لن يحجب الغيمُ ضوءَ الشمس عن بصري ولن يعوق اعوجاجُ الدرب لـي سفـري
ولن يزيـح دخـانُ الخـوف لـي أمـلا أقوى من السيـل والإعصـار والمطـر
ففـي حمـى الله تمضـي بـي معـززةً قوافـلٌ قـد حـداهـا الــود للبـشـر
ومـن يـد الله تمضـي بـي مسيرتهـا أبيـةَ الخطـو لا تلـوي علـى حــذر
وحـولـهـا ثـقــة بالله نـاشــرة ٌ ظـلَّ الأمـان مـن الأهـوال والخطـر
وفوقهـا يتغـنـى الطـيـر مبتهـجـا يشدو بحمدك - ياربـاه - فـي السحـر
يصغي إليها الفضـاء الرحـب مغتبطـا ويقتفيهـا حفيـف الـروض والشـجـر
إن غمغـم الخـوف فيهـا رده طـمـع في رحمـة الله ترخـي أطهـر الستـر
وإن رنا الغدر يومـا صـوب رحلتهـا أهـدى الوفـاء إليهـا طيـب الثـمـر
سكبت دمعي ودادا ؛ ليـس عـن ضعـة ولا تـجـرع ذل شِـيـبَ بـالـخـدر
ودمـمـتـه شـرايـيـن يمـزقـهـا تحير الفكـر فـي سمـع وفـي بصـر
كأننـي آهــة حـيـرى يحاصـرهـا تيه شقـيُّ الخطـى يمشـي بـلا أثـر
أو رعشـة بعثرتهـا ظلمـة غـرقـت فيها الرؤى وهـي ترنـو بسمـة القمـر
فياطريـق الرضـا أشفـق علـى قـدم أدمى خطاها تداعي الشوك فـي الحفـر
ويا ضيـاء الهـدى امـلأ بالسنـا أفقـا محجوبـةً شمسُـه بـالإفـك والغـيـر
وياإلهي – وما فـي العمـر مـن سنـد سواك – طهر طريقي مـن أذى البشـر
وامنـح فـؤادي يقينـا منـك يعتقـنـي من ربقة الشر يرمـي محـرق الشـرر
وكـن معينـي علـى نفسـي ؛ أجنبهـا بالنـور منـك سبيـل الزيـغ والبطـر
فوضت أمـري إلـى الرحمـن ملتجئـا إلـى مليـك عظيـم الفضـل مقـتـدر













