" إِشْتِيَاقٌ "
وَشَـمْـسٌ تَوَارت قُبَيْلَ الغُرُوْب ِ--فَأَحْيَتْ شُجُـونَ الفُـؤادِ الشَهيْدِ
وَذِكْرَى إفتِرَاق ٍأَثَارَتْ نَحِيْبَاً---وَشَـوْقَـاً طَـويــلاً بلَـيْل ٍعَنِيْدِ
تَتُوقُ النُفُوسُ الحَيَـارَى لِقَوم ٍ--أَنـاروا طَريقَــاً لِفَجْر ٍجَـدِيْدِ
لِقَوم ٍ تَحَلَّــوا بِفِكْـر ٍبَلِيْغ ٍ--فَسَاقُـوا الخِطَــاب كَـدُرّ ٍفَـرِيْدِ
وَشَقُّـوا دُرُوبَـاً بِعِلْم ٍمَـجيْد ٍ--وَرَبَّـوا عُقُــــولاً بِفِكْـر ٍرَشِيْدِ
أَذَابُوا الصِعَـابَ بِصَبْر ٍجَمِيْل ٍ--كَشَـمْـس ٍأَذَابَتْ جِبَـالَ الـجَلِيْدِ
لَكِنَّ الحَيَــاةَ-وَمَهْمَا أَبَاحَتْ----تُعِيْقُ الوُعُــودَ بِبَعْض ِالـوَعِيْدِ
فَغَابُـوا، وَتَبْقَى خُطَاهُم كَأنَّ---تَعَاطَتْ خُطَاهُم شَــرَابَ الـخُلًوْدِ
وَأَبْدَتْ حُرُوْفُ الحَنِيْن ِاعتِرَاضَاً---وَصَارَتْ خُطَـــاهَا تِجَاهَ الشُرُوْدِ
فَبَاتَتْ تُعَانِى غِيَــابَ الأحِبَّة---وَحُزْنَـاً تولَّـى قَوَافِـي القَصِيْدِ
وَأضْحَى الكَـلامُ وَحِيْدَاً حَزيْنَاً---كَطِفْل ٍ تَبَـاكَى بـرُكْــن ٍ بَعِيْدِ
تُفيضُ اللَيَالِى حَنِيْنَاً إلَيْهِم---فَتَروِى الدُمُوعُ اشْتِيَاقَ الوَرِيْدِ
قُلُـوبٌ تُنَادِي كَفَاكُم غِيَابَـاً---وَعُودُوا إلَيْنَـا بنَبْـضَ الوُجُوْدِ
وَدَارَتْ كُؤُوْسُ الفِرَاق ِالمَرِيْرَه---لِتَسْقِى القُلُــوبَ بِحُـزْن ٍشَـدِيْدِ
فَهَلْ مِنْ إيَـاب ٍيُزيْحُ الهُمُـوْمَ---وَيَشْفِى الجِــرَاحَ بقَلْـب ٍمَـريْضِ؟
فَكَمْ مِنْ فَصِيْح ٍ بِحُسْن ِالبَـلاغ ِ--أَعَـادَ الحَيَـــاةَ لِمَــاض ٍتَلِيْدِ
وَكَمْ مِنْ أَنِيْس ٍأَنَارَ العُقُـولَ---بِحَرف ٍ بَلِيْغ ٍ ؛ فَهَلْ مِنْ مَزيْدِ؟
فَلَيْتَ الزَمَانَ يُجِيْبُ النِّـدَاءَ---وَيُهْدِى الطَريْــقََ لِفِكْـر ٍشَـريْدِ
لِتَحْيَا طُيُـورُ الكَــلام ِتُغَنِّى---وَتَـروِى الأَمَـانِى زُهُورَ العَرُوضِ
************
>> تغمرنى السعادة لكونها أول قصيدة فصحى
.. كتبتها إشتياقاً لبعض الأحبة الغائبين ..
وأشكر الدكتور علاء لمساعدتى فى تنقيحها <<



رد مع اقتباس


