ولدي
كانت هنا
ياايتها المدينة
الفاجرة.. المجنونة
امس جاء ت مبتسمة
وجهها يقطر حزنا وطفولة
رغبة ما ... مجنونة
امتزجت بدفء..باحلام مسائية
حولتها عذابات القدر الى رقة وانوثة
قالت لي :
ياولدا لم الده
حان الفراق...و..
أ ليس غريبا ان ترحل اخر غيمة
كانت يمكن ان ننهل منها المطر
في وقت تسير بك امانيك القاتلة
الى نهاية غير مرضية
حان الفراق..و..انت تسير بنشوة
الى امانيك..وانا...
منفية انا فلاتدعني اتيه..
في غاباتك اللامنتهية
اجراس موتي اصبحت
منذ امد ترعش الرنين في عروقي التائهة
وكأنني ابداً ابدأ في الامس
واجد صوتك الندي ينبئني اني ... أموت
ولاملاذ من نبوءاتك
فكأنك القدر ولا سواك
انني ياولدا لم الده..
متعبة..فاسترحمك ان لاتدعني وحيدة
في مدينة تلد الاحياء في صمت
وتدفنهم....بلاصمت..!
كنت قبلك لااملك سوى نافذة
صغيرة وشرفة بلهاء
لاتسع لسواي..
لكني عندما ايقنت وجودك
هجرت نافذتي تلك وشرفتي
ولجأت الى نافذة..
في سمائك مبتلة بدموعي
كنت كلما ابتعدت عني
اعانقها بدفء حناني
راجية...ناجية..
ان تبصرني عيناك الماطرة..
وكنت اضحك ساخرة
لا..لان جراحي قد تجف ببعدك
انما من الخوف ان لاتبصر ... عيناي وجهك..
وكنت اسمع همسك
واشعر بغربتك
فانت ياوحيدي لاتعرف ذاتك
الا وانت بين احضان السفر والغربة
ولاتدمي جراحك ..
سوى بمسح جراحات مدينة
قدر لها الموت في الشوارع
والعقم في المزارع
والفزع في المضاجع
وكأنها تصيح بالاله
اقدر ان نلقى ما لانبغيه
ولانلقى ابدا ما نبغيه..؟
اه يا ولدا لم الده..
لو تعلم ماذا يفعل بي وجهك الحزين
الذي ادركني صغيرا
وعاش فيّ يافعا
وامتلكني متمردا
وهجرته انا وهو... للموت سائر..
لاتلمني ياولدي ..لاتلمني
انها هكذا الاقدار..
أ لست انت من قلت ... انها لاتاتي جملة وتفصيلا
لذا تحمل رغبتي الاخيرة
ولاتنسى قبلك ماكان ..
للعالم ان يكون اوسع مما كان
ومعك صار على الاقل .... في احلامي
اوسع مما كان..
انني ياولدا لم الده..
ابحث الان عن شيء عساه ينقذني من هذا التيه
ولسعات الرحيل..
وانت ياروحي الضمأن اليه
وحدك من يمكن ان القاه
ليس لي سواك الجأ اليه
لكن اين انت الان مني..
فقد هجرتك مرغمة..
متعبة انا..منفية انا..فلاتدعني اغرق وحيدة في عالم كنت اظنه
لامرئيا..خيالا..حدائق وزهور
وعندما دخلته من بابك
كانت الحقيقة غير ماظننت..!
فياولدا ..لم الده..
اني اتسائل...
هل يمكن للحقيقة ان تدفن
الخيال والروح في اعماقي..
حتى اصيح انا بالاله..عد..بي..
فخبز الحقيقة لم يكن الا سما..؟



رد مع اقتباس