علي بابا والاربعين سياسي

علي بابا والأربعين سياسي
يقول خبراء علم ( الحواسملوجي) في دراسة رصينة نشرت حديثا ان هناك خطأً شائعا بين العوام حول شخصية (علي بابا ) طيب الذكر ! تلك الشخصية البغدادية الاسطورية الشهيرة ، اذ شاع بين الناس ان يَصفوا المتجاوزين على الاموال العامة بلفظة (علي بابا) وراينا ذلك يفشو بينهم في اعقاب دخول قوات (الاحتلاف) ــ الاحتلال او الائتلاف حسب رغبة القايء اعزه الله ــ !!
ونظرا للظروف المعولمة التي تمر بها البلاد فقد تعلم ابناء العم سام من عشائر (البو مايكل) فخذ (المحافظون الجدد) ، ان يطلقوا تسمية (علي بابا) على من يلقون القبض عليه اثناء (الفوضى الديمقراطية) في الاشهر الاولى بعد سقوط النظام السابق ،وهكذا نال (علي بابا) شهرة عالمية لم يحلم بها أي لص عربي من لصوصنا المساكين !!
ولكن الراسخين في علم الشفط واللفط يؤكدون وجود سوء فهم فادح لقضية المغفور له (علي بابا) من قبل الجماهير الكادحة في الليالي الكالحة !
فالحقيقة التي قد لا يعرفها الكثيرون هي ان (علي بابا) لم يكن مجرما سيء النية ولا سفاحا ولا ارهابيا بالفطرة ،ومن الظلم ان يلتصق اسمه بالانحراف كرمز للاجرام واللصوصية (والعياذ بالله) بل هو في الواقع عبد من عبيد الله المفاليس ، طحنهُ الفقر الذي لا يرحم واذله العوز والحرمان ، ولم يدفعه ذلك الى قطع الطريق على الناس ولا تفخيخ الحمير والاباعر (طبعا لم تكن هناك سيارات في ذلك الزمان) !!
كل ما فعله (علي بابا) المسكين الذي حرمته السلطة الظالمة الماجنة من خيرات بلاده ،انه سرق مغارةً كانت عصابة الاربعين حرامي تخفي مسروقاتها فيها ، ولاذ بالفرار ، ولولا انه استرق السمع وعرف كلمة السر (أفتح يا سمسم) لبقيت الكنوز في المغارة ولما عرف احد مكان المغارة ولا عرف احد ما فيها الى يومنا الفرهودي هذا !! ، ولربما عاد اللصوص واخذوا الاموال واستخدموها في ما لا يحمد عقباه !
تنتهي القصة البغدادية الشهيرة بمقتل الاربعين حرامي على يد (كهرمانة) التي صبت الزيت المغلي على رؤوسهم وهم قابعين في الجرار الفخارية ،ولا اظن ان عراقيا لايعرف (كهرمانة)وتمثالها الاشهر لصاحبه النحات العراقي الكبير محمد غني حكمت ، وساحتها الشهيرة في بغداد !
لا لوم على (علي بابا) ولا على (كهرمانة) والمصيبة ليست في سرقة المغارة ، ولا في لص واحد اسمه (علي بابا) ، بل المصيبة العظمى والكارثة الكبرى اليوم هي في الاربعين حرامي الذين ينتمون الى اربعين حزب وتدعمهم اربعين جهة ولديهم اربعين طريقة للنهب والفرهود ...
ولو اراد (علي بابا) اليوم القضاء عليهم لأحتاج الى اربعين كهرمانة واربعين مليون برميل زيت واربعين محمد غني حكمت !!
والحليم تكفيه الاشارة .

بقلم / علي الساعدي

أهي السخرية مع الوجع !

نقل موفق يا عزيزة .

ودي .

قذائف حق

لكن

هل سيزهق باطل المارينز العربي والغربي في بغداد الرشيد

في زمن فقدت فيه ... رشده

\

نقل مجدي لوجع قادم من مدن الابرياء

تقديري وشكري حبيبتي / حوراء