.. القصيدة تبقى ( في رحيل الشاعر الكبير / محمود درويش )
رحل الجسم ، والقصيدة تبقى تحرق الغدر والمظالم حرقا
وتبث الضياء في كل نفس وتنير الوجدان -حين يُُغَشَّى- لم يمت من تعلَّق الأرض قلبا ومضي بالقصيدة العمرَ يهمي ويصون الولاء : أرضا وعرضا شاعرٌ يحيا بالقضية فنا إيهِ ، محمودُ ، ما الذي كنت تبغي يحمل الحرف للسلام غصونا ويرى الحق سافرا يتجلى كم حملت " الجليل " عصفور حب وخطي حيفا في دروبك بيتا وفلطسينَ في حناياك خفقا وكأن الرمال من كل شبر يملأ الكون زقزقات عذابا مزجتْها رؤاك بالدمِ حرَّا الرفاق انتحَوْا ، فقمت ودودا وبثثت النداء منك قصيدا يدخل القلب دون إذن متى ما أمة الشعر نحن هل ثمَّ عار ونشيد الجمال جنة خير يعتلي الحق في رباها عزيزا كم بنينا بالشعر صرح فخار واستللنا سخائما من نفوس إنما السحر في القصيد حلال وتهدت خطى النبيين دربا نحن بالشعر لانناجي حبيبا إنما نحصد التلاقيَ حبا ما خبا للنضال فينا ضياء وطريق الكفاح دمع إباء كيف إن صارت الدموع بحارا الملايين من بني وطني الأكبـ والمساكين في سكونهمُ ما هزهزتنا الخطوب فانتفض العز أو نسورعلى الفرائس تنقضُّ، ونحو الفضاء ترجع شوقا وملآنا بالعدل أنفس قوم وأتوا يحملون حقدا مريضا فسقيناهمُ مودة دينٍ وسكبنا من النفوس سلاما كان هذا فيما مضى أفنرضى وغد الثائرين فجر مطل رب شعر أهاب بالناس يوما وأعادوا للأرض من أبعدته وتجيد الإفك المنظم نهجا قوة الحق سوف تبرز يوما تسحق الغاصبين دمعَ الثكالى يرفض الضيم كل حر أبي إن تَرَجَّلْ عن الحصان ؛ فمن ذا
