صلاة الفتح تبكيكِ كلُّ مَحاجِرِ الأمْجادِ
يا أمّةً أغضَتْ على تاريخِها واستأنسَتْ للسَّوْطِ والجَلاّدِ
أغفَتْ على كفِّ الطغاةِ مَهانَةً واستسلمتْ لِمَعاقِدِ الأصفادِ
أَسِنَتْ على خَدَرِ النعيمِ دِماؤها وتعفّنَتْ في القلبِ والأكبادِ
تبكي المروءاتُ التي أنْبَتِّها في صفحةِ التاريخِ فصْلَ جِهادِ
تبكي البطولاتُ التي كتَبَتْ على وجْهِ الدُّنا أسطورَةَ الأمْجادِ
تبكي السيوفُ المشرفيّاتُ التي صَدِئَتْ ظُباها الحُمْرُ في الأغمادِ
أينَ الرجالُ الغُرُّ تنضوها إذا ضاقتْ رِمالُ البيدِ بالأوغادِ
نزَقُ الإباءِ يمورُ تحتَ جلودِها متَوَثِّباً في الكفِّ والأزنادِ
أزِفَتْ صلاةُ الفتْحِ فوقَ ربوعِنا
نادَتْكِ منْ قِمَمِ العَلاءِ خَلائِقٌ جَيّاشَةٌ للمَكْرُماتِ صَوادِ
هَتَفَتْ بأخلاقِ الجِهادِ تهزُّهُ هِمَمُ الرجالِ وصحْوَةُ العُبّادِ
ضجّتْ خيولُ النصْرِ في أرسانها شوقَ الجهادِ وحَمْحَمَتْ لِطِرادِ
هذي خنازيرُ العلوجِ برِجْسِها وطِئتْ حَوافِرُها ثرى بغدادِ
داسَتْ كراماتِ الرجالِ ودنّسَتْ حرَمَ الرشيدِ ومَوْطِنَ الآسادِ
ودَمُ الفراتِ الطّهْرُ مسفوحاً جرى يغذو دِماءَ الكفْرِ بالإمدادِ
والقدسُ قبلتها العصيّةُ تُشْتهى ودمشقُ باتتْ لعبةَ الصيادِ
يا أمةً أغضى الزمانُ مَهابةً
لَمّا طلعْتِ على الزمانِ فتِيَّةُ ضحكتْ لكِ الأيامُ رغمَ سوادِ
أيقظْتِ في التاريخِ حُلْمَ عَدالةٍ وبطولةِ جلّتْ عنِ الأحقادِ
وسطَعْتِ في ليلِ الخطوبِ حقيقةً تنأى عن التزييفِ والإفسادِ
جئْتِ الزمانَ على الظّما رِيّاً فلا جفّتْ هناكَ حناجِرُ الوُرّادِ
ردّي إلى وجْهِ الطفولةِ بسمةً تهَبُ الحياةَ نَضارَةَ الإسعادِ
ردّي إلى قلبي الأمانَ وسطِّري فوقَ الجبينِ كرامةَ الرّوّادِ
وتدفّقي في القلبِ حلْماً ناضِراً بالفتْحِ يُزهِرُ مونِقَ الأبْرادِ
وتوهّجي بالنصرِ شمساً يُجْتَلى قنديلُها العربيُّ للقُصّادِ
تاقتْ صباحاتُ الأنينِ لفرحَةٍ وهَفَتْ ليالي العمْرِ للأعيادِ











