
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي

( 1 )
تمهيد للرؤيا :
ســلامـٌّ مـن الله و ود ،
... هذا النص إنموذج للحديث عن أهمية عنوان النص الأدبي بشكل عام ، والنص الشعري بشكل خاص ؛ و كيف يضطر الناص أحيانا لعنوان طويل ، فهو نسق لغوي دلالي كامل يصعب الاستغناء عنه في مثل هذه النصوص . و كنت أنوي إعطاء ملحوظة للتقليل من ألفاظ العنوان و تقديم اقتراح تعديل ، على أن الأمر اختلف عندما قرأت النص ؛ فجأت كاميرا رؤيتي مركزة على العنوان وربطه بمجمل مضامين و علاقات النص الداخلية والخارجية ...
غالبا ما يعطي العنوان فكرة عامة عن النص ، والحديث هنا معروف للجميع و يطول الحديث فيه ...
فما الذي فعلته في العنوان و هل أبدعت شاعرتنا أ. الجهاد ؟
عندما شرحت هذا العنوان في مخبري الخاص ، دونت هذه الملحوظات :
نأمةُ البَوحِ مِن جوفِ الرّوح
فقد قرأت نأمةَ على النداء أي :
يا نأمة البوح من جوف الروح أناديك - و هو نسق لغوي دلالي متكامل يعدل القصيدة و زيادة ؛ لأن مجمل الأنساق اللغوية في النص تفصيل و توضيح ...الخ لهذه النغمة الشجية التي أطلقت من مكنون قرار الحس الشعري والتماهي في الشعرية ...
ثم
يا نأمة البوح من جوف الروح أناديك ؛ أن أخرجي غصة هذه القصيدة ...!!
إذن العنوان يساوي النص تماما ؛ و لو افترضنا مثالا الطلب من مجموعة من الشعراء كتابة نص تحت عنوان ( يا نأمة البوح من جوف الروح ) لوجدنا نصوصا عدة ، تتحدث عن هم كل شاعر الذي يلامسه في تلك اللحظة ، والمشغول به دائما ...!!
ثم
إن عاملي الصوت و الحركة في العنوان هيأ قريحة المتلقي لهم ثقيل وأمر جلل :
نأمة أخذت كل الأبعاد الموسيقية ؛ طربها و شجنها و رقصها وحزنها ...الخ ، على أنها فرضت هم الناصة العام الكبير ( الوطن ) فجاء الروي مكسور الخاطر بقافية راكضة لاهثة ...
ثم
إن تحقق الوزن في العنوان ؛ جاء متناغما مع بحر النص من حيث التفاعيل وتقاربها و قبول بعضها بعضا ...
ثم
في البعد الموسيقي يعد العنوان مثل موسيقا هارمونية للحن النص ، فغالبا ما ينسجم التوزيع الهارموني مع اللحن الأساسي في السماع لتوليفة اللحن كاملا ؛ فكان العنوان يحضر في أول بيت من النص ...
ثم
...
ثم
....
ثم
.....
ثم
للحديث بقية
ثم أي إبداع بعد هذا ...؟!
ثم
سأكتب قصيدة تحت هذا العنوان - إن أذنت الناصة - بحوله تعالى
كل الاحترام والتقدير لهكذا نصوص وعي مسؤولة فقهت الشعر والشعرية معا...
أنعم بكم وأكرم...!!
مـودتي و محبتي
ــــــــــــــــــــــ
يتبع ( 2 ) بحوله تعالى