فَاعْجَبْ لَقَذّافِيِّ عَصْرِك

يَا شَعْبُ بِنْغَازِيِّ مَا المُخْتَارُ العَارُ أَمْ مَا سَنَّهُ المُخْتَارُ أَمْ أَنْتَ مَسْلُوبُ القَرَارِ مُسَيَّرٌ حَيْثُ الهَوَانُ, عَذِيرُكَ الإِجْبَارُ مَا ذَا بِقِي! اهْرِيقَتْ دِمَاؤُكَ فِي المَدَى وَتَلَهَّبَتْ فِي جَانِبَيْهِ النَّارُ مَا عَمَّرَ القَذَّافُ يَرْمِي مَا رَمَى إِلا وَطَاشَتْ دُونَهُ الأَحْجَارُ1 فَاعْجَبْ لَقَذَّافِيِّ عَصْرِكَ قَوْمُهُ مَرْمَى قَذَائِفِهِ وَهُنَّ شَرَارُ جَلَبَ القِتَالَ إِلَيْكَ وَالهَمَجَ التِي أَغْرَاهُمُ سِعْرٌ بِِهِ وِسُعَارُ جَابُوا المَدَائِنَ وَالسِّلاحُ دَلِيلُهُمْ الصُّبْحُ لَيْلٌ وَالمَسَاءُ نَهَارُ وَالطَّائِرَاتُ غَمَائِمٌ فِي جُوِّهَا قَصْفًا تَجُودُ رَصَاصُهَا أَمْطَارُ لَكِنَّمَا السَّيْفُ المَجَرَّدُ بِالفَلا أَمْضَى فَلَيْسَ سِوَى الإِبَاءِ خَيَارُ2 لَبَّى لَهُ الأَغْيَارُ تَقْتَحِمُ الوَغَى فِيهَا دُخَانُ القَاصِفَاتِ مَثَارُ ثَارُوا لِأخَلاقِ الرِّجَالِ وَلِلْعُلَا لَوْلا هُمَا لَولا هُمَا ما ثَارُوا فِي لِيبِيَا عُنْفٌ وَرَوْعٌ مُفْزِعٌ وَتَمَزُّقٌ وَتَأَزُّمٌ وَدَمَارُ الخَلْقُ فِي الأَصْقَاعِ تَرْقُبُ مَا تَرَى وَعَلَى وُجُوهِ القَادِرِينَ شَنَارُ صَمْتٌ فِإِنْ نَطَقُوا حَمِدْتَ سُكُوتَهمْ إِذْ لَيْسَ إِلا الشَّجْبُ وَالإِنْكَارُ وَإِذَا أَرَادُوا نُصْرَةً لِمُنَاهِضٍ جَاءَتْ نَسِيْجًا حَشْوُهُ اسْتِعْمَارُ أَ مُخَوِّفٌ بِالاحتْلالِ وَفِعْلُهُ أَنْكَى وَأَخْزَى وَالصَّنِيعَةُ عَارُ وَمُهَدِّدٌ بِالقَتْلِ بَعْدَ نَفَاذِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ مِنِ الدِّمَا آثَارُ نَكَبَ البِلادَ عَلَى العِبَادِ بِبَطْشِهِ يَا بِئْسَ ذَاكَ البَاطِشُ الجَبَّارُ أَفْعَالُهُ مِنْ قَبْلُ تَشْهَدُ أَنَّهُ عَاتٍ سَفِيهٌ طَائِشٌ مِهْذَارُ أَضَحَتْ طَرَابُلُسٌ تَئِنُّ أَنِينَهَا شَذَّتْ وَأَطْمَاعُ الذِّئَابِ حِصَارُ مُسْتَفْرِدٌ كُلٌّ وَكُلُّ خَاسِرٌ وَالرَّابِحُونَ الكُفْرُ وَالفُجَّارُ دُوَلٌ بِعَجْزِ المُسْلِمِينَ تَعَاظَمَتْ رُؤَسَاؤُهَا فِي العَالَمِينَ شِرَارُ فَرِّقْ تَسُدْ سَادُوا بِهَا فَانْظُرْ إِلَى أَقْطَارِنَا تَشْكُو لَكَ الأَقْطَارُ ائْسَفْ لِحَالِ المُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ فِرَقٌ لِكُلٍّ مَنْهَجٌ وَقَرَارُ لا بَأْسَ لَوْ مَلَكُوا زِمَامَ أُمُورِهِمْ بَعْضٌ لِبَعْضٍ حُرْمَةٌ وَجِوَارُ كَمْ فِتْنَةٍ فِي المُسْلِمِينَ مُقِيمَةٍ فِي شَأْنِهَا تَذَرُ الحَلِيمَ يَحَارُ تَدْعُو المَآذِنُ لِلْمَسَاجِدِ وَالذِي يُؤْتَى إِلَيْهِ مِنْ القُبُورِ مَزَارُ وَالآيُ يُتْلَى غَيْرَ أَنَّ جَوَارِحًا أَغْوَى بِهِنَّ الطَّبْلُ وَالمِزْمَارُ وَالبَيْعُ فِي عُرْفِ الوَرَى مِثْلُ الرِّبَا حَكَمَتْ بِذَاكَ مَصَارِفٌ وَتِجَارُ الدَّهْرُ لا يُعْفِيكَ مِنْ أَعْبَائِهِ حَتَّى تَعِيكَ الخَمْسَةُ الأَشْبَارُ فَاصْبِرْ جَمِيلاً فِي الشِّدَائِدِ وَالْتَمِسْ فَرَجَ الرَّؤوفِ تَسُرَّكَ الأَقْدَارُ وَالْبَسْ مِنَ الأَخْلاقِ أَحْسَنَهَا وَكُنْ عَطِرَ الفِعَالِ تَحُفَّكَ الأَخْيَارُ والْزَمْ صِرَاطَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ اسْتَقِمْ فَالخَيْرُ فِيمَا سَنَّهُ المُخْتَارُ

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1- القذّاف : مبالغة من القاذف وهو إشارة إلى كل آلة تقذف ومنها المنجنيق .
2- إشارة إلى بيت أحمد شوقي الشهير"يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا=يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ"في رثاء عمر المختار رحمهما الله .

أخي الشاعر/ بندر الصاعدي

وضعت أمامنا صورة مكبرة لما نحن فيه

معايشة صادقة للحظة ، و نبل متأصّل في هذا النص الكبير

من شاعر كبير...

متّعك الله بالعافية والسمو الدائم على هذا الأبداع.

تحياتي وتقديري.

قصيدة لها طرزها الموشّى باللغة الجزلة، و"البديع" البديع
هنا متعةُ الشّعر الشّعر، والبناء المحكم المهندّس بإتقان..
أبدعتَ، وأمتَعتَ، وحرّكت من فيضان شعركَ فيضَ شعورنا

ملحوظة: في البيت الأول كلمة شعب لعلّ من حقّها النّصب لا الرفع
على ما أظنّ.
ممتنّةٌ لهذا الألق أستاذ بندر الصاعدي

تقديري

أخي الشاعر/ بندر الصاعدي

أشعرت فأصلت وحملت على عاتقك الرسالة فكنت أمين سرها وحافظ عهدها

كان الله فى عون الأخوة الأحرار من حقبة الأشرار

ونسأل الله النصر والتمكين لهم على السراط والحق

تحيتي لك

تختال صعودًا في فضاء الإبداع الشاعري النبيل
لغة طيّعة وخيال رحيب واسع
بوركت مشاعرك الجميلة وغرضك الهادف
وصوتك الهادر الثائر
تحياتي شاعرنا المُجيد

دوحة وارفة الظلال لونها حس أصيل وسمى بغصونها نبض ثوري نبيل
فتصاعدت الحروف زئيرا وهدير

قصيدة متينة السبك حلوة الصورة وقوية العبارة
ونص حملنا معه عبر الأحداث نعيشها بصدق

دمت بألق

أخي هاشم الناشري
بارك الله فيك وحفظك
يذكرني الحال في ليبيا بقول شوقي :
ومعذرة اليراعة والقوافي =جلال الرزء عن وصف يدق
وهو يبكي دمشق إبان الغزو الفرنس .
ليبيا الآن فوق أوصاف الشعراء وأخباء النقلاء وأقوال الفصحاء , والسياسيون في العالم يلعبون ألاعيبهم بدماء الأبرياء , ولكن الله غالب على أمره وسيعلي عباده على الظالمين المحاربين لدينه وعباده ولو بعد حين .

دعاؤنا لإخواننا في ليبيا بالتمكين والنصر .
دمت بخير

الأخت وضحة غوانمة الكريمة
تحيتي
شكرا لك على فيض ثنائك , وسديد إشارتك النحوية فاللفظة منصوبة ولا ريب , والأخطاء الكتابية سائرة لامحالة والمراجعة تشق مع ضيق الوقت .
دمت بخير وعافية

أخي حازم البحيصي
تحيتي
نعم كان الله في عون الأحرار الأباة من إخواننا الليبيين وكفاهم شر الداخل والخارج , وأيدهم بتأيده الذي يمكنهم ويمكن لهم إعلاء كلمته وعز عباده .

تقديري وامتناني

كلمات حملت العبير والنقاء..
كسنبلة آثرت على العطاء..
حروف تعمقت..
وعبارات تألقت..
واحاسيس عبرت..
ومشاعر تكلمت..
وقلم كتب اجمل العبارات..

سيدى

دمت بهذا الجمال والتألق..
.


تقديرى

نور الجريوى