أغنية للوطن


شدو ترنم أم طير على فنن
شق الفضاء وهز السمع في أذني
إرفع جبينك أنت الآن سيدها
لغير ربك لم تسجد ولم تهن
أنت العروبة إن نادوك منتسبا
أنت الحضارات إن نادوك بالزمن
أنت الرسالات في لوح السما كتبت
لواء مجد عن التعريف أنت غني
أنت الشآم وهل بعد الشآم هوى
أطيافها أشرقت في السر والعلن
أمجاد عز وتاريخ لذي شرف
يافيض حب حماك الله ياوطني
هذي دمشق تراب الله مابقيت
حمالة الهم لاحمالة المنن
في لوح آدم سفر خالد كتبت
فيها البطولات مالانت ولم تلن
وتلك (تدمر) رايات مخضبة
وشمس (إيبلا) عمت سائر المدن
في القلب (ترقا) حنان نحن نعرفه
قد أرضعتنا صغارا صافي اللبن
كأنها في ظلال الحسن غافية
والفجر قد لفها من شدة الوسن
وذا الفرات على أطرافها طرب
في هدأة الليل موال من الشجن
تلك الأوابد غيض من مآثرنا
لولا الشآم لما كانت ولم تكن
هذي دمشق ولازالت تقول أنا
تاج المآثر للعلياء يحملني
أنا المواقف لاتنأى بها قمم
تسوق الوهم للأجيال بالحقن
أنا الفضاءات في عليائها علم
ماعاش من يحجب الرؤيا وبخذلني
أمد كفي صفاء لامخاتلة
من الرباط إلى بغداد فاليمن
إلى فلسطين نزف القلب أسكبه
أضمد الجرح في الآهات والمحن
أنا الموانئ تلقاها مصفقة
من كل فج عميق أبحرت سفني
بغداد آصرتي لبنان خاصرتي
أنى استدرت مصاب القدس آلمني
لهفي عليها لكم نادت على مضض
هل من مغيث يرد الصوت ينقذني ؟
صموا المسامع عن صيحاتها خجلا
وكفنوها بليل الدس والفتن
في سكرة القوم قدت من أصالتها
أودى بها القيد من ذل إلى وهن
الراكعين لغير الله معصية
الغارقين بوحل الخزي والضغن
تلك العمائم لوناديتها شرفا
يوم اللقاء لما بانت ولم تبن
صكوك عار على أطرافها بصموا
وحبرها الذل من مستنقع أسن
حثوا الخطا قدما سعيا لخيبتهم
وأفحشوا عهرهم في حضرة (النتن)
ياشام ياشامة الدنيا وزهوتها
ياشدو طير بليل الصد أطربني
لقد غفوت على أفعالهم خجلا
وطارق الضيم في الأحلام مزقني
حتى استفقت على صوت يفيض ندى
هز المشاعر والأطراف في بدني
أنت الشآم وشمس الشام ماغربت
أسرج خيولك دقت ساعة المحن
جنات عدن رياض الشام باقية
وشمس تشرين نور الله في وطني



تدمر
إيبلا
ترقا . . .
مواقع أثرية وتاريخية في سوريا