غَرِيبٌ قَـدْ تَمَـادى في اغْـتِرَابِ طَـرِيدٌ والـمَـدَى بَعْـضُ احْـتِرَابِ
أسـيرُ الوحْـشَةِ السَّـوْدَاءِ يحـيا بـرُوحٍ لاتَـمَـلُّ مِـنِ اضْـطِـرَابِ
على فَـنَـنٍ كئـيبٍ باتَ يـشـدو فـتـخْـنِقُ صَوْتَـهُ شَـتَّى الرِّغَـابِ
فلا يـنْأى فيـنْـسى ظِـلَّ أَيْـكٍ ولا يـدنـو فـيـزهـو بِاقْـتِـرابِ
هُـوَ الْمَـذْبُوحُ بالأملِ المُسَجَّـى يُـشَـرِّقُ والـمُـنَى غَـرْبا تُحـَابي
هُـوَ المَـفْـتُونُ في عُمرٍ تَمَاهَى أمـانيـهِ عـلى جُـنْـحِ الـسَّـرَابِ
يُـنَاجي ذا الضِّـياءَ بِصَـفْوِ قَلْبٍ وَيَـهْـرُب ُفيهِ مِـنْ قَـفْـرٍ يـبـابِ
وَيَـرْجُـو ظِلَّـهُ في بَـرْدِ رُوحٍ فَـيُرْدِيـهِ الـظـلامُ بِـسُـمِّ نـَـابِ
أنـينُ الروحِ في زَمَـنٍ مَـوات ٍ يُـخَـضِّـبُ ذَا الرَّحِيبَ من الهِضَابِ
ويَحْـمِلُ هـمَّـهُ جُـرْحاً ثـقيلاً لِـيُـبْرِأ َ قَـلْـبَـهُ مِنْ ذا المُـصَابِ
فَيَصْـرُخُ والمَسَامِعُ مُـغْـلَـقَاتٌ ويـلـهـثُ لا يـرى أثَـراً لِـبَـابِ
فـيـجْـثُـو باكيا عبدا مَهَـيضاً تَـفَـلَّـتَتِ السـنـيـن بلا حـساب ِ
وعُـمْـرا ليس يَـشْـريهِ ومَنْ ذا يـبـيـعُ الـعُـمْـر بالتـبر المُذابِ
إذا كان اللُّـهَـاثُ لأجـل نـفْـسٍ فـكـيف تُـبـاعُ في ذُلِّ الـرِّغَـابِ
ونَـفْـسا قَـدْ خَسِرْتَ فماذا تجني إذِ الوهْـمُ الـمُـرَجَّـى في اكـتسابِ
يظل صراعُهُ الـمـوَّارُ يـحـيا لـيـقـتاتَ البـقـيةَ مِـنْ شـبـابِ
فيأتيـهِ النِّـدا الـعُـلْـويُّ عبدي نَـسِـيتَ الـيومَ في الأبوابِ بـابـي
إذا ضاقت بك الدُّنْـيا فَـعُـدْ لِـي فلنْ يَـشْـقى المُّـحِـبُّ لدى جـنابي
وغَادرْ بُـؤْسَ مَـشْـؤم ٍ وجَلِّـلْ حَيـاتَـكَ بالجَـمـيـلِ مِـنَ المَتَابِ
ترى جَنَّـاتِ عَدْنٍ فـوقَ أرض ٍ ويَـتَّـسِـعُ الـمَـضِيقُ لدى اقْتِرَابِ
وتحـيـا الأُنْـسَ في كَنَفٍ رحيمٍ ويـصـفـو الكونُ من وهم التصابي








