صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: دانتيـــــــــــــــلا

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07
    من مواضيعي

      افتراضي دانتيـــــــــــــــلا



      دانتيـــــــــــــــلا



      كان يوم إجازة لها وسط دولاب العمل ، فرأت أن تنتهز الفرصة لتسترخى فى سريرها . لاتطبخ ، لا تغسل ، لا تنفض السجاد . .يوم من الأيام القليلة التى تمنح جسدها المتعب فرصة الراحة ، والخمول اللذيذ .
      إستلقت تتمرغ على سريرها العريض بلون " الماهوجنى " المحبب إلى قلبها ، والذى يذكرها بأعماق القارة الأفريقية . هى لاتريد أن تتذكر أى شىء . كل ما يهمها أن تعيش فى فضاء كونى بلا حدود . ليست مستعدة للحديث مع أى كائن يعكر عليها صفو وحدتها . لذلك قررت أن تعيش اليوم فى عزلة ، وتستمتع بوحدتها كأنها تعود إلى رحم الأم ، حيث السكينة والهدوء .
      لو رن جرس التليفون فلن تتحرك . ولماذا التليفون أيضا ؟ ستقطع كل صلة لها بالعالم الخارجى . لن تفتح لبائع اللبن الكهل حتى لو ظل يطرق الباب بقبضة يده ، ولن تطل من الشرفة لتتفقد نباتاتها الخضراء فى الأصص الصغيرة . فقط ستهب الآن لتسدل الستائر على النوافذ . مهمة لن تستغرق سوى لحظات .
      فى طريقها لتسدل الستائر الفستقية واجهها بصورته . كان يرنو إليها بهدوء محبب تعرفه . نظرته الواثقة تسمرت فى عينيها الواسعتين العسليتين ، فمدت يدها ومسحت الزجاج ، لاحظت بعض الغبار الخفيف ، فشعرت بالحرج .
      مدت يدها لتنتزع الصورة بإطارها الذهبى المموج . عادت إلى السرير الذى كان يقاسمها إياه قبل سفره إلى الخارج منذ عام كامل وبضعة شهور . بهتت وهى تشعر بدموعها تنحدر دون إرادة منها ، ثم وهى تحدثه عن العصر الجليدى الذى غزا قلبها منذ ودعته فى المطار .
      سمعت ضحكته المجلجلة ترن فى أرجاء الغرفة ، وصوته الأجش الخشن الذى يمكنها أن تميزه من ألف صوت يواسيها . هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة ، بل سبقها ليشغل مقعده ، وقد رأت ان تتبعه ، و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة !


      * القصة من مجموعة " احتمالات الحب " .

    • #2
      الصورة الرمزية د. سلطان الحريري
      أديب
      تاريخ التسجيل : Aug 2003
      الدولة : الكويت
      العمر : 60
      المشاركات : 2,954
      المواضيع : 132
      الردود : 2954
      المعدل اليومي : 0.36
      من مواضيعي

        افتراضي

        الحبيب سمير الفيل:
        ثمة حرائق كافية لإشعال أيامنا ، والذين اشتعلت ايامهم لا يمكن أن تجعلها الدعة والسكينة تخبو..
        ما أحوجنا ونحن نبحث عن موطئ أمان في عالمنا المغترب إلى جدران أكثر أمانا ، وستائر لا تحجب عنا ظل من غاب.
        هكذا قرأت بطلتك ..
        فشكرا لأنك منحتني جرعة جمال هذا الصباح
        نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

      • #3
        الصورة الرمزية منى محمود حسان
        قلم فعال
        تاريخ التسجيل : Mar 2006
        المشاركات : 1,584
        المواضيع : 163
        الردود : 1584
        المعدل اليومي : 0.22
        من مواضيعي

          افتراضي

          [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]


          أستاذى المبدع سمير الفيل

          هل بطلة قصتك تحلم بالحلم الآمن أم السكينة أم الوداع

          ستائر تضمها أم جدران تحتويها

          رائع ما دونت أستاذى الكريم

          [/grade][/glint]
          نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

        • #4
          الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان
          شاعر وناقد
          تاريخ التسجيل : Aug 2005
          المشاركات : 4,320
          المواضيع : 59
          الردود : 4320
          المعدل اليومي : 0.58
          من مواضيعي

            افتراضي

            سلام الـلـه عليكم
            الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ سمير الفيل

            لوحة ادبية وجدانية , نسجت على شكل قصة قصيرة , استخدم فيها الاديب القاص سمير الفيل , توظيف الفكرة الذكية , والاسلوب البسيط الشيّق , والحرفية في استخدام المفردات , وسبك هذه المفردات في صور جمالية , تنبض بخفقات وجدانية ورؤى فكرية غير معقدة , تنتابها تداعيات سريعة مركّزة , تخدم مسار الفكرة المحورية , وقد اعجبت بالكيفية التي لمس فيها الاديب , مسالة معاناة الزوجة من غياب الزوج , دون الدخول في مبررات الغياب , ثم التغلب القوي على حالة المعاناة , عندما تألق في قفلة القصة :
            هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة ، بل سبقها ليشغل مقعده ، وقد رأت ان تتبعه ، و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة !

            اخوكم
            السمان

          • #5
            قلم فعال
            تاريخ التسجيل : Dec 2005
            المشاركات : 2,363
            المواضيع : 139
            الردود : 2363
            المعدل اليومي : 0.33
            من مواضيعي

              افتراضي

              السلام عليكم

              الأديب والقاص الفاضل / سمير الفيل

              " دانتيــــلا " واحتمال جديد !

              الأسم يوحى بوهن حالة البطلة ورقته ، ( انثى لوحدها بقى ) واحتمالات تمزق هذه الدانتيلا التى تعبر عن حياة على وشك التمزق لولا الثبات !
              هكذا قرأت العنوان بعد قراء النص مرتين !

              قصة جميلة عبرت بواقعية عن مأساة الزوجة التى يتركها زوجها بحثا عن الرزق ..اما تستسلم للأحساس بالخوف او عدم الامان او تثبت وتساير الحياة وتواجه الشعور باليأس !

              دانتيلا هل هو اسمها او حالتها ؟

              البطلة ربما شعرت بالحزن والانعزالية والخوف من المجهول بعد سفر زوجها وهذا كان واضحا فى قولك " وتستمتع بوحدتها كأنها تعود إلى رحم الأم ، حيث السكينة والهدوء ." وهل سيجد الفرد مكانا اكثرا امنا واستفرار من رحم الأم ؟ رااائع هذا التعبير .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
              فى لحطات الضعف التى يشعر فيها الفرد بالخوف يتذكر حينما كان فى رحم امه حيث الامان عندما كان كل شىء مهىء له من المسكن والمأكل والحنان ! ولا داعى للقلق !

              ثم لا تلبث ان تستنهض همتها لتطرد الخوف واليأس بعدما لمحت صورته فقررت خلع لباس الرعب ومواجهة الحياة.. فخلقت جو خيالى واحلام استجلبت فيها وجوده بجوارها - ففتحت النوافذ وعاشت الدور وكانه معها واعدت له القهوة!

              الخيال بالتواجد مع من نشعر معهم بالامان وان لم يكن على ارض الواقع - فتنهض ارواحنا ونشعر بالراحة النفسية .. وهذا العمل فى حد ذاته اخرجها من الحالة النفسية السيئة التى نعيشها الى حالتها الطبيعية ، فاستطاعت مواجهة الخوف والثبات !

              شكرا ك - هذا لأحتمال وارد و واقعى - ضغوط الحياة وترك الزوجة للمجهول !

              فى كل احتمال ارى طريقة مختلفة لنهاية جديدة !

              شكرا لك وانتظر الباقيين .. اريد ان اعرف اين المنتهى بقى !

              تحيات متابعة

            • #6
              الصورة الرمزية خليل حلاوجي
              مفكر أديب
              تاريخ التسجيل : Jul 2005
              الدولة : نبض الكون
              العمر : 58
              المشاركات : 12,624
              المواضيع : 378
              الردود : 12624
              المعدل اليومي : 1.70
              من مواضيعي

                افتراضي

                أستاذ سمير

                يكفيها

                أنها واثقة من عودته

                فمابال الذين .... هو واثقون

                من أن الذين رحلوا .... ليسوا بعائدين ؟

                كيف ستكون نوافذهم ؟
                الإنسان : موقف

              • #7
                قلم نشيط
                تاريخ التسجيل : Sep 2004
                الدولة : أرض السرد
                المشاركات : 508
                المواضيع : 62
                الردود : 508
                المعدل اليومي : 0.07
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سلطان الحريري
                  الحبيب سمير الفيل:
                  ثمة حرائق كافية لإشعال أيامنا ، والذين اشتعلت ايامهم لا يمكن أن تجعلها الدعة والسكينة تخبو..
                  ما أحوجنا ونحن نبحث عن موطئ أمان في عالمنا المغترب إلى جدران أكثر أمانا ، وستائر لا تحجب عنا ظل من غاب.
                  هكذا قرأت بطلتك ..
                  فشكرا لأنك منحتني جرعة جمال هذا الصباح
                  د. سلطان الحريري

                  الاغتراب والشعور بالوحدة هو مأزق أناس كثيرين أعرفهم.
                  لذا كانت هذه اللوحة الإنسانية الصامتة.
                  بما فيها من شحنة شجن خفي ..
                  تقبل تحياتي .

                • #8
                  قلم نشيط
                  تاريخ التسجيل : Sep 2004
                  الدولة : أرض السرد
                  المشاركات : 508
                  المواضيع : 62
                  الردود : 508
                  المعدل اليومي : 0.07
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى محمود حسان
                    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]



                    هل بطلة قصتك تحلم بالحلم الآمن أم السكينة أم الوداع

                    ستائر تضمها أم جدران تحتويها

                    رائع ما دونت أستاذى الكريم

                    [/grade][/glint]
                    منى محمود حسان

                    يبدو أن المراة تحلم بجلسة صفاء مع نصفها الاخر.
                    المسافر إلى البعيد كي يحصل على مال.
                    الشعور بالوحدة يردها بقوة إلى وجوده فيما مضى .
                    انفلات من اسر الوحدة
                    بخيال يستدعي الماضي ,
                    يبدو هذا ..
                    أشكر حضورك البهي .

                  • #9
                    قلم نشيط
                    تاريخ التسجيل : Sep 2004
                    الدولة : أرض السرد
                    المشاركات : 508
                    المواضيع : 62
                    الردود : 508
                    المعدل اليومي : 0.07
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان



                      لوحة ادبية وجدانية , نسجت على شكل قصة قصيرة , استخدم فيها الاديب القاص سمير الفيل , توظيف الفكرة الذكية , والاسلوب البسيط الشيّق , والحرفية في استخدام المفردات , وسبك هذه المفردات في صور جمالية , تنبض بخفقات وجدانية ورؤى فكرية غير معقدة , تنتابها تداعيات سريعة مركّزة , تخدم مسار الفكرة المحورية , وقد اعجبت بالكيفية التي لمس فيها الاديب , مسالة معاناة الزوجة من غياب الزوج , دون الدخول في مبررات الغياب , ثم التغلب القوي على حالة المعاناة , عندما تألق في قفلة القصة :
                      هى متأكدة أنه استدار بوجهه نحو الشرفة ، بل سبقها ليشغل مقعده ، وقد رأت ان تتبعه ، و تفتح النوافذ ثانية ؛ فهو يحب صخب الشوارع ، نداءات الباعة ، ضجيج أطفال المدارس ، قامت وأعدت فنجالين من القهوة التركى العتيقة !

                      د. محمد حسن السمان..

                      أسعد كثيرا بتلك اللمحات النقدية الموفقة . أشعر معها ان الخطاب السردي قد نجح في الوصول إلى المتلقي .
                      الغياب لا يكون ماديا فقط بل معنويا أيضا فتشعر المرأة بخواء مقيم، ووحدة مفزعة.
                      ويكون استدعاء الزوج كاحتمال تخييلي لفكرة الحب الكامنة في القلوب.

                      أحييك على هذه القراءة الجميلة.

                    • #10
                      قلم نشيط
                      تاريخ التسجيل : Sep 2004
                      الدولة : أرض السرد
                      المشاركات : 508
                      المواضيع : 62
                      الردود : 508
                      المعدل اليومي : 0.07
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيبة بنت كعب



                        " دانتيــــلا " واحتمال جديد !

                        الأسم يوحى بوهن حالة البطلة ورقته ، ( انثى لوحدها بقى ) واحتمالات تمزق هذه الدانتيلا التى تعبر عن حياة على وشك التمزق لولا الثبات !
                        هكذا قرأت العنوان بعد قراء النص مرتين !

                        قصة جميلة عبرت بواقعية عن مأساة الزوجة التى يتركها زوجها بحثا عن الرزق ..اما تستسلم للأحساس بالخوف او عدم الامان او تثبت وتساير الحياة وتواجه الشعور باليأس !

                        دانتيلا هل هو اسمها او حالتها ؟

                        البطلة ربما شعرت بالحزن والانعزالية والخوف من المجهول بعد سفر زوجها وهذا كان واضحا فى قولك " وتستمتع بوحدتها كأنها تعود إلى رحم الأم ، حيث السكينة والهدوء ." وهل سيجد الفرد مكانا اكثرا امنا واستفرار من رحم الأم ؟ رااائع هذا التعبير .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
                        فى لحطات الضعف التى يشعر فيها الفرد بالخوف يتذكر حينما كان فى رحم امه حيث الامان عندما كان كل شىء مهىء له من المسكن والمأكل والحنان ! ولا داعى للقلق !

                        ثم لا تلبث ان تستنهض همتها لتطرد الخوف واليأس بعدما لمحت صورته فقررت خلع لباس الرعب ومواجهة الحياة.. فخلقت جو خيالى واحلام استجلبت فيها وجوده بجوارها - ففتحت النوافذ وعاشت الدور وكانه معها واعدت له القهوة!

                        الخيال بالتواجد مع من نشعر معهم بالامان وان لم يكن على ارض الواقع - فتنهض ارواحنا ونشعر بالراحة النفسية .. وهذا العمل فى حد ذاته اخرجها من الحالة النفسية السيئة التى نعيشها الى حالتها الطبيعية ، فاستطاعت مواجهة الخوف والثبات !

                        شكرا ك - هذا لأحتمال وارد و واقعى - ضغوط الحياة وترك الزوجة للمجهول !

                        فى كل احتمال ارى طريقة مختلفة لنهاية جديدة !

                        شكرا لك وانتظر الباقيين .. اريد ان اعرف اين المنتهى بقى !

                        نسيبة بنت كعب

                        " دانتيلا " هوتعبير عن مشاعرها الرقيقة التي تعبر بها عن لحظات الافتقاد المشحونة بالرومانسية. السفر جاء من أجل حياة قادمة اكثر أمنا غير ان واقع الحال يقول أننا نبيع يومنا مقابل مستقبل في علم الغيب .
                        الوحشة والفراغ والقهر مشاعر تحيط بالبطلة.وتتنازعها في قسوة بالغة .
                        لا ينقذها إلا هذا التخييل البديع حين تسترد زوجها ولو للحظات في حلم من احلام اليقظة.
                        كعادتك ، قدمت قراءة اكثر من ممتازة . وكما ترين ليست كل الاحتمالات محزنة فهناك دائما ضوء قادم من بعيد.

                        ألف ألف شكر.

                      صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة