ماذا جرى ضجَّ في أوجاعهِ الحالُ ؟ وعكّر الصفوَ ، حتى لم يعدْ بالُ ؟
فانهضْ فما تنفعُ المكلومَ قافيةٌ ... كلا ، ولا لهوى الإيقاعِ أسمالُ
أخا الفرات : وجاعُ الليلِ مُترفةٌ والزُّهْرُ مسفرةٌ ، فالآهُ أحمالُ
قالوا الربيعُ ، فقلتُ الوجدُ روّعني وسائِلوا دوحتي عن دائِها ، قالوا :
تفنى عيونُ التجافي ، يسقُط الغُرَبا وحولنا من أقاحي الصبر أجبالُ
لوِ اكتفيتَ ، تليدُ الشِّعرِ عاتبَنا وإن أطلتَ فلن تهواك آمالُ
يا فُسْحةَ العمرِ ، يا أحلامَ رابيةٍ أوهى مَداها الأسى ، تحدوه أغلالُ
قولي لنا : كيف بات النهرُ مُنحسرًا عن الربوعِ ، أما للطيف أخوالُ ؟
أما تراءى لأهل السَّفحِ من مُقلي بعضَ الرسائلِ ، فالإيهامُ قتّالُ ؟
أما رقبْتُمْ غيوثي وهي باكيةٌ ؟ عنها الملائكُ – قبلَ الأيكِ – سُؤّالُ ؟
حسبي أشرتُ لقوسِ اللهِ ممتدحًا فقال أبشرْ ، إذا الأشواقُ تنهالُ
تُغري المودّاتِ ألوانًا معارفُها منها الفؤادُ مع العشّاقِ أكّالُ
ماذا جرى زاحمَ الترصيعَ ذو ولَهٍ له البلاغةُ رغم القهرِ مِنوالُ ؟
في سبْقهِ مُلَحٌ ، في ذوقِهِ فسَحٌ في حَرفِهِ طَمَحٌ ، في خدِّهِ خالُ !!
غداة أن مدَّ تلقاءَ النَّدى يدَهُ فالجودُ ظِلٌّ ، ومِسْكُ الروحِ موّالُ
وعانقتْهُ من الجمهور فلسفةٌ وحِكمةٌ مَتنُها ترويه آصالُ
لم يتخذْ من خيالاتِ الدجى طرُقًا فأجملُ الودّ أقوالٌ وأفعالُ
حتى أتتْهُ المراسي وانجلى دَخَنٌ ، إليه من دهشةٍ أهلُ القِرى مالوا
فراحَ يتلو رويًّا من محاجرِهِ مؤسّسًا ما نماهُ الصحبُ والآلُ
لذاك أفتى بقتلِ الهجْرِ ، تغبطُهُ معارفٌ ، عُرفُها لُطفٌ وإقبالُ
يا سيّدي ، يا أميرَ الشعر : يعذرنا سَيْلُ الهوى ، وحنينٌ فيه إفضالُ
وقد وعدتُك بالأشعار من زمنٍ وها أنا بوفائي اليومَ أختالُ
حملتَ في قلبك الجادي بلا كللٍ أحلى الأماني ، لتحكي الفخرَ أجيالُ
ثقافةً تمنحُ الآدابَ منطقَها راعي المروءةِ طولَ العمرِ مِفضالُ
فأزهرتْ واحتي ما زال رونقُها ملءَ الفضاءِ ، وأحيا الفكرَ إجلالُ
تروي الخِلالَ من الأخلاقِ أرفعها فأطربت لبني الأذواقِ أخلالُ
يكفيكَ ذكرًا جميلاً صادقًا حسَنًا من الأحبّةِ ، فيهم أثمرَ النّالُ
فاسلمْ أخا الودّ ما الأيّام باقيةٌ وافرَحْ بغرسكَ ، حاشا فيه إقلالُ
عسى لنا لُقية تدنو عواطرُها في مسجدٍ طالما تهواه أوصالُ
تحيّتي وسلام القلبِ يحملها لك النسيمُ ، وصفوُ البالِ ، والحالُ


