النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 244
    المواضيع : 33
    الردود : 244
    المعدل اليومي : 0.04
    من مواضيعي

      افتراضي وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟

      وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟
      أَيَا أُمّاهُ لَوْ رَضَعوا من اللّوْزِ الذي كُنّا لهُ نَحبُو
      لَما ترَكوا مَعاطِفَهم على الحاناتِ واسْتَلَبُوا
      هَواءَ الطّيرِ والْتَحَفُوا دَثائِرَنا
      وما عَضُّوا أَياديكِ التي تَعِبتْ لهمْ تدْعُو
      وما عَطِشَتْ حَمَاماتٌ على جُبّ
      وما سالتْ دُموعُ التّينِ بالغضَبِ
      *****
      نَظرْناهُم
      وقدْ عُدْنا من القَيْظِ الذي أدْمَى حناجِرَنا
      وما زالتْ شمائِلْنا تُناديهم
      تعالوا نحْرُثِ الأرضَ التي شالتْ أَثافينا
      لِنَبْنِيَ صَرْحَ أَحلامٍ لنا وَجَبَا
      فقد تعِبتْ أهالينا ولمْ تغرقْ على فَرْشِ
      ألمْ يَبنُوا بأسنانٍ لهم صَدِئَتْ بَساتِينا
      وقد حاكُوا فَؤادَ الأرضِ بالرمْشِ
      *****
      دَعَوْناهُم
      فقد جاءُوا على سَيْلٍ من الصّدْعِ
      وأوْكارٍ بها جَفّتْ حَواصِلُهم
      وأسفارٍ ومابَرِحتْ تُجافيهم
      وتَنْفِرُ منْ مَلامِحِهم
      وأشجانٍ تُثيرُ مدارَ فُرْقَتِهم
      *****
      ولو جُبِلوا من الطينِ الذي كُنّا بهِ نلْهُو
      لما ألْقَوا أمانينا على المَوجِ الذي زَبَدَا
      ولو مَجّوا منَ الثدْيِ الّذي كُنّا لَثَمْناهُ
      لَهَبَّتْ من عُيونِهِمُ المَصابيحُ
      وما شقَّتْ خَناجِرُهم جُيوبَ الأرضِ والبحرِ
      وما وَلَجَتْ أُخَيَّاتٌ مَعاقِلَ كان فيها مجْدُ أحبابٍ
      ولكنْ هلّتِ الأنْفاسُ بالحبَلِ
      فقد جاءوا بليلٍ ما لهُ قَدَمُ
      وأنيابٍ منَ المقْتِ الذي شَربُوا
      فحَطّوْهُ على أكتافِنا غَصْباً وَبَلْ رَكبُوا
      ولو كانتْ شرايينٌ لهم دَمِيَتْ
      لما أَنِفُوا منَ البطْنِ التي حَمَلتْ
      *****
      أَيَا أُمّي
      أَيُرْضيكِ الّذي صَنَعوا ؟!
      ألمْ يأتُوا وقد غُلِبوا على الوطنِ
      ألم يأتوا بلا عِيرٍ ولا رسنِ
      ألم يبكوا لأُسِّ البيتِ والكفَنِ
      فكيف إذنْ نَصيرُ لهم خُيولاً في الميادينِ
      ودرباً يرقصُ الشهداءُ في أنحائِهِ غَضَباً
      *****
      أيا أمي
      ألا تدْرينَ كيفَ تمورُ شأْفَتُنا التي حَملتْ بِما جَلَبوا
      وهاجَ البحرُ بالأنواءِ والفُلكِ التي شَرَعوا
      وهلْ تُروَى مدامِعُنا بِآبارٍ لها حَلَبوا
      فهل ننْسَى دُموعاً لم تزلْ في مِرْطِها تنْدَى ؟
      ولونَ الشارعِ الـمُدمَى
      فلا نامتْ جُفونُ البحرِ ذيَّاكَ الذي سَلَبوا
      ولا كَحَلتْ عُيونُ نِسائِنا بِهِمُو
      فما باسُوا جبينَ الصبحِ وانْقَلَبوا
      على أعقابِهمْ قَسْراً وَما كَسَبُوا
      وليداً يكْتَوي دمعاً على أُمّ لها يحْبُو
      *****
      نَسَوا أنّا دَعوناهم لِحمْلِ الظّعنِ والحُلُما
      أيا وطني
      فهلْ عادوا إلى البطنِ التي خَدَجَتْ ؟
      فلا لَوْزِي ولا أُمّي بِهمْ حَملَتْ
      *****
      وما فعلَ الذي ألقَى على أبوابِنا جَبلا ؟
      ويمضي ثاوياً قَبرا
      أيا أماهُ هلْ وَرَدُوا ؟
      فما زالتْ حدائِقُنا تَنوءُ بها تعاريجُ
      ولا يغفو بها وَرْدُ
      ولا طفلٌ لهُ طَيّارةٌ تَشْدُو
      ولم نقْطِفْ لَـنا وَطَنا

