هل تراها؟
قالها دون اكتراثٍ
لصديق كان يرنو لسماها
هل تراها؟
كيف أُدمت في الرزايا مقلتاها
ولياليها العجيبات الحيارى
وأماسيها التي أمست مع البلوى ثكالى
ونواديها التي كنَّ منارًا
يهتدي الساري بها أنّى رآها
هل تراها؟
غادةٌ تشتاقها الأيامُ ترنو
نحوها الدنيا وتبكي
عينُ مَن يومًا جفاها
من شذاها
فاح عطرُ الأرض طابَ الزهرُ ضاع الوردُ مسكًا
من شذاها
كم بكاها عاشقٌ ظلَّ يواسي
كلَّ صبٍّ في بكاها
وفداها فارسُ الأحلامِ قرمٌ
في ميادين الوغى والحربِ إن صال عدوٌّ
بحماها
غادةٌ كلّلها الغارُ
وصاغتها الليالي
برؤاها
واحتواها المجدُ لحنًا
تنحني الدنيا على وقع صداها
كم تُذابُ الروحُ شوقًا
ويُميتُ العينَ دمعٌ
ويظلُّ الطرفُ محسورًا إذا مات فتاها
زهرةٌ لا تنحني أرضٌ ولا سهلٌ ولا حَزنٌ ولا جاهٌ ـ وإن
تاه زمانًا ـ
لسواها
ويموتُ الشعرُ إن خطبٌ بذي الدنيا عراها
تلك أرضٌ رُتّل القرآنُ فيها
وتغنّى كلُّ وزنٍ من بحور الشعرِ في
سعفة نخلٍ
ضاهت الجوزاءَ في حسن علاها
وشدا الماضون والآتون للدنيا غرامًا
من شذاها
تلك أرضٌ
كلّ أحقابِ الدنا من نزر شيء
من عطاها تتباهى
هل تراها؟



رد مع اقتباس