في موضوع رائع للأستاذ بهجت الرشيد قرأت فقرات أحببت أن أنسخها هنا
تذكرون تلك المظاهرات الحاشدة والاستياء العارم والرفض الكبير لذلك الفلم المسيء للحبيب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وتطور الأحداث حينها ووصولها إلى قتل السفير الأمريكي في ليبيا ، وتداعيات أخرى تابعناها في وقتها ، وكانت القنوات الفضائية تملأ الفضاء بأخبار الإساءة والمواقع الالكترونية تكتب وصفحات الفيسبوك تنشر العشرات من المواضيع والتعليقات واللوحات والحملات المليونية لنصرة الحبيب والصلاة والسلام عليه .. ثم بعد ذلك بفترة وجيزة ما الذي حدث ؟
هل حُلت إشكالية تمثيل الصحابة ؟
هل حُلت إشكالية الإساءات المتكررة لديننا ونبينا ؟
أين العلماء والمفكرون والكتاب وأين متابعاتهم لتلكم المواضيع والأحداث حتى بعد انتهائها من الناحية الشعبية ؟
أترى استطعنا أن نحلّ تلك الإشكاليات حقاً ؟
بالطبع كلا ..
ففي رمضان القادم سوف يثار الجدل ثانية حول تمثيل الصحابة ، عندما يُعلن عن مسلسل يتناول حياة ( الصديق ) مثلاً ..
وسوف نرى ثانية حشوداً غاضبة تسير في الشوارع وتتجه نحو السفارات والقنصليات الأمريكية أو الروسية أو الفرنسية لا فرق لإدانة إساءة أخرى ، ولا نعرف نصيب من سيكون القتل هذه المرة ..
وتتطاير الفتاوى والاتهامات وحملات النصرة وبيان كيفية النصرة .. وهكذا .. إلى أن يهدأ الغضب الآني وتخبو العاطفة الجياشة بانتظار إساءة أخرى ..
ما المشكلة ؟
المشكلة هي أننا لا نتحرك وفق خطط وتدابير إستراتيجية .. المشكلة هي إننا قوم تغلبنا العاطفة غير المتعقلة والعقلانية غير العاطفية ، فتأتي سلوكياتنا أشد ما تكون العاطفية من جهة ناس ، وأشد ما تكون العقلانية ( غير العاقلة ) من جهة ناس آخرين ..
إننا نثور وقت ما يراد أن نثور ، ونهدأ وقت ما يراد منا أن نهدأ .. وسلوكياتنا باتت ( ردود أفعال ) لا ( أفعال ) ، وتلك صفة المنهزم !
بينما الآخرين يسيرون وفق خطط مرسومة ومناهج محددة ، تحتويها المؤسسات والهيئات والدوائر الحكومية وغيرها ..