استاذي القدير .. سمير العمري
اعتذر بداية عن تأخري عن متابعة هذا الحوار الهام بينك وبين الأستاذ مهند .. والذى قرأته جيدا .. وأود أن اوضح عدة امور وملحوظات حول بعض ما جاء فيه :

أولا : كلمة ( جهالات ) ليست سبة ولا شتيمه ولا المقصود منها النيل من شخص الأستاذ مهند .. ولكنها وصف لحقيقة قائمة وماثلة أمامنا .. وهنا اقتبس من استاذي مهند هذا المعنى وهذه العبارة التى يقول فيها :




نحن لا نشتم وانا اتكلم عن نفسي شخصيا لم اشتم احد
وان قلت ان فلان جاهل فيكون لدي الدليل وهذا لا يعني اني اشتم بل اصف حالة واقعة



وكلمة جهالات .. هى كلمة متداولة بين العلماء فى وصف بعض الإفتراءات على الدين وعلى الحقيقة .. واذكر على سبيل المثال كتاب للشيخ الألباني بعنوان (( الرد على جهالات الدكتور البوطي )) .. ذلك لأن للإجتهاد كما لايخفى على سيادتكم شروط .. من تجاوزها دخل فى دائرة الإفتراء .. فليس كل اختلاف فى الدين معتبر شرعا .. وماتفضل وكتبه الأستاذ مهند .. لايدخل اطلاقا فى دائرة الإجتهاد بل هو افتراء وجهاله .. لأنه لم يعتمد على دليل شرعي ولا على مصدر تشريعي معتبر .

ثانيا : وقع الأستاذ مهند فى تناقض واضح حينما أنكر علي القول .. (( بكفر العلمانية )) فى الوقت الذى يصف فيه آراء القرضاوي بقوله : (( اوردت اراء القرضاوي والدليل على زندقتها بالنص الشرعي واسميها زندقة )) .. فهاهو يتهم آراء القرضاوي وليس القرضاوي نفسه .. وهى شىء جامد .. بالزندقة .

ولعلم الأستاذ مهند .. فإن قولي ( كفر العلمانية ) كان مقصودا ولم يأت بالمصادفة .. فهذا من باب حذف المضاف .. واجراء المضاف إليه محله .. مثل قول الله عزوجل : {{ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج }} .. أى سد يأجوج ومأجوج وقوله تعالي .. وقوله تعالى : {{ وإن الدين لواقع }} .. أى يوم الدين .. ويوجد فى القرآن الكريم اكثر من ألف موضوع حذف فيها المضاف وقام المضاف إليه مقامه .

ثالثا : ينفي الأستاذ مهند وجود مبدأ التكفير أو الردة من أساسه .. فى الوقت الذى يقوم فيه بتكفير عالم جليل كالشيخ القرضاوي .. بوصفه آراء الشيخ بالزندقة .


رابعا : يقول الأستاذ مهند :




أنا لا احكم على الاسلام من خلال المسلمين كما تقول ولا احكم على الفكرة من خلال حاملها
كل ما اريده هو محاولة تعريه الحقيقة, أحاول اسقاط الاقنعة عمن ينتسبون للفكرة وهم أول من يطعنها من الداخل
أحاول كشف ابو لؤلؤة المجوسي قبل أن يقتل الاسلام مرة اخرى




بصراحة أنا غير مقتنع بمصداقية الأستاذ مهند حول هذا الهدف النبيل .. كما أن سبيله لتحقيق هذا الهدق غير واضح ومتناقض .. ولو قال الأستاذ مهند أنه يريد أن يكشف تناقض هؤلاء الذين يعيشون بالعلمانية فى حياتهم وينكرونها على المنابر .. لكان المعنى مفهوما .. لكن أن يحاول الأستاذ مهند اقناعنا بأنه يريد كشف هؤلاء دفاعا عن الإسلام .. فهذا ما لا نفهمه ابدا .. لأن كلام الأستاذ مهند عن العلمانية يأتى دائما فى موضع الدفاع عنها وتبرئتها من تهمة الكقر والخروج عن الدين .. فلو كانت العلمانية على هذه الصورة المضيئة التى يصورها لنا الأستاذ مهند .. فمالذى يضير الأستاذ مهند من اولئك الذين يطبقونها فى حياتهم ثم يهاجمونها على المنابر ؟؟

ثم لماذا لايفترض الأستاذ مهند .. أن مايطبقه هؤلاء من امور .. هى فى الأساس من صميم ديننا وليست مستقاة بالضرورة من العلمانية .. فوجود اوجه شبه بين بعض المذاهب حتى المتناقضة منها أمر طبيعي .. فمايراه الأستاذ مهند من مظاهر علمانية فى حياة هؤلاء الناس الذين يلعنون العلمانية .. هى فى الحقيقة من تعاليم الإسلام .. وهم يطبقونها لأنها من صميم الفهم الإسلامي الصحيح .. وليست تطبيقا للعلمانية بالضرورة .. فعندما اعتقد أنه لاكهنوت فى الإسلام .. ثم أصعد على المنبر والعن العلمانية .. فليس ثمة تناقض .. رغم أن العلمانية ترفض الكهنوتية .. فتشابه رفض الإسلام للكهنوتية مع العلمانية .. لايعنى بالضرورة التطابق بينهما .. وكذلك الحال مع باقى المسائل .

اكتفي بهذا القدر آملا أن اكون قد نجحت فى توضيح رأيي

تحياتى