الكلبة المدللة --- لماجد الراوي

الكلبة المدللة

شعر : ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة )

بِمَنزِلِ جارَتِنا كَلْبَةٌ مُزَيَّنَةً بِصُنُوفِ الذَّهَبْ تُغَنِّي لَها مِنْ ضُرُوبِ الغِناءِ وَتُطْعِمُها فَتَهُزُّ الذَّنَبْ تَصُفُّ الرَّياحِيْنَ في عُنْقِها وَتَعْصُبُ هامَتَها بالقَصَبْ وَرَغْمَ الدَّلالِ المُبالَغِ فِي هِ تَغْضَبُ حِيناً لأدْنَى سَبَبْ وتَمْلأُ ساحَ الدِّيارِ نُباحاً كَفِعْلِ المُدَلَّلِ عِنْدَ الغَضَبْ تَجِيئُ العجوز بِكُلِّ انْكِسارٍ لِتَسْأَلَ كَلْبَتَها ما الطَّلَبْ فَحِيناً تَبُثُّ إليها الغَرامَ وَطَوْراً تَشَكَّى إليها السَّغَب تَرى النَّاسَ تَعشق كَلْبَتَها وتَرْنُو إليها بِكُلِّ الأدَبْ وَكَلْبَتَها كُلّ مَنْ حَوْلَها تَراهُمْ كِلاباً وزال الذَنَبْ فَيا لَعُجابيَ مِنْ كَلْبَةٍ جَميعُ الأنامِ لَدَيها لُعَبْ وَلي جارَةٌ عِنْدَها طِفْلَةٌ لَها مِنْ أنِيْنٍ وسُقْمٍ صَخَبْ أبُوها تُوفِّيَ مُنْذُ سِنينَ بحُمَّى فَباتَ رَهِينَ التُرَبْ ولَمْ يُبْق مِنْ ثَرْوَةٍ بَعْدَهُ سِوى غُرْفَةٍ وَسَرِيرِ الخَشَبْ وَزَوْجَتُهُ ذاتُ جِسْمٍ نَحيلٍ أسَى الفَقْرِ أنْهَكَها والتَّعَبْ تُنادي الأَنامَ فَلا يَسْمَعُونَ وهل من ذئاب لديها أرب مَضَوا يأْكُلُونَ ولا يَنْظُرُونَ كِما قَضَمَ الكَرْمَ دُودُ العِنَبْ تُنادِي الأَنامَ وما مِنْ مُجِيْبٍ لِماذا الصُّدُودُ أما مِنْ سَبَبْ لأنَّهُموُ عَشِقُوا كَلْبَةً لِجارَتِها رُصِّعَتْ بالذَّهَبْ وقَدْ أَلِفُوا مَسَّها باليَدِيْنِ وكم لاطفوها بما قد وجب فَرُحْتُ أَقُولُ لَدى رُؤْيَتي لِهذا التَناقُضِ يا للعَجَبْ بَهيْجُ الحَياةِ لِكَلْبِ الغَنِيِّ وَما للفَقِيرِ سِوَى أنْ يُسَبّْ

الكلبة المدللة

شعر : ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة )

بِمَنزِلِ جارَتِنا كَلْبَةٌ مُزَيَّنَةً بِصُنُوفِ الذَّهَبْ تُغَنِّي لَها مِنْ ضُرُوبِ الغِناءِ وَتُطْعِمُها فَتَهُزُّ الذَّنَبْ تَصُفُّ الرَّياحِيْنَ في عُنْقِها وَتَعْصُبُ هامَتَها بالقَصَبْ وَرَغْمَ الدَّلالِ المُبالَغِ فِي هِ تَغْضَبُ حِيناً لأدْنَى سَبَبْ وتَمْلأُ ساحَ الدِّيارِ نُباحاً كَفِعْلِ المُدَلَّلِ عِنْدَ الغَضَبْ تَجِيئُ العجوز بِكُلِّ انْكِسارٍ لِتَسْأَلَ كَلْبَتَها ما الطَّلَبْ فَحِيناً تَبُثُّ إليها الغَرامَ وَطَوْراً تَشَكَّى إليها السَّغَب تَرى النَّاسَ تَعشق كَلْبَتَها وتَرْنُو إليها بِكُلِّ الأدَبْ وَكَلْبَتَها كُلّ مَنْ حَوْلَها تَراهُمْ كِلاباً وزال الذَنَبْ فَيا لَعُجابيَ مِنْ كَلْبَةٍ جَميعُ الأنامِ لَدَيها لُعَبْ وَلي جارَةٌ عِنْدَها طِفْلَةٌ لَها مِنْ أنِيْنٍ وسُقْمٍ صَخَبْ أبُوها تُوفِّيَ مُنْذُ سِنينَ بحُمَّى فَباتَ رَهِينَ التُرَبْ ولَمْ يُبْق مِنْ ثَرْوَةٍ بَعْدَهُ سِوى غُرْفَةٍ وَسَرِيرِ الخَشَبْ وَزَوْجَتُهُ ذاتُ جِسْمٍ نَحيلٍ أسَى الفَقْرِ أنْهَكَها والتَّعَبْ تُنادي الأَنامَ فَلا يَسْمَعُونَ وهل من ذئاب لديها أرب مَضَوا يأْكُلُونَ ولا يَنْظُرُونَ كِما قَضَمَ الكَرْمَ دُودُ العِنَبْ تُنادِي الأَنامَ وما مِنْ مُجِيْبٍ لِماذا الصُّدُودُ أما مِنْ سَبَبْ لأنَّهُموُ عَشِقُوا كَلْبَةً لِجارَتِها رُصِّعَتْ بالذَّهَبْ وقَدْ أَلِفُوا مَسَّها باليَدِيْنِ وكم لاطفوها بما قد وجب فَرُحْتُ أَقُولُ لَدى رُؤْيَتي لِهذا التَناقُضِ يا للعَجَبْ بَهيْجُ الحَياةِ لِكَلْبِ الغَنِيِّ وَما للفَقِيرِ سِوَى أنْ يُسَبّْ

الشاعر الأريب ماجد أحمد الراوي
ما زلت تبهرنا بحرفك المقتدر
ووصفك الهادف وموضوعاتك الساخرة التي تعالج فيها حوادث الأيام
أحسنت أداء هذه اللوحة الآسرة لمتناقضين قد يعجز قلم الأديب الثري من اقتناصها
لك مني كل الود

ملاحظة
ورد في قصيدة ( الكلبة المدللة ) أعلاه هفوات بسيطة لأنني نزلتها من النسخة غير المدققة من cd الديوان خطأ وفيما يلي القصيدة بعد إجراء بعض التعديلات عليها كي يستقيم السياق أكثر

------------------------------------------------

الكلبة المدللة

شعر : ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة )

بِمَنزِلِ جارَتِنا كَلْبَةٌ مُزَيَّنَةً بِصُنُوفِ الذَّهَبْ تُغَنِّي لَها مِنْ ضُرُوبِ الغِناءِ وَتُطْعِمُها فَتَهُزُّ الذَّنَبْ تَصُفُّ الرَّياحِيْنَ في عُنْقِها وَتَعْصُبُ هامَتَها بالقَصَبْ ورغم الحنان ورغم الدلال تهيج وتعوي لأدنى سبب فتملأ منزلها بالنباح كَفِعْلِ المُدَلَّلِ عِنْدَ الغَضَبْ تَجِيئُ العجوز بِكُلِّ انْكِسارٍ لِتَسْأَلَ كَلْبَتَها ما الطَّلَبْ فَحِيناً تَبُثُّ إليها الغَرامَ وَطَوْراً تَشَكَّى إليها السَّغَب ترى الناس تدنو لكلبتها وتَرْنُو إليها بِكُلِّ الأدَبْ وَكَلْبَتَها كُلّ مَنْ حَوْلَها تَراهُمْ كِلاباً وزال الذَنَبْ فَيا لَعُجابيَ مِنْ كَلْبَةٍ جَميعُ الأنامِ لَدَيها لُعَبْ وَلي جارَةٌ عِنْدَها طِفْلَةٌ لَها مِنْ أنِيْنٍ وسُقْمٍ صَخَبْ أبُوها طواه الردى من سِنينَ بحُمَّى فَباتَ رَهِينَ التُرَبْ ولَمْ يُبْق مِنْ ثَرْوَةٍ بَعْدَهُ سِوى غُرْفَةٍ وَسَرِيرِ الخَشَبْ وَزَوْجَتُهُ ذاتُ جِسْمٍ نَحيلٍ أسَى الفَقْرِ أنْهَكَها والتَّعَبْ تُنادي الأَنامَ فَلا يَسْمَعُونَ وهل من ذئاب لديها أرب مَضَوا يأْكُلُونَ ولا يَنْظُرُونَ كِما قَضَمَ الكَرْمَ دُودُ العِنَبْ تُنادِي الأَنامَ وما مِنْ مُجِيْبٍ لِماذا الصُّدُودُ أما مِنْ سَبَبْ لأنَّهُموُ عَشِقُوا كَلْبَةً لِجارَتِها رُصِّعَتْ بالذَّهَبْ وقَدْ أَلِفُوا مَسَّها باليَدِيْنِ وكم لاطفوها بما قد وجب فَرُحْتُ أَقُولُ لَدى رُؤْيَتي لِهذا التَناقُضِ يا للعَجَبْ بَهيْجُ الحَياةِ لِكَلْبِ الغَنِيِّ وَما للفَقِيرِ سِوَى أنْ يُسَبّْ

الشاعر الأخ الحبيب ماجد الراوي
لطيفة جداً هذه القصيدة ، وكنت موفقاً في توظيف التناقض الاجتماعي بين الحالتين والختام في بيت القصيد :

بهيج الحياة لكلب الغني
وما للفقير سوى أن يسب .

تقديري أيها الفذ .

الشاعر الأريب ماجد أحمد الراوي
ما زلت تبهرنا بحرفك المقتدر
ووصفك الهادف وموضوعاتك الساخرة التي تعالج فيها حوادث الأيام
أحسنت أداء هذه اللوحة الآسرة لمتناقضين قد يعجز قلم الأديب الثري من اقتناصها
لك مني كل الود

==========================

الأستاذ الكريم صