سلام الله عليكم جميعا
إلى محبي الطرائف العربية الفصيحة ، هذه مجموعة صغيرة منها . وحبذا لو أجد من الأعضاء الكرام إضافات أخرى : فيها من القول أرزنه ، ومن المعنى أحسنه ، ومن الهدف الإنساني السليم أصوبه .
دمتم ودام جمعكم بخير..
سلام الله عليكم جميعا
إلى محبي الطرائف العربية الفصيحة ، هذه مجموعة صغيرة منها . وحبذا لو أجد من الأعضاء الكرام إضافات أخرى : فيها من القول أرزنه ، ومن المعنى أحسنه ، ومن الهدف الإنساني السليم أصوبه .
دمتم ودام جمعكم بخير..
سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي
تَحرُّجٌ وتَأثُّم
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدى بن أرطأة يطلب إليه أن يجمع بين اياس ابن معاوية والقاسم بن ربيعة الجوشني ، فيلوى القضاء أنفذهما . فجمع بينهما . فقال له اياس : "سل عني وعن القاسم فقيهي البصرة الحسن البصري وابن سيرين" .
فعلم القاسم أن اياسا يهرب من القضاء . وأنه ما أشار على عدى بسؤال فقيهى البصرة إلا ليختاراه دون اياس . فقد كان اياس لا يأتيهما . فقال القاسم لعدى : "لا تسأل عني ولا عنه . فوالله الذي لا إله إلا هو أن اياس بن معاوية أفقه مني وأعلم بالقضاء . فإن كنت كاذبا – وقد حلفت – فما ينبغي لك أن توليني . وإن كنت صادقا ، فينبغي لك أن تقبل قولي" .
فقال اياس متحرجا متأثما : "أي عدى ، إنك جئت برجل فوقّفته على شفير جهنم فنجّى نفسه منها بيمين كاذبة يستغفر الله منها وينجو مما يخاف" .
فقال له عدى : "أما وقد فهمتها ، فأنت لها" . واستقصاه "ولاه القضاء" .
البلاغة عند أهل الصناعة
اجتمع قوم من أهل البلاغات، فوصفوا بلاغاتهم عن طريق صناعاتهم . فقال الجوهري : "أحسن الكلام نظاما ما ثقبته يد الفكرة ، ونظمته الفطنة ، ونضِّد جوهر معانيه في سموط ألفاظه فاحتملته نحور الرواة" . وقال العطار : "أطيب الكلام ما عجن عنبر ألفاظه بمسك معانيه ، ففاح نسيم شمه ، وسطعت رائحة عبقه ، فتعلقت به الرواة وتعطرت به السراة" . وقال الحداد : "خير الكلام ما نصبت عليه منفخة الروية ، وأشعلت فيه نار البصيرة ، ثم أخرجته من فحم الإفحام ورققته بغطيس* الأفهام" .
*غطيس : المطرقة العظيمة .
حــكــــم
خرج كسرى أبو شروان متنزها فلقيه حكيم ، فسأله كسرى عن أحزم الملوك فقال : "من مَلكَ جدُّه هزله ، وقهر لبُّه هواه ، وأعرب لسانه عن ضميره ، ولم يختدعه رضاه عن سخطه ، ولا غضبه عن صدقه". فقال كسرى : "لا ، بل أحزم الملوك من إذا جاع أكل ، وإذا عطش شرب ، وإذا تعب استراح" . ثم قال كسرى : "علمني من حكمتك أيها الحكيم" ، قال : "احفظ عني ثلاث كلمات" . قال : "هــات" . قال : "صَقلُك لسيف له جوهر من طبعه خطأ ، وبذرُك الحب قي الأرض السَّبِخة ترجو نباته جهل ، وحملك الصعب السير على الرياضة عناء" .
خصال أربع
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : "من أعطى أربع خصال ، فقد أعطى خير الدنيا والآخرة وفاز بحظه منهما : "ورع يعصمه عن محارم الله ، وحسن خلق يعيش به في الناس ، وحِلم يدفع به جهل الجاهل وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة" .
تواضعا لمعلمهما
كان الكسائي يؤدب الأمين والمأمون ابني هارون الرشيد ، فأراد يوما النهوض من عندهما . فابتدرا إلى نعليها ليقدماهما له فتنازعا أيهما يفعل ، ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما واحدة .
فلما رفع الخبر إلى الرشيد وجه إلى الكسائي ، فلما مثل بين يديه قال : "من أعز الناس ؟" قال : "لا أعلم أعز من أمير المؤمنين" . قال : "بلى ، إن أعز الناس من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليا عهد المسلمين، حتى يرضى كل منهما أن يقدم له واحدة" . فأخذ الكسائي يعتذر حاسبا أنه أخطأ.
فقال الرشيد : "لو منعتهما من تلك لأوجعتك لوما وعتبا ، ولألزمتك ذنبا . فما وضع ما فعلا من شرفهما ، بل رفع من قدرهما وبين عن جوهرهما . ولقد تبينت مَخيلة الفراسة بفعلهما. فليس يكبر المرء وإن كان كبيرا عن ثلاث : تواضعه لسلطانه ، ولوالديه ، ولمعلمه" .
علام الهم
مر إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه الهم والحزن، فقال له إبراهيم : "يا هذا : إني سائلك عن ثلاثة ، فأجبني" . فقال له الرجل :" نـعم" . فقال إبراهيم : "أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟" قال : "كــلا" . قال : "أفينقص رزقك شيء قدره الله ؟" قال : "كلا" . قال : "أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة ؟" قال : "كلا" . فقال إبراهيم : "فعلام الهم ؟" .
الضرائر
قيل لرجل من العرب كان يجمع الضرائر : "كيف تقدر على جمعهن ؟" قال : "كان لنا شباب يصابرهن علينا ، ثم كان لنا مال يُصبرهن لنا ، فلما ذهب الشباب والمال بقي لنا خلق حسن ، فنحن نتعاشر به ونتعايش" .
هو لك لا عليك
كان سليمان بن عبد الملك مهيبا لا يجرؤ امرؤ أن يكلمه ، وكان وزراؤه قد استأثروا بشؤون الدولة ، مما أغضب العامة. فدخل عليه أعرابي فصيح اللسان ، جريء الفؤاد ، فقال له : "يا أمير المؤمنين إني مكلمك بكلام فاحتمله إن كرهته ، فإن وراءه ما تحب إن قبلته" . قال : "هات يا أعرابي" . فقال : "سأطلق لساني بما سكتت عنه الألسن ، أداء لحق الله وحق أمانتك ؛ أنت قد أحاطت بك وزراء اشتروا دنياك بدينهم ، ورضاك بسخط ربهم ، خافوك في الله ، ولم يخافوا الله فيك ، فلا تصلح دنياك بفساد آخرتك" . فقال له سليمان : "أما أنت فقد نصحت ، إلا أنك جردت لسانك فهو سيفك" . فقال : "أجل يا أمير المؤمنين ، هو لك لا عليك" .
الصابر والشاكر في الجنة
نظرت امرأة من أهل البادية في المرآة ، وكانت حسنة الصورة . وكان زوجها بشع الوجه قبيحه . فقالت له والمرآة في يدها : "إني لأرجو أن ندخل الجنة ، أنا وأنت" . فقال : "وكيف ذلك ؟" فقالت : "أما أنا فلأني ابتليت بك فصبرت ، وأما أنت فلأن الله تعالى قد أنعم عليك بي فشكرت ، والصابر والشاكر في الجنة" .