الميناء

الميناء

رافقت أبي الى مكتبه في الميناء ، فرأيت لسانه قد صار سبعة ألسن ... وعندما عدنا في المساء عاد لسان أبي يتحدث الينا لا الى الاشياء .

ابو ايناس..

هي الاشياء ذاتها التي تعودنا ان نراها..
لكن الان اصبح لديها طعم ولون اخر وصبغة اخرى..تفوح منها رائحة اخرى غير التي تعودنا
ان نشمها،هي الالسنة باتت تجبرنا على تقمص الوانها ولهجاتها، لاننا اذا ما غادرنا دارنا اصبحنا بحكم الوقت تحت رحمة غيرنا، وكيف نمر دون ان نجيد لسان الذي يقف خلف الستار هنا وهناك،...؟

ابو ايناس
عساه الوالد بالف خير

قبلاتي للصغيرة ايناس

محبتي لك
جوتيار

في ميناء الافكار ... تنصب في بلادي .. المشانق



وقديما قالها فولتير من مئات السنين: أعطني أكثر الكتاب حرصا وأنا أستطيع أن أستخرج مما كتب معنى يذهب به الى المشنقة!


جوتيار .... اشتاقك ايها الامين

أصابع أبي
صحبني أبي لمحل عمله بأحد البنوك ، قضى وقته بين عد خصلات النقود ، وتدوين الأرقام ، عدنا إلى المنزل ، ألقاه التعب على سريره بنوم عميق ، تظاهرت بالنوم جواره ، أخذت في عد أصابعه .

محمد سامي البوهي

أخي خليل
ميناء أبيك أعادتني إلى بنك أبي .
تحيتي

.

اضحكتني خليل
...
مواهبك لا تنتهي .

الاخ خليل
كم توجعني هكذا ميناءات

سلمت يداك

تحياتي
العراقي

البوهي ... القاص السامق

توارد خواطر ... دالة ... على نقاء المشاعر

لاعدمتك أخا ً ... نجيبا ً

سبعة ألسن وسبعون وجه وإرادة واحدة هي أن لا تقفز اسماك القرش عن رصيف الميناء لتبتلعه
كم هو صعب ان تستحيل أوطاننا لموانئ لا يفصلنا عن القرش خلف أرصفتها حاجز من أمان
دمت مبدعا أيها الخليل

تحاياي

اضحكتني خليل
...
مواهبك لا تنتهي .

افتقدك أيها الكبير قلبه ..

لله در حضورك ..

رائع أنت أستاذنا الفاضل ــ خليل خلجاوي
شكري وتقــديري .