف من ثمراته سهلا وفير الجني من أصحابه
كان اختلى بالوعد آخر شهقة ومضى يسطر سورةً بكتابه
وعليه ألواح الصيام تجملت بالعاكفين على حدود نصابه
حينا يقابله اليتيم بدمعه والصمت حينا يعتني بركابه
يشتاقه الملأ الجدير بآية نزلت تعرش في ندى محرابه
ويد النهار تعيده لزمامه ما زاغ شمسا عن هدى أعتابه
وصفوه ضيفا والضيوف تزاحمت بقلوبها عشقا لطهر ترابه
رمضان أقبل والأصيل يحفه بندى القلوب على مدار إيابه