|
|
تَحَوَّلتُ لِلتَهييسِ ما عُدتُ أَعقِلُ |
وَ أَبرَقتُ لِلتَّنفيضِ إِذ بِتُّ أُهمِلُ |
ًََََتَخَلَّيتُ عَن حِلمي وَ عَقلي وَ فِطنَتي |
وَ أَصبَحتُ لا أَدري مَنِ الآنَ يَعقِلُ |
وَ أَمسَيتُ مَقفولًا مِنَ القَومِ بَعدَما |
تَمادَيتُ في غَيي وَ قَد كُنتُ أَقفِلُ |
وَ قَد كانَ شُغلي في الحَياةِ اشتِغالَهُم |
فَصُيِّرتُ مُشتَغَلاً مِنَ الكُلِّ أَهبَلُ |
فَصَلتُ وَ قَد كُنتُ الَّذي نَبَّهَ الهَوى |
فَيا لَيتَ شِعري ما ليَ الآنَ أَفصِلُ |
فَأَطرَقتُ حيناً ثُمَّ رَوشَنتُ ساعَةً |
وَ جَللَّتُ شَعري ها أَنا الآنَ أَرحَلُ |
وَ أَخرَجتُ مَحمولي مِنَ الجَيبِ بَعدَما |
تَحَسسَّتُ في جَيبي جِهازاً يُزَلزِلُ |
وَ جَدتُ فَتاتي مَن عَلى الخَطِّ مُهجَتي |
" صَباحُكَ مِن قارٍ وَ زِفتٍ وَ أَنيَلُ" |
فَقُلتُ إِلَيكِ الصُّبحُ لا الصُّبحُ لي أَنا |
ثَمودٌ وَ عادٌ كَيفَ شِئتِ وَ أَقتَلُ |
فَقالَت بَلِ الصُّبحُ الَّذي قَندَلَ الوَرى |
عَلَيكَ وَ إِن تُمسي سَتُمسي تُبَهدَلُ |
أَما كانَ يَكفيكَ التَّمَرقُعُ ساعَةً |
تُعاكِسُ شَمطاءً مِنَ الحَيّ خَلخَلُ |
فَقُلتُ لَقَد كانَت تذكرني بِكُم |
فَأَنفُكِ مَعقوفٌ مِنَ الفيلِ أَطوَلُ |
وَ أَغلَقتُ في وَجهِ الَّتي كُنتُ أَرتَجي |
وِ صالاً بِها إِذ كُنتُ أَعمى وَ أَخطَلُ |
فَعادَت تُمَسدِدُني وَ تَطلُبُني وَ لا |
أُحِرُّ جَواباً حَيثُ ظَلتُ أُكَنسِلُ |
أَسيرُ وَلا أَدري فَقَد كُنتُ تائِهاً |
وَلا زِلتُ لا أَدري إِلى أَينَ أَرحَلُ |
مَرَرتُ عَلى مَقهاً فَشَيَّشتُ خَمسَةً |
وَ إِن كُنتُ مَسطولاً أَنا الآنَ أَسطَلُ |
أُشاهِدُ مَطشاً أَو أُطالِعُ غِنوَةً |
وَ أَجلِسُ مُختالاً عَلى القَومِ أَثمَلُ |
أَظيطُ عَلى قَومي إِذا أَنصَتوا وَ ما |
لَدَيَّ سِوى فَشرٍ وَ فَمِّ يُجَلجِلُ |
كَذَلِكَ يَومي كُلُّ يَومٍ أَعيشُهُ |
فَلا عَمَلٌ يُرجى وَ مَن ذاكَ يَعمَلُ؟!! |