    • #2
      شاعرة
      تاريخ التسجيل : Jun 2006
      العمر : 55
      المشاركات : 3,616
      المواضيع : 421
      الردود : 3616
      المعدل اليومي : 0.51
      من مواضيعي

        افتراضي

        مااروعها من قصيدة
        تشرفت بقراءتها هنا
        فرسان الثقافة

      • #3
        الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي
        شاعر
        تاريخ التسجيل : Mar 2009
        الدولة : العراق
        العمر : 64
        المشاركات : 7,111
        المواضيع : 105
        الردود : 7111
        المعدل اليومي : 1.17
        من مواضيعي

          افتراضي

          اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر أبوعيدة مشاهدة المشاركة
          وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟
          أَيَا أُمّاهُ لَوْ رَضَعوا من اللّوْزِ الذي كُنّا لهُ نَحبُو
          لَما ترَكوا مَعاطِفَهم على الحاناتِ واسْتَلَبُوا
          هَواءَ الطّيرِ والْتَحَفُوا دَثائِرَنا
          وما عَضُّوا أَياديكِ التي تَعِبتْ لهمْ تدْعُو
          وما عَطِشَتْ حَمَاماتٌ على جُبّ
          وما سالتْ دُموعُ التّينِ بالغضَبِ
          *****
          نَظرْناهُم
          وقدْ عُدْنا من القَيْظِ الذي أدْمَى حناجِرَنا
          وما زالتْ شمائِلْنا تُناديهم
          تعالوا نحْرُثِ الأرضَ التي شالتْ أَثافينا
          لِنَبْنِيَ صَرْحَ أَحلامٍ لنا وَجَبَا
          فقد تعِبتْ أهالينا ولمْ تغرقْ على فَرْشِ
          ألمْ يَبنُوا بأسنانٍ لهم صَدِئَتْ بَساتِينا
          وقد حاكُوا فَؤادَ الأرضِ بالرمْشِ
          *****
          دَعَوْناهُم
          فقد جاءُوا على سَيْلٍ من الصّدْعِ
          وأوْكارٍ بها جَفّتْ حَواصِلُهم
          وأسفارٍ ومابَرِحتْ تُجافيهم
          وتَنْفِرُ منْ مَلامِحِهم
          وأشجانٍ تُثيرُ مدارَ فُرْقَتِهم
          *****
          ولو جُبِلوا من الطينِ الذي كُنّا بهِ نلْهُو
          لما ألْقَوا أمانينا على المَوجِ الذي زَبَدَا
          ولو مَجّوا منَ الثدْيِ الّذي كُنّا لَثَمْناهُ
          لَهَبَّتْ من عُيونِهِمُ المَصابيحُ
          وما شقَّتْ خَناجِرُهم جُيوبَ الأرضِ والبحرِ
          وما وَلَجَتْ أُخَيَّاتٌ مَعاقِلَ كان فيها مجْدُ أحبابٍ
          ولكنْ هلّتِ الأنْفاسُ بالحبَلِ
          فقد جاءوا بليلٍ ما لهُ قَدَمُ
          وأنيابٍ منَ المقْتِ الذي شَربُوا
          فحَطّوْهُ على أكتافِنا غَصْباً وَبَلْ رَكبُوا
          ولو كانتْ شرايينٌ لهم دَمِيَتْ
          لما أَنِفُوا منَ البطْنِ التي حَمَلتْ
          *****
          أَيَا أُمّي
          أَيُرْضيكِ الّذي صَنَعوا ؟!
          ألمْ يأتُوا وقد غُلِبوا على الوطنِ
          ألم يأتوا بلا عِيرٍ ولا رسنِ
          ألم يبكوا لأُسِّ البيتِ والكفَنِ
          فكيف إذنْ نَصيرُ لهم خُيولاً في الميادينِ
          ودرباً يرقصُ الشهداءُ في أنحائِهِ غَضَباً
          *****
          أيا أمي
          ألا تدْرينَ كيفَ تمورُ شأْفَتُنا التي حَملتْ بِما جَلَبوا
          وهاجَ البحرُ بالأنواءِ والفُلكِ التي شَرَعوا
          وهلْ تُروَى مدامِعُنا بِآبارٍ لها حَلَبوا
          فهل ننْسَى دُموعاً لم تزلْ في مِرْطِها تنْدَى ؟
          ولونَ الشارعِ الـمُدمَى
          فلا نامتْ جُفونُ البحرِ ذيَّاكَ الذي سَلَبوا
          ولا كَحَلتْ عُيونُ نِسائِنا بِهِمُو
          فما باسُوا جبينَ الصبحِ وانْقَلَبوا
          على أعقابِهمْ قَسْراً وَما كَسَبُوا
          وليداً يكْتَوي دمعاً على أُمّ لها يحْبُو
          *****
          نَسَوا أنّا دَعوناهم لِحمْلِ الظّعنِ والحُلُما
          أيا وطني
          فهلْ عادوا إلى البطنِ التي خَدَجَتْ ؟
          فلا لَوْزِي ولا أُمّي بِهمْ حَملَتْ
          *****
          وما فعلَ الذي ألقَى على أبوابِنا جَبلا ؟
          ويمضي ثاوياً قَبرا
          أيا أماهُ هلْ وَرَدُوا ؟
          فما زالتْ حدائِقُنا تَنوءُ بها تعاريجُ
          ولا يغفو بها وَرْدُ
          ولا طفلٌ لهُ طَيّارةٌ تَشْدُو
          ولم نقْطِفْ لَـنا وَطَنا
          رائع أخي صقر هذا البوح الشجي
          دام بهاء حرفك
          تحياتي

        • #4
          شاعر
          تاريخ التسجيل : Jun 2009
          المشاركات : 244
          المواضيع : 33
          الردود : 244
          المعدل اليومي : 0.04
          من مواضيعي

            افتراضي

            شاعرتنا ريمة
            شكرا لكرم مرورك البهي
            حفظك الله

          • #5
            شاعر
            تاريخ التسجيل : Jun 2009
            المشاركات : 244
            المواضيع : 33
            الردود : 244
            المعدل اليومي : 0.04
            من مواضيعي

              افتراضي

              شاعرنا محمد فرحان
              هذا الثناء المميز أعتز به
              دمتم داعمين للشعر والشعراء
              حفظك الله

            • #6
              الصورة الرمزية د. سمير العمري
              المؤسس
              مدير عام الملتقى
              رئيس رابطة الواحة الثقافية

              تاريخ التسجيل : Nov 2002
              الدولة : هنا بينكم
              العمر : 61
              المشاركات : 39,243
              المواضيع : 1127
              الردود : 39243
              المعدل اليومي : 4.68
              من مواضيعي

                افتراضي

                نص شعري مميز اللغة عميق المعنى وحسن الأداء!

                أحسنت حدا بلغ نصاب الثناء!

                دمت متألقا محلقا!

                وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



                تحياتي
                نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

              المواضيع المتشابهه

              1. حين يغفو القلب
                بواسطة احمد حسين ابو احمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                مشاركات: 8
                آخر مشاركة: 20-10-2016, 09:13 PM
              2. القمرُ يَغفو بجَنْبي.. مَن يُوقِظُهُ؟
                بواسطة عبد اللطيف السباعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                مشاركات: 21
                آخر مشاركة: 12-05-2016, 08:10 AM
              3. إلى متى؟!!!
                بواسطة د. سمير العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
                مشاركات: 51
                آخر مشاركة: 13-03-2016, 12:33 AM
              4. متى تصدق الرؤيا متى؟؟؟ .............
                بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                مشاركات: 16
                آخر مشاركة: 10-06-2006, 06:27 PM
              5. إلى متى يا عرفات؟إلى متى يا محمود عباس؟
                بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
                مشاركات: 4
                آخر مشاركة: 08-02-2005, 04:44 PM