أُمنِياتٌ بَريئَة !!
..


..
وَ طِفلَةٍ ؛ فِي حَنايا الرُّوحِ مَوطِنُها
أَذُوبُ فِيها وَ فِي أَصداءِ ضِحكَتِها
وَ أَستَفِزُّ ابتِساماتٍ تُخَزِّنُها
قَدْ جَنَّنَتنِيَ بِالتَّغناجِ , لَيتِيَ مَنْ
بِأَدمُعِ الشَّوقِ وَ النَّجوَى يُجَنِّنُها
تَمُوءُ حَتَّى كَأَنَّ الصَّوتَ مُفرَدَةٌ
لَها المَعاجِمُ تَهفُو حِينَ تَرطُنُها
فَصَوتُها مَوسَقاتٌ لا إِلَى لُغَةٍ
مَرَدٌّهُ ! إِنَّما الكِلماتِ يَفتِنُها !
مُواؤُها العَذبُ ناياتٌ بِها عَزَفَتْ
رُؤَى الحُرُوفِ أَناغِيمًا تُدَندِنُها
وَ لِلبُكاءِ نَصِيبٌ مِنْ تَغَنُّجِها
وَ لِي نَصِيبٌ مِنَ الآهاتِ أَسجِنُها
مَلاءَكُ اللَّهِ ما ناغَتْ يَحُفُّ بِها
وَ عِندَما تَتَشَكَّى الجِنُّ يَسكُنُها
أَخشَى عَلَيها نَسِيمَ الوَردِ يُرهِقُها
إِذا يَهُبُّ وَ أَخشَى العِطرَ يُوهِنُها
فَطِفلَتِي مُستَقَرُّ الرُّوحِ بَسمَتُها
وَ مُنتَهَى الأَمَلِ المَنشُودِ مَأمَنُها
إِذا تَبَسَّمُ ؛ وَجهُ الوَقتِ يَبسِمُ لِي
وَ يُحزِنُ الوَقتُ قَلبِي ؛ حِينَ يُحزِنُها
تُقَلِّبُ اللَّيلَ فِي كَفِّينِ مِنْ شَمَعٍ
أَصابِعُ النُّورِ فِي كُلٍّ تُزَيِّنُها
وَ وَجهُها الغَضُّ ما أَدرِي أَمِنْ قَلَقٍ
أَمِ اشتِياقٍ يُنادِينِي , فَأَحضِنُها
فَأَلثُمُ الخَدَّ , وَ العَينانِ تَرقُبُنِي
كَأَنَّنِي - بِجُنُونِ اللَّثمِ - مُدمِنُها
ذُؤابَةٌ مِنْ جَبِينِ البَدرِ غُرَّتُها
وَ وُجنَةٌ فَوقَ خَدِّ النُّورِ تَشحَنُها
تَرُدُّ عَنِّي أَياسًا كانَ يَسحَنُنِي
وَ أَدمُعًا كُنتُ بِالعَينَينِ أَسحَنُها
أَغِيبُ عَنها وَ لِلتِّذكارِ مِطرَقَةٌ
تَدُقُّ جُمجُمَةَ النِّسيانِ تَطحَنُها
وَ تَركُضُ الرُّوحُ قَبلَ الرِّجلِ فِي وَلَهٍ
إِذا رَجِعتُ عَلَى شَوكٍ يُبَطِّنُها
أُسابِقُ الخَوفَ بِالنَّجوَى إِذا صَرَخَتْ
وَ مُهجَةٍ بِابتِهالاتٍ تُطَمئِنُها
فَيَسبِقُ القَلبُ ما الكِلماتُ تُعلِنُهُ
لَها , وَ يَسبِقُ قَلبِي ما أُضَمِّنُها
ما كُنتُ أَعلَمُ قَبلَ الآنَ أَنِّيَ لا
أُجِيدُ فِيها اعتِرافاتِي وَ أُتقِنُها
قَدِ اعتَرَفتُ بِأَسرِي فَهْيَ آسِرَتِي
وَ قَدْ كَشَفتُ شُؤُونًا كُنتُ أَدفِنُها
هِيَ الحَياةُ لِعُمرِي وَ هْيَ جَوهَرَتِي
وَ بَعضُ مَعدِنِيَ الشَّفافِ مَعدِنُها
كَنزٌ حَبانِيهِ رَبُّ الكَونِ دُرَّتُهُ
بُنَيَّةٌ كُلُّ دُرٍّ لا يُثَمِّنُها