نعم عتاب على بحر الرمل ..لأنه بحر غنائي اخترته ليتفق مع طبيعتك فإن فيك من الرمل النسج البديع واللحن الرفيع ولولا الرمل لما احتملت عتابي.
*ما الذي حملك على تجاهل أشعاري وتجاهلي قبل ذلك ؟ يا ملكة الصمت الرهيب !والتأجيل العجيب والنفس الرحيب !!..ثلاث عبارات .-أستغفر الله – بل ثلاثة سيوف سُلِّطت على رقبتي.
*القصيدة بائية الروي لأني رأيت في الباء صوتا مجهورا يمنع حرارة الداخل لديّ أن تخرج فتؤذيك بأنفاسها الساخنة ،وزدت على ذلك سكون الباء ليزداد الباب إغلاقا وإحكاما .
*رأيت الباء نهاية العتاب ،ومسك ختام الحب ،والإيقاع الأخير في نشوة الطرب فسكّنت كل ذلك لأقصره عليك وأمنعه عن سواك.
وكرهت لك روي( الراء ) لأنها علمتني أنها قدم الحجر وبلوغ النهاية في الخطر ،ومرارة الإعتصار وساعة الاحتضار.
*ذكرت في القصيدة مساءلتك لي رغم أنك لم تسألي ،وما ذاك إلا لأخيل لنفسي حضورك ولو على طريق الوهم


أهمـلـتْ شـعـري فـيـا هــول العـجـب
حـيــن ضـنــت بـســلام أو عـتــبْ
أتــرى لــم تـــدر مـرمــى قـصــدهِ
فاسـتـثـارت فـيــه أسـبــاب الـرِّيَــبْ
أم تُـراهــا لـــم تـعـايــنْ حــالــهُ
فـي نـحـول الـحـرف أو سـكـب النـحَـبْ
كــل حـــرف فـيــه يـشـكـو أنّـــةً
لـعـلـيــل مــســـه داء الـعــطــبْ
لــو بــدا للـشـمـس فـــي مشـرقـهـا
لاستغـاثـتْ مـــن جـراحــات الـغِـيَـبْ
كــم سـقـى الــورد عـلــى مبـسـمـهِ
قُـبـلــة الــشــوق يـروّيــهــا اللهبْ
وروى الــوجــدَ أحـاديـثــاً جــلَــتْ
عــن رؤى الأيــام هـــالات الـحُـجُـبْ
قـالــت احـتــرتُ فـهــلاّ انكـشـفـتْ
عـــن معـانـيـه عـلامــات الـعـجـبْ
قـلـت شـعـري نـبـض قـلــب هـائــمٍ
أرقـــص الـظـبـيَ الـمُــدِلَّ إذ وثـــبْ
واهـتــدى الـطـيـرُ عـلــى رنــاتــه
فـبـكــاه بـأهــازيــج الــطـــربْ
أسـمــع الـدنـيـا فـمـالـتْ غـبـطــةً
آيــــةُ الــوجــدان يـتـلـوهــا الأدبْ
إنْ رأيـــتِ الـنــار فـــي أنـفـاســهِ
فـاحــذري مـنــه مـغـبـاتِ الـكُــرَبْ
ساءلـتـنـي عـــن مـــرادي حيـنـهـا
هــل لـشـعـري مـــن مـــراد أو أرَبْ
قلـت يـرقـى الشـعـر مــا تــرقَ بــهِ
ربــــةُ الـفـكــر وأحـــــلام الأدبْ
طـائـفـاً بـالــروح فـــي معـراجـهـا
سـائــراً نـحــو مـقـامـات الـشـهُـبْ
حُـــرّرِت مـــن أرضـنــا أوصـالــهُ
فاستـمـدّ العـيـش مــن ومــض القـطُـبْ
جهِلـتْـنـي لـــمْ تُــعَــرَّفْ حـالـتــي
غيـرَ أنـي فــي الـعـلا غـصـن رطِــبْ
هـمـتـي تـعـلـو المـعـالـي رفــعــةً
والضمـيـر الـحــيُّ ريّـــان خـصِــبْ
عـــزتــــي باللهِ روّت ظـــمــــأي
واليقـيـن الـحـق قـوتـي فــي الـسـغـبْ
عـشـت فــي الأحــداث لا آلــو عـلـى
مــا تـولـى مــن نصـيـب أو ذهـــبْ
ســـرُّ شـعــري أنْ رآهـــا معْـلـمـا
لـم يـرُقْ عيـنـي سـواهـا فــي الـرتَـبْ
درة فـــي قـــاع بــحــر مـظـلــمٍ
أسـفـرتْ فــي ذات عيـنـي عــن كـثـبْ
لـــم أصـــدّق أن كـفــي بــــادرتْ
فجنَتْـهـا فــوق مــا يُـجـنـى الـذهــبْ
كـلـمـا جــئــتُ إلـيـهــا هـالـنــي
مــن كـمـال الفـكـر مـيــدان رحِـــبْ
زانـهــا الـعـلـم ووشًّـاهــا الـحـيــا
وتـلاهــا الـدهــر آيـــاتِ الـحـقَــبْ
ينتـشـي البـحـرُ عـلـى ذكــر اسـمـهـا
نـشـوةَ الـنُّـدمـان فـــي ريِّ الـسـكـبْ
إن تفـنّـنـتُ عـلــى وصـفــي لــهــا
أو نسـجـت الشـعـر فـيـهـا والـخـطـبْ
أعرضَـتْ عـن وصـف مــا قـلـت ولــو
عايـنـتْ طـرفــي لأهـداهــا الـسـبـبْ
ياربـيـب الـشـعـر تـشــدو صـادحــاً
سـهَّــدتْ جـفـنـي تـراتـيـلُ الـطــربْ
ســرك الصـامـت مــن ســري قـريـبْ
غـيـر أنــي وهْــن أحـــداث نُـــوَبْ
يالمـعـنـاك الـــذي فـــي خـاطــري
ردَّ لـي مـا كــان مــن عـمـري سُـلِـبْ
مـن نـدوب الـدهـر مــن عـمـر غــدا
دمـعــةً تـهـمـي وأخـــرى تنـتـحـبْ
حطـهـا السـيـل فـلـم تـبــق ســـوى
أضـلــع حـــرّى علـىقـلـب خـــرِبْ
ســامـــح الله حـبـيـبــي كـلّــمــا
طــار طـيـري فــي معالـيـه احتـجـبْ
هـــو يـــدري مـــا بـحـالـي دون أنْ
أشـــرح الـنـبـتَ لأنـــداء الـسُّـحُـبْ