أسماء

ذاتَ يوم ٍ بعمانَ , وإذا بامـرأة ٍ تفيضُ كبرياءً تقتربُ منا فسألتنا ,هل نحنُ عــراقـيـونَ , وراحـتْ تحدثـُنا عن الوطن
معتقدة ً أننا عرفناها , وعندما سألـناها , تبينَ أنها من كرام ِ القـوم ِ قبل الاحتلال ِ فقالـت أنـا " أسـمـاء " ..

أســـمـــــاء


دَخـَــلـَـــتْ وقـــدْ لـَـــفَّ الـــمـــكـــان َ بـَـــهـَـــاءُ
وتـــلألأتْ مِـــنْ حـــــولـِــــنـــــا الأجــــــــواءُ
مُــذ ْ أقـْـبَــلـَـتْ شَــغـَــلَ الـحــضـورَ حـضـورُهـــا
بـعـــيــــونـِــهــــا تـَــتـَــزاحـَـــــمُ الأضـــــواءُ
فـَـدَنـَــتْ إلــــيـــنــا والـــســـؤال ُ يـَـــقـُـــودُهــــا
خـُــطـُـــواتـُـــهــــا قــدْ شـــلـَّــهـــا الإبــطــاءُ
وَقَـَــفـَــتْ وكـــفُّ الـصــمـــت ِ خـَـاط َ لـُهــاثـَـنــا
وفــضـــولـُـــنــــا ضــاقــــتْ بــه الأرجـــاءُ
ألـْــقـَــتْ تـَـحـــيـَّــتـَــهـــا فـَــــرَد َّ ذهــــولـُــنـــا
قــالـــتْ فـَــشـَــدَّ قـــلـــوبـَـــنـــا إصـــغــــاءُ
أنــتـــمْ عـــراقـــــيـُّــــونَ .. ؟ إنَّ مــســامــعــــي
قــدْ ســـاقــَـهـَـــا لـحــديــــثـِــكـُـــمْ إغــــــراءُ
هـــل كـُــنــتُ مُـخــطـــِئـَــة ً بــمــا يــنــتــابـُـنــي
فـَـلـَـطـَـالـَـمــا شـــابَ الـــهـــوى أخــــطـــــاءُ
قـُــلـْــنـــا أمــا تـُــوحـــي بــذاكَ وجـــــوهـُـــنـَـــا
لـلـحــــزن ِ فــي أحــــداقـِــــنـــــا أفــــــيـــــاءُ
مَــهــــمـــا تـَــفـَـــنـَّــنَ صــبــرُنـا وحــيــاؤنـــا
يـَـعـْــيـَـى بـإخـــفــــاء ِ الــهـــمـــوم ِ حـــيـــاءُ
راحـــتْ تـَــبَـــوحُ بــمــا تـَـضُـمُّ بـصــدرهــــا
مِـــنْ حـُــرقـــــة ٍ عـَــصـَــفـَــتْ بــهــا الأرزاءُ
قـالــتْ وكـــادَ الـحــــــزنُ يـَـذبـــحُ صــوتـَــهـــا
مـا لـلـــعـــــراق ِ يـــســـودُه ُ الـجُــــبـَـــنـَــاءُ ؟
مـاتـَـتْ أمـانـــيـــنــا و شُــــيـِّـــعَ حُـــلـــمُـــنـــا
مُــذ صــارَ يـَـمــلـكُ مـوطــنــي الـغـُـــرَبـَــاءُ
فـعــيــونُ بــغــــــدادَ الجــمــيـــلــة ُ كـَـحـّــَلـَــتْ
أهــــدابـَــــهـَـــــا الأوجــــــــاعُ و الأقـــــــذاءُ
والــذكــــريــــاتُ الــعـــذبـــة ُ الإطــــــراء ِ قـَـدْ
دُفــــِـنـَــتْ وغــــادرَ عــــذبـَــهــــا الإطـــــراءُ
حـتـى الـزهــــورُ تـغـــيـَّــرتْ فــي مـــوطـــنــي
جُــــثـَــــثٌ فــــلا لــــــــونٌ ولا أشـــــــــذاءُ
بـغـــدادُ تـَـدفـِــنُ فـي الـنـحـــيــب ِ صـبـاحَـهـَـا
ويـَـمُــوجُ فــي بـحــر ِ الشــقــاء ِ مــــســـاءُ
جـَـفـــّتْ مــن الـشَـجـَـن ِ الدفــيــن ِ دمـوعـُـنــا
فـــبـــكـــلّ بـــيــــتٍ تـــنــــزوي خــــنــــســـاءُ
وتــَوَسـَّـدتْ شـَـــوكَ الــفــــراق ِ جـُــنـُــوبـُـنــا
ضـاقــتْ بـوصــف ِ حـنــيــنـِـنــا الــشــعـــراءُ
ظــلـّـــتْ تـُحـَـدِّثـُـنـَـا و نـحــنُ بــصــمــتِـــنـــا
نـــُصـغــي كــــأنَّ حــديـــثـَــهــــا إغـــــــواءُ
طـــالَ الحــديـــثُ وضـــاقَ فـــيـــنــا صـبــرُنـا
مـَـنْ يـا تـــرى مَــنْ هـــذه ِ الـحـــســـنــــاءُ
وعـَــصَــرتُ ذاكـــرَة َ الــســنــيــنَ فــربـّـمــا
يـــجــلــو مــتــاهـــات ِ الـخـــيـــال ِ ضـــيـــاءُ
وغـَــدَتْ بـذاكـــرتـي الــرؤى بــزِحـــامِــهـــا
سُــحـُــبــاً يـــتـــيـــهُ بـفـــرزِهـا الإحـــصــاءُ
أبـَـتِ الــســنــونَ ولـم تـَــجـُـــدْ إلاّ كـَـمَـــا
جـــــادتْ بـــقـَـــطـْـــر ٍ صـــخــــرة ٌ صـــمـــاءُ
مـَـنْ أنـــت ِ قـــولـــي لا تــزيـــدي حــزنـَــنــا
فـالـــفـــكــــرُ أغـــلـــقَ بـــابـَـــهُ الإعــــيـــاءُ
سـَـكـَـتـَـتْ إذ الــقــــولُ الـصــريــحُ تـَـوجـُّـــعٌ
خـَــنـَـــقـَـــتْ صـــداهُ غـُـــصَّـــة ٌ خـــرســــاءُ
فـأنـا ابــنــة ُ الـكـُـرَمـَـــاء ِ لا تـَـســتـغــربــوا
وطــنـي الـعــــراقُ وأهـــلــي الـــنـــُجـَـــبـَـــاءُ
أهــلــي الـذيــنَ عـلـى الـمـدى بـــبـــيــوتـِهــم
ظـَــلـّــتْ تــجــيءُ مـخــاضَــهــا الـعـــلــيــاءُ
دارت بــنــا الأيـّــــــــامُ لـم تـَحــفـــظ ْ لــنـا
ودّاً قــَـــسـَــــتْ فــي لــــؤمـِـــهــــا الأرزاءُ
نـامــتْ عـلــى جــمـــر ٍ الـمـهــاجــر ِ أمّــتــي
لــو لا مـــواقــــفُ خـــطـّــهــــا الـــشـــرفــــاءُ
عـــمّـــانُ تـحــضُـــنُ بـالــوفـــاء ِ دمـوعَــنــا
ويـُــســـاق ُ مــنــهــا لـلــعــــــراق ِ وفــــــــاءُ
عـــــمـّــــانُ كـانـــتْ لـلــجــــراح ِ دواءَهـــا
إذ مـــا يـــعـِـــــزُّ عــلـــى الـــجــــــــراح ِ دواءُ
هــذي أنــا هــلْ تـَعـــرفــونَ حــقــيــقــتـي
يـــا ســــادتـــي لـَــنْ يـَــنـْــفـَــعَ الإخــــفــــاءُ
قـالـــتْ وظـــلُّ الـفــخـــر ِ يـَـنــســجُ قـولـَهــا
يـــا ســــادتــــي إنــِّـــي أنـــــا أســــــمــــــاءُ

الشاعر القدير محمد نصيف

لله درك شاعرا جعل النهى
في حيرة ويلفها الإصغاء

مودتي لك أستاذي القدير

قصيدة قصصيّة رائعة... يسيل شهد كلماتها وأن جُمع الرّحيق من حنظل الواقع

تظلّ الكلمة دمعة القلب التي ينزفها؛ ليتطهّر من أسى الزّمان وأوجاعه!

بوركت شاعرنا المكرّم ... وأعاد الله لأسماء، ولكلّ العراقيين سناء وطنها وعزّته...

تقديري وتحيّتي

قصيدة رائعة معبرة بديعة التصوير لشاعرٍ كبير
سعدت بذي الرياض فلا فض فوك أيها الشاعر
ليحم الله العراق الغالية وشعبها الأبي وسائر بلاد العرب والمسلمين
مودتي كما يليق بهذا الألق

نص يقطر أسى ولوعة
ولكنَّ الكبرياء يظل ملازمًا للشرفاء
بورك بهاء الحرف الندي
تحياتي شاعرنا

نص أوقفني حقا

نسأل الله النصر والتمكين للعراق الحبيب

شكرا لروحك الجميلة وشعرك الماتع

تحيتي لك

أتيتها مسرعة مع أني كنت أستمع إليها منذ قليل بصوت وإلقاء شاعرها المبدع وحضورة الرائع

وتعرف رأيي فيها تماما شاعرنا


أزاح الله عن العراق وأهله ما ابتلاهم به
ونصر الأحرار في كل الأرض العربية

تحيتي

الرائع

محمد نصيف

لا نمل الإستماع لها ولغيرها ...

متعة اإستماع تتجاوز متعة القراءة للنصوص الفاخرة

بصوت اصحابها كنت هنا رائعا متميزا كعادتك

هو العراق العظيم الذي سوف يبقى منارة رغم ما يعاني ..

شكرا ايها الحبيب

الأستاذ محمد نصيف
دام العراق
وليسقط أزلام الدبابات الأمريكية

تحية لهذا الشموخ العربي العراقي

وتحية نبض قلبك وفيض قلمك
وبوركت والوطن

الشاعر القدير محمد نصيف

لله درك شاعرا جعل النهى
في حيرة ويلفها الإصغاء

مودتي لك أستاذي القدير

***********************
الأخ الكريم د. مختار مكرم
لك مودتي واحترامي لما أطريت من جميل التعبير