تَأسَّفَ لكن حين عز التأسف *** وكَفْكَفَ دمعاً حيث لا عينَ تَذرفُ
وجاذبَ قلباً ليس يأوي لِمأْلَفٍ *** وعالج نفساً داؤها يتضعَّفُ
ورام سُكُوناً وهو في رجل طائر *** ونادى بأُنْسٍ والمنازل تقْنَفُ
أراقبُ قلبي مرةً بعد مرةٍ *** فأُلِفيه ذيَّاكَ الذي أنا أعرف
فإن حلَّت الضراءُ لم ينفعل لها *** وإن حلَّت السراء لايتكيَّفُ
تحدثني الآمالُ وهي كَذُوبةٌّ *** تبدِّل في تحديثها وتحرِّفُ
بأني في الدنيا أُقضي مآربي *** وبعد يحق الزهد لي والتَّقَشُّفُ
وتلك أمانٍ لاحقيقةَ عِنْدَها *** أفي فرق الضدين يُبْغَى التآلفُ
ألا إنها الأقْدارُ تُظْهِرُ سِرَّها *** إذا ما وفى المقدورُما الرأي مخْلِفُ
أيا رب إن القلبَ طاش بما جرى *** به قلم الأقْدارِ والقلْبُ يَرْجُفُ
وفي الكون من سِرِّ الوجودِ عجائبٌ *** أطلَّ عليها العارفونَ وأشْرَفوا
فليس لنا إلا نحطُّ رقابَنا *** بأبوابِ الاسْتِسْلام واللهُ يلْطُفُ
فهذا سبيلٌ ليس للعبد غيرُهُ *** وإلا فماذا يَسْتطيعُ المكَلَّف ؟!
انتقاء طيب أخي الفاضل وفرصة رائعة أن أتحت لي فرصة البحث والحصول على كتاب ( الديباج المذهب )
للإمام القاضي ابراهيم بن نور الدين ( ابن فرحون )
تحاياي