كان يلهو ويعبث ويمرح ويوزع نكاته وابتساماته على صحبه ورفقاء العربة عربة المترو..يلح عليك أن تبتسم وإن لم يكن في الأمر مايضحك..من يراه لن يحدد له شكلا ً ولا هوية فهو كالحرباء يتخذ من الأشكال مايوافق مايتفوه به من سفاهة وعبث ذلك كما حكمت عليه الأعين المزدرية له ، فى حُلةٍ سوداء قاتمة السواد مع شىء من الوقار والإحترام يعتري تلك الحُلة وكأنها قد وقفت حدادًا على الأخلاق والإحترام في هذا العالم !! ..من تلك الملابس يعلن إثنين من القساوسة عن نفسيهما فى هذا الجمع الغفير من أناسٍ يصعب التمييز بينهم بل يستحيل؛ حسبي فى ذلك هو قبل التصادم الآت الذي سرعان ماسنجد هذا الكل وقد اصبح أطراف تناوئ بعضها البعض ..وما أن إستدارا بجسديهما حتى وجدنا هذه الحرباء التي لم نفهم لها هوية ولا شكلا ً محددًا تستحيلُ إلى لونٍ أحمر قانٍ بلون الدم وكأنه قد هرب لتوه من جثة قتيل ..إعتدل الفتى ناحيتهما وصاح بصوت عالٍ وكأنه قد خرج لتوه من حلقوم قائد عسكري في معركة يحفز فيها جنوده للهجوم على هذين الإثنين صاحبا الحُلة السوداء وطفق يقول : ماتصلوا ع النبي ياجماعة !!! ..شفع الأولى بثانية حين لم يجد من الناس مردودًا إلا همساً ثم عززهما بثالثة لمزيدٍ من التأييد.
أخذ هذا الفتى يتفوه بكلمات لم نفهمها وإن كنا نعيها تماماً وماأن خرجا القسيسين من العربة طالبين الغوث والمداد من أول محطة يقف بها المترو أو هكذا بدا للناس جميعاً وعلى رأسهم ذاك الصبيّ..وما أن خرجا وذهبا إلى حيث لانعلم حتى علا صوت الفتى وتغير لونه الأحمر وإتخذ من هيئة الحرباء شكلا ً وممثلا ً ..ومن حيث لانحتسب وجدنا رجلا ً لم نعرف له وجودًا إلا في تلك اللحظة التي ظهر فيها ذلك مَـثلـُه مثل الحرباء التى أمست تعبث وتلهو قبل تلك اللحظة ويقول بأعلى صوت تشتم منه رائحة العلم الغزير :
لماذا نسعى لإثبات وجودنا وتحديد هويتنا بإعلان العداء للآخر؟! لماذااااااااااااااااااااا ااااااااا ؟!!!!!
تمت



رد مع اقتباس




