بقلمي /
أثبت العلم الحديث أن لكل مخلوق طائر ا ينعكس منه ويلازمه بشكله وسكناته وحركاته ، ومتاح حفظه ونسخه ، بما في ذلك طائر الإنسان .
وسواء كان ذلك الشيئ صغيرا أوكبيرا ، مرئيا للعين المجردة كالإنسان والحيوان أو غير ذلك ، بما في ذلك الأعمال فكل تسكينة وتحريكة في الكون الفسيح لها بث يشمل جميع أبعاده يمكن مشاهدته كما كان عليه في أي وقت لاحق متى تم حفظه أو نسخه .
- لكن ..
هل نستطيع أن نحبس نسخة لجزء معين من ذلك الطائر عبر تقنية علمية معينة لشيئ ما نريد توثيقه مع بقاء أصله ؟
الجواب :
نعم ..
- كيف ؟
- عن طريق الكاميرا ، نسجل بواسطتها فعالية أوحفل بخطبائه وفنانيه صوتا وصورة ونحفظه بعد ذلك في شريط فيديو أو ذاكرة يمكن أن ننسخ منها عدة نسخ ونلصقها في عدة ذواكر ، ونشاهدها بعد ذلك في أي وقت ، وكم من شخص شاهد فيديو لحفلة زفافه مع أبنائه وأبناء أبنائه تضمن أشخاصا ماتوا يمرحون فيه ويضحكون وينشدون ويتنادمون !!
- والمعلوم أن دلك الحفل المسجل ما هي إلا ظل أو بالأصح طائر أو بث انعكس وطار ممن حضروه بتردد رقمي معين تم حبسه كما هو مشاهد ومسلم به فتلفوناتنا الذكية المملوءة بكثير من تسجيلات كاميراتها الرقمية شاهدة على ذلك ..
- لكني هنا سأتكلم عن طائر الإنسان الذي يطير أو يبث منه وقد ألزمه الله في عنقه ، فلايفارقه من لحظة وجودة ،
ولا يختلط مع غيره ..
وهو نسخة من عمر الإنسان ، وعمله وآثاره ، بجميع أحداثه من خير أو شر ، حتى ما كان بحجم الذرة أو أصغر .
وهناك من ينسخ ويحفظ منه :-
- فالملائكة الموكلون برصد أعمال الإنسان تنسخ منه وتكتب وتحفظ ( إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون )
واللوح المحفوظ ينسخ ويحفظ ( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )
- وفوق ذلك علم الله الذي لا يخفى عليه شيئ ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير )
- كما أن من يصورك من الناس بكاميرته الرقمية ينسخ ويحفظ لجانب معين مع بقاء الأصل ملازم لك في عنقك .
- والأثير ينسخ ويحفظ ..
وفي يوم العرض الأكبر سيشاهد الإنسان ذلك الطائر في وقت مقداره خمسون ألف سنة ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره * )
وسيوضع الكتاب ليعرض ما حفظه من أعمال الناس بكيفية لا يعلمها إلا الله ويتاح لكل إنسان في ذلك اليوم مشاهدة عمله وعمل غيره أيضا ..
- ( ها أم اقرؤا كتابيه )
ولنقرأ ونتأمل هذه الٱية التي تضمنت ما أوجزناه بما فيها من سبق وإعجاز علمي دقيق ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
فيلزم الله ما يطير من الإنسان من خير أوشر - أي جميع أعماله - في عنق مصدره فلا يختلط بعمل غيره وهو ملازم لصاحبه في عنقه لا يفارقه ..
كما أن كلمة طائر أبلغ من كلمة - ظل - فالطائر ما يطير منا وهو بث مباشر من جميع أبعادنا بينما الظل هو الجانب الذي يحجب فيه ضوء معين بسبب جسم ححب عنه ذلك الضوء كما تحجب السحاب ضوء الشمس ..
وقديما قبل ألف وأربعمائة عام لم يكن يعلم الناس بأن لكل جسم حي أو ميت طائر بالمعنى الذي ذكرته ..
- ونعود إلى القول بأن الطائر ما هو إلا نسخة طبق الأصل من صاحبه يمكن حبسه وعرضه في تاريخ لا حق مهما طال أمده بكل ذكرياته وأفراحه وأتراحه وأشخاصه .
ولم يكن يخطر على بال أحد غير الله حينذاك إمكانية إرسال ذلك الطائر إلى أي مكان ما في العالم بالصورة التي نشاهدها اليوم فالترددات الرقمية والبث التلفزيوني وأجهزة البث والإستقبال وتطبيقات التواصل الإجتماعي شاهدة على ذلك .
وخلاصة الأمر : -
اننا ونحن على هذه الأرض نعيش وكأننا داخل برنامج إلهي ، فكل ما حولنا يصور ويسجل ويشهد ، عن علم وإدراك ، من ذلك أعضاءنا والحيوانات والشجر والحجر والرمل والتراب والماء والهواء ..إلخ كل ذلك سيشهد بما سجله وعلمه يوم القيامة ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) ( حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ) وعن الأرض ( يومئذ تحدث أخبارها )
ولا أنسى أن أبين بأننا نعلم كيفية عرض الفديوهات التي نسجلها بكاميراتنا عن طريق تطبيقات العرض الخاصة بذلك إلا أننا لا نعلم كيفية رؤيتنا لأعمالنا يوم القيامة لأن ذلك من علم الغيب وما تطرقنا إليه ماهو إلا من باب التقريب فمهما بينا وشرحنا فستظل الأيات المتعلقة بالمسائل الغيبية الأخروية من الآيات المتشابهة التي لا يعلم تأويلها بتفاصيلها إلا الله علام الغيوب .
وما تطرقنا إليه هنا ما هو إلا لإثبات عدم استحالة ما أخبر الله به من أحداث غيبية ستقع يوم القيامة كما أخبر بها الله في كتابه العزيز ، ( ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) .