بنت المقدس الفاضلة :
هذه أسئلة تحاكي زماننا وأيامنا وتستحثها على فتح الباب على مصراعيه لكي ندخل إلى عمق الأجوبة التي تبدد ظلمة هذا الليل الطويل.
أسئلتك مشروعة والإجابة عنها قد يأخذ منا وقتًا طويلا ، لكن وفي اعتقادي الجازم نستطيع أن نلخصه في كلمات معدودة اختصارًا للوقت ومنعًا من الملل الذي يصيب قارئنا الكريم في هذا المنبر الحر.
نحن أمّة أعزّها الله بالإسلام ولها تاريخ مجيد وحافل بكل ما يجعلنا نفتخر ونعتز به ، وهذا الأمّة تسير فوق قطار محكم بقوانين وأنظمة واضحة ، لعلّك ترين أنّه عند كل مقبض ونافذة فيه هناك جملة من التشريعات التي تحذر من المساس بها ، لكن الركاب أختي العزيزة بدأوا يعبثون بتلك القيم والنظم التي تحكم سير هذا القطار مما أدى إلى خروجه عن سكته ، ولو لا لطف الله وعنايته بركاب لا حول لهم ولا قوة لأصبح حاله مثل حال الهنود الحمر مجرد ذكرى عبرت سماء هذه الأرض .
القطار خرج عن سكتة بفعل الاهواء والميولات الشخصية والمطامع الدنيوية ... والقائمة تطول ، ولعلّ أحسن ما نختم به حديثنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ، قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) رواه أبو داود ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها : مثل قوم استهموا على سفينة ، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به ، فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة ، فأتوه فقالوا : مالك . قال : تأذيتم بي ولا بد لي من الماء . فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم . وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم ) رواه البخاري وهذا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويؤكده ذكر الله تعالى حين قال لقمان في وصيته لابنه (يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) لقمان آية 17.
ومما تقدم نجد أننا فرطنا في ديننا ومرجعيتنا فكان ما رأيته وما تعانيه هذه الأمة الآن .
نسأل الله العفو والعافية وحسن الختام .
تقديري واحترامي