شِعرُ العجائب
شِعرُ العجائب
أتُنكِرُ ، يا شِعرَ العجائبِ ، ما بِيَا ؟ وتَعجَبُ مِن حُزنٍ تَوخَّى فُؤادِيَا ؟
وتَزعُمُ أنّ الوَصلَ يُخمِدُ لَوْعتي فوَصلِيَ إيّاكَ احتراقٌ لِمُهْجتي
أشَوقاً تُناديني إليكَ ؟ ومَن أنا وأنّى لمِثْلَيْنا التَّلاقي ، وهذهِ فلَستُ بفِردَوسِ الخَيالِ مُبشِّراً
أبُثُّكَ شكوى القلبِ لحْناً مُرتَّلاً وأرسُمُ أشواكاً وسَوطاً وظُلْمةً وأُفصِحُ عن مَعْنىً تَوهَّجَ نُورُهُ وتصفُو لكَ الأفراحُ إن هدَّني الأسَى بِحارٌ بأسبابِ الفِراقِ خبيرةٌ فيا شِعرُ ، إنْ شَقّتْ عليكَ صراحتي ولا تَسألَنِّي عن قَوَافٍ نثَرْتُها
وشَرُّ الدَّواهي : أنْ أرى لِيَ أُمّةً يُغرِّدُ في أوْكارِها الجهلُ ضاحكاً ويبْزُغُ مِن أشواكِها الذُّلُّ يانِعاً تَعَضُّ على الدُّنيا أنامِلَ حَسْرةٍ فلا هيَ في الدُّنيا تُشرِّفُ عَصرَها لَئِنْ عَرَفَ الأجدادُ للصِّفْرِ قَدْرَهُ وهل تَرتَقي إلاّ إلى الصِّفْرِ أُمّةٌ إذا خَطَّ أهلُ الفخرِ فِعلاً مُضارِعاً
وتَزعُمُ ، يا شِعرَ العجائبِ ، أننّي وأحمِلُ أثقالاً ، إذا ما نَبَذْتُها لكَ العُذرُ – كُلُّ العُذرِ – فيما تقُولُهُ وإنّ حديثاً يُنكِرُ القلبُ صِدقَهُ فذَرْني وأشجاني ، فإنّي كما ترى وحَسْبُكَ مِن قبْلِ التفرُّقِ صرختي :
تطوان (المغرب) - 02 نوفمبر 2008
ملحوظة لغوية :
في البيت 13 : (عن قَوَافٍ) .
لا يظُنَّنَّ أحدٌ أنّ الصواب : (عن قَوَافِيَ) .
صحيحٌ أنّ هذه الكلمة ممنوعةٌ من الصرف ، وينبغي أن تُجَرَّ بالفتحة النائبة عن الكسرة .
إلاّ أن لهذه الكلمة وما ماثلها قاعدةً خاصّة ، تقتضي أن تُقدَّر الفتحةُ المذكورة على الياء المحذوفة ، المعوَّض عنها بالتنوين .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام مصطفى
