تشابه أسماء

يمشي في زقاق ضيق الأنفاس، يُفَكّر في قوت عياله، صفيرُ الرّيح يُذكّره بِصِفْر الجيب واصفرار الوجه، فجأة تقف بجانبه سيارة سوداء اللّون، ينزل منها أربعة أشباح، أشبعوه صفعا وشتما، وبعد يومين أرجعوه إلى المكان الذي أخذوه منه، فَقَدَ بصره والقدرة على المشي، أراد الصّراخ فلم يستطع؛ لأنّ حباله الصّوتية أُحْرِقت بمنظّفات المراحيض، حاله يقول: ما ذنبي؟؟ همس شبح في أذنه: تشابه أسماء.

يعد تشابه الأسماء في معظم بلداننا العربية أمرا مخيفا ويتكرر كثيرا
وقد ينتهي بشخص لا ذنب له خلف القضبان ـ أو يتعرض للضرب والتعذيب
على يد عناصر من الاستخبارات ليكتشفوا بعد ذلك إنه مجرد تشابه أسماء لا أكثر
فيوصيه بعدم الحديث مطلقاً عمّا تعرض إليه في خلال توقيفه، مشيراً إلى أنّ
الضرب والإهانات اللذَين تعرّض لهما من أجل مصلحة الوطن لا أكثر.

أقصوصة رائعة اقتنصت مشهدا مؤلما من مشاهد الحياة
وصاغته بحنكة وذكاء ـ مؤثرة حد البكاء.
سلمت ودام القك.

يمشي في زقاق ضيق الأنفاس، يُفَكّر في قوت عياله، صفيرُ الرّيح يُذكّره بِصِفْر الجيب واصفرار الوجه، فجأة تقف بجانبه سيارة سوداء اللّون، ينزل منها أربعة أشباح، أشبعوه صفعا وشتما، وبعد يومين أرجعوه إلى المكان الذي أخذوه منه، فَقَدَ بصره والقدرة على المشي، أراد الصّراخ فلم يستطع؛ لأنّ حباله الصّوتية أُحْرِقت بمنظّفات المراحيض، حاله يقول: ما ذنبي؟؟ همس شبح في أذنه: تشابه أسماء.

أقصوصة تقطر مرارة .. صيغت بحرفية وتكثيف فى السرد

أشباح المؤسسات الأمنية .. ومواطن كل الواجبات عليه ولا حقوق..حتى حق الصراخ منعوه عنه !

أسعدنى ما قرأت .. وسأتابعك بشغف

مودتى تقديرى

عمر

أظهرت وقائع الحياة أن الأسماء وتشابهها قد تجعل أصحابها ضحايا لها،
ويقضون سنوات من زهرة أعمارهم خلف القضبان، لا لجرم ارتكبوه، بل
لتشابه أسمائهم مع أسماء مرتكبيها.
ومضة قوية بتعبيرها ـ جارحة بصدقها .
دمت بروعتك.

قدرة كبيرة هنا على تحويل الألم إلى صورة حية تكاد تُشمّ فيها رائحة الخوف واليأس، فتشعر بأنك تمشي في الزقاق الضيق مع ذلك الرجل، تسمع صفير الريح، وتشعر بفراغ الجيب واصفرار الوجه. هناك سحرٌ رهيف في بساطة العبارة وعُمق الرمز؛ فالعبارة الأخيرة “تشابه أسماء” تنهض بكافة الصور السابقة لتصير صاعقة صمتٍ مأساوي، تجعل القارئ يتوقف ويعيد التفكير في حجم الظلم والعبثية.
نص تتحرك فيه الكلمات بين الحقيقة والخيال، بين الجسد والروح، بين الألم والصمت، بأسلوب يليق بالشعراء العظام الذين لا يكتبون ليُقرأ فقط، بل ليُحسّ ويُعاش. هذا النص شهادة على براعة الكاتب في نسج الرعب الاجتماعي والإنساني في قالب شعري مكثف، يحفر في القلب قبل العقل.
تحياتي