لم يتبادلا العناوين ولا أرقام الهاتف. كلّ ما تعلم رندة أنّ سامي شابّ من تونس، كان يُدرّس في إحدى الثّانويّات، في العقد الثّالث من العمر، يعتزم الالتحاق بإحدى الجامعات الباريسيّة لإعداد شهادة الدكتوراه في التاريخ، وهو في روما للسّياحة ولملاقاة بعض الأصدقاء.

وعلم سامي أنّ رندة عراقيّة من بغداد، في الخامسة والعشرين من العمر، اضطرّتها أوضاع البلاد بعد الحرب وما تبعها من حضر على كلّ شيء، إلى القدوم على روما قصد إتمام دراستها الجامعيّة في علم الاجتماع الحضري، وهي الآن بصدد تعلّم اللّغة الإيطاليّة. تقطن في مبيت للفتيات ترعاه مؤسّسة خيريّة للرّاهبات، وتعمل نصف الوقت عند سيّدة عجوز، أقعدها المرض وسجنتها الوحدة، سينيورا روزانا بلاّلونا.

تواعدا على اللّقاء في نفس المكان، حديقة فيلاّ بورقيزي، فرندة ترتادها كلّ يوم تقريبا.

* * *

(يتبع)