ما إن أسلمت يديها للريح حتى إنغمس الخنجر في عمق الصدر
واختنقت الآهات وانتشى العذاب وتلذذ!!
ه ن ا
ما إن أسلمت يديها للريح حتى إنغمس الخنجر في عمق الصدر
واختنقت الآهات وانتشى العذاب وتلذذ!!
ه ن ا
نتلذذ في الموت ... فقط ... عندما نحمل ثمن الموت شعورًا أجمل من إحساسنا بالحياة .. وهو أمر نادر الوقوع ..
اللذة تسرقنا من أنفسنا .. فنتذوق الموت .. في ختام المشهد.
ثمة فارق بين الولاء للختام والهروب من النهايات !!
/
نص غامض .
الإنسان : موقف
جميع الكائنات تقتل لأنّها مضطرّة لذلك لتأمين طعامها والبقاء على قيد الحياة
البشر هم فقط من يقتلون لمآرب أخرى
قد يكون الاستمتاع بالدّماء أحد هذه المآرب عند بعض المرضى
فليعافنا الله منها
ومضة مثيرة
مودّتي
الأخت المبدعة المتألقة .. هنـــا محمد .. تحية طيبة ..
ما أن أسلمت يديها للريح / ليس هناك فارق بين زمن التسليم وانغماس الخنجر ، فالفعل / أسلم / يدل على الدفع والعطاء ، على الإذعان والرضا ، أسلمت يديها عن رغبة وطواعية ، وعن وعي وإدراك ، لكن هذا التسليم فيه مغامرة وتحد مع أنها تعرف أن الريح غير مضمونة الاستقرار ، ريح قد تجرها إلى متاهات غامضة ومجهولة ...
بطلة وثقت بالريح التي لا تستقر على حال واحدة .. فهي لم تقدر قوتها ، ولم تتأكد من الجهة التي سوف تحملها إليها ، ولم تتيقن جيداً هل سوف تجد السعادة أم الشقاء ..
بطلة خابت في مسعاها فسقطت في موت محقق ،طعنة في الصدر .. فمن الطبيعي أن تختنق الآهات قبل الموت ، وأن يستيقظ الانتشاء بعد الموت .. لكن بين الاختناق والانتشاء كان العذاب يحتسي نشوته على مهل ..
للنص رمزية عالية ، ودلالات منطوية تحت الكلمات ، بل هناك نص خفي يوازي هذا النص الظاهر ، أي هناك بنية سطحية للنص تتمثل في الإيحاء والرمزية والتلميح الخفي .. وبنية أخرى عميقة تنام بين جغرافية النص ، ولهذا يمكن القول أن البطلة غامرت لما اقترنت بمخادع ، وثقت فيه فوهبت كل ما تملكه من شرف وكرامة .. لكنه غدر بها وتخلى عنها بعد ما حقق شبعه منها ، وما موتها إلا موت معنوي ،إنه الموت البطيء ، وهو أصعب من الموت السريع ، موت يتجلى في الندم ومراجعة النفس ، والإكثار من لوم النفس وعتابها ، فأظلمت الدنيا في وجهها ،فتوهمت أن خنجراً حاداً ينغرز في صدرها ،
بفنية أدبية متميزة اعتمدت الساردة على الإشارات اللغوية الملمحة لحدث سري وقع للبطلة ، ولا يستبعد أن يكون متعلقاً بشرفها وكرامتها ،كأن البطل غرر بها حتى سقطت في الشرك الذي بناه لها / العذاب / الذي رمزت به إلى ذئب تخفى تحت سوءته منتشياً بما حققه منها ..
ومضة جميلة ، صيغت بدقة لغوية رشيقة وشيقة ، فالومضة / القصة لم تبح بكل شيء بل تركت مجالا واسعاً للتأويل والاستنباط والاستنتاج في محاولة منها إشراك القارئ في الحدث ليحدد موقفه ..
جميل ما كتبت وأبدعت .. هي قراءة ذاتية تنطلق من دلالات النص ومؤشراته اللغوية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
ومضة رائعة بتكثيفها ولغتها
وليس لي مزيد قول بعد ما تفضل به الأساتذة من تشريح للنص وتحليله ..
دمت بخير مبدعة متألقة
وتحاياي ..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
الأخت الفاضلة الأديبة هناء محمد
قرأت بشكل مختلف , وقد أعجبت جدا بقراءة الأديب الأستاذ الفرحان بوعزة , فقد لامس عوالم حسية ونفسية
لافتة , حتى إنه كاد أن يغريني بإعادة قراءتي للومضة بشكل يخالف قراءتي لها .
تقبلي تقديري وإعجابي
د. محمد حسن السمان