مِنْ وَحْيِ عَيْنَيْكِ يا جانا ها هنا والليلُ ساجٍ والغديرْ
طائرُ الشعرِ ويتلو ساحِراً قِصصَ الحُبِّ وألحانَ السُّرورْ
ها هنا ألمَحُ في قلبِ الدُّجى من بعيدٍ هيْكلَ الحُبِّ المُنيرْ
وَأرى رُسْلَ الهوى من حَولِهِ تحملُ الوردَ وَتَسْري في حُبورْ
ها هنا كَأسِيَ طَفْحى بالمُنى فَتَعاليْ نحتسيها وَنَطيرْ
في فَضاءِ الكونِ ما إنْ نَنْثَني أبَداً حتى يُغَشّينا النُشورْ
وَتَعاليْ يا مَلاكي مِثْلَما زَهْرَةٍ تَعْبَقُ لُطْفاً وَعَبيرْ
إنّني مِنْ وَحْيِ عَينيكِ أرى كلَّ ما في الكونِ جَذّاباً مُثيرْ
إنّني من لُطْفِ خَدَّيكِ أرى كلَّ شَيءٍ ناعِماً حتى الصُّخورْ
إنّني من صَوتِكِ العَذْبِ أرى كلَّ ما حَوْلِيَ يَدْوي بالشُّعورْ
إنّني من حُبُّكِ الجَمِّ أرى كلَّ حُبٍّ غَيرِهِ وَهْماً وَزورْ
هاهنا أطْمَحُ يا مَعْبودَتي لِلأماني بينَ عَينيكِ تَدورْ
فَهُما مَصْدَرُ وَحْيٍ وَصَدىً لِلَّذي يحيا بقلبي والضَّميرْ
فَدَعيني لَهُما لوْلاهُما ما عَرَفْتُ الحُبَّ في سِفْرِ الدُّهُورْ




رد مع اقتباس
