أتخصفُ من رثّ الشفاف لتكتسي وتغرفُ من دنّ السراب لتحتسي؟
وتذرفُ من ليـنٍ فدى كلّ واهـنٍ وترسفُ في قيدِ الضلال المنكِّـس
وتهرفُ ما تذروا الشّـفاه من الغوى وحين اعتراك الشكّ لم تتوجّــسِ
أَغَـــرٌّ إذا الأهواء تطرقُ بابـَـهُ وغِـــرٌّ إذا سادَ الضلال بمجلـسِ
تُجـاري بطرفيـكَ النجـومَ تَـعَــقّبـاً وتبحـرُ في أنــواءِ ليـلٍ مُعَسعِـسِ
وإنْ نجمـةٌ سرّتـك غـاض أوارها وصرت كَـسارٍ بين قـفْـرٍ وحندِسِ
وتدلفُ في بطـنِ الظلامِ مُغـاضِباً فهـلاّ تنادي بالغياثِ كيونــسِ..؟
نثرتَ بأرض الجدب وهـمَ مسـرّةٍ فنبتك أشـواكٌ و حُـلمـك نرْجـسيْ
كـأنّـك مُنْبـتٌّ يحِـنُّ لـدارهِ فلمـا تنـاهـى عنـد أعتابها ..نســيْ !
ومِـنْ كُـلِّ صـوبٍ داهمتـكَ بلِيّـةٌ وهـا منك إذعـانٌ و إطـراقُ مُبْلِــسِ
وتغـريك لـذّاتٌ جفتـك عُهـودها وأوثـقُ عهـدٍ لا يُصـانُ بأخنــسِ
ودانيةٌ مـدّتْ إليك قطافها لتغوي .. كميـْلِ الهيف حيـن تَـمَــيـــــــــُّـسِ
لعمـركَ .. ما نفـسٌ تطيـقُ مذَلّــةً ولـكنّ أهـواءً تُطيـحُ بأنفــسِ..!
إليكِ سهامَ الوجْـدِ عنّـي .. فإنّنـي جريـحٌ ، ومنْ خلـف الهمـومِ تمَتْـرُســي
أصبْـتُ من الدّنيـا .. ومنها أصابـنـي هوانٌ .. وما يحـلو الهـوانُ لكـَـــيّـسِ
سئمتُ جديدَ العيش ما أورثَ الجـوى وتُقـتُ لمـاضٍ من بقـايا و دُرَّسِ
فوا أسـفي إن كان ذخري من الـدّنـا حطـاماً.. وأعمالي ذخيرة مفلـسِ
وأنفسُ ما حاز الثريّ مغانمـاً كأحقرِ ما عافَ الفقيرُ وأبخسِ..!
.. ولـمّـا رأيت النفس هانت ، نهـرتُها لتسموْ بآثار الكـرامِ و تأْتــــسي
وحـين يفيق الحرّ من ظـُلماتـهِ يتــوقُ لـومـضِ النـّور كالمتلمّـــسِ
إذا ضاقت الدنيا بِـــبَــــرٍّ وأدبرتْ فإنـي ارْتضيتُ البِــــرَّ قيدي و محبـسي
سأُجـري على خدّي دمـوعَ تبتّــلٍ أُمـرّغُـهُ ذلاًّ .. وأُرغِــــمُ مِعـطَسـي
وأخلـعُ ثوبَ الزيفِ ..عِفْتُ قشيبهُ وأجعـلُ من ثوب النّدامـةِ ملبسـي
لعلّك تكسونـي بعفوكَ ! .. منعِـماً ويوم يقـوم النـاسُ .. من ثوب سندُسِ
إليك إلـهي قد أنبتُ وها أنـا ببابك جـاثٍ ، والرضـا منك مُؤنـــسـي..





