|
|
ليس الفخار فخار الطين والعمد |
ولا الثناء ثناء الأهل والولد |
ولا ينال العلا إلا طوالبـــــــه |
والعز سرٌ عطاء الواحد الأحد |
نلت الفخار جميعا والثنا جمــلا |
وطار ذكرك فوق البحر والنجد |
ما نال مجدك ارض لا ولا بشر |
ولا نجوم أو الأفلاك في سعد |
ادت اليك ولاء الفخر ماجحدت |
سواك ما لقيت اختا ولم تجد |
دمشق ما كنت جسما ينتهي أبدا |
قد كنت روحا سمت عن هالك الجسد |
أعيا الخلائق مكنون به عجـب |
عصى على خارق بالسحر والرصد |
حبل البقاء على الآباد منعقـــد |
ما فله مثقل الأحمال بالعقد |
وجه الحياة على اللأواء مبتسم |
رغم النوائب والاحداث والأمد |
يا نورة للتواريخ التي غبــرت |
وحاضر فيه كف بالعطاء ندي |
عبر القرون علامات العلا شمخت |
في راحتيك ولم تعيي ولم تئد |
من آل مروان انجاد على خطب |
قادوا الجيوش كطام البحر في الوهد |
شدوا كفاتا وقرن الأرض طائرهم |
أرحاء خندف أهل العزم والأود |
يزجي الوليد عظيم الزحف ذي لجب |
كما يمور ثقيل الغيم بالبرد |
ان دارت الريح غربا فالهطول بها |
أو شرقها ينظم البلدان في النضد |
بوابة الصين دقتها خيولــــهم |
والسند أفضت إليهم من ذرى الصغد |
والغرب مطوى جناحيهم لأندس |
والشرق أدى يمين البر والرشد |
حنت على خافقيها أم يعربـــها |
ما اذخرت عنهما شيئا من الرفد |
أعطت كراما ونالت منهم قربـا |
والقلب منفتح عاص على الوصد |
فأخرجت من كنوزٍ إرثها حقـــــــب |
أعمت بها أعين الحساد من حسد |
مناقبا من قديم الدهر تذخرهـــا |
ونائلا جاء مطروفا ومن تلد |
والياسمين روى في صمته قصصا |
عشق الثرى صامد رغما عن الفند |
أواصر ساء أهل الحقد موثقها |
غيظ الضباع طفا من ضيغم الأسد |
جاؤوا إليك ردى لكن على سفن |
من كل اخرق محجوب عن الرشد |
ألقى بهم مرمل الأيام في سنة |
كما أصاب الغبار العين بالرمد |
فلم تريمي وكنت الأم واقفـــــة |
ترد عن ولد بالزند والعضد |
تردي بمسبعة عند اللقا صـــدق |
من كل أروع بالإيمان متقد |
هبوا وزنكي يقيم الصف من عوج |
محمود يذكي شبوب الحرب في الرعُد |
عاف المنام واحيا الليل ساجده |
أمضى عرى العدل قبل الحرب والجلد |
في جحفل دار بالإفرنج دائــــرة |
شد الخناق بغير الحبل والمسد |
ضاقوا صعودا ونور الدين يرقبهم |
ابنا لأيوب يغفي الرمح في الجسد |
هم غابرون وأنت الدهر باقية |
مارابك الضنك عن وصل وعن حفد |
درس سهامَغوَليٌّ عن مواعظه |
بيبرس أعطاه ذكراها عن الشرد |
سهم النوائب ماض من كنانتها |
غربا على غاطس بالدرع والزرد |
يا جلق الشام ما الأضغان نائمة |
وكر الذئاب غفا يوما ولم يبد |
يا جلق الشام ما الأحزان واقفة |
لفي وشاح الضراب اليوم وانتضدي |
يا جلق الشام ما الأوجاع دائمة |
قد يدنف الكسر أياما ولم يزد |
ان فرق المفسدون اليوم وحدتنا |
على الخريطة هم يحصون بالعدد |
لابد يوما قطين الاهل مجتمـع |
أو يرعف السيف من اوداج مبتعد |
يا درة الشرق والانحاء اجمعها |
يا نبعة الحب في قلبي وفي كبدي |
ان كنت واحدة اوكنت في عدد |
ارض المكارم لاتنقاس بالبُرَد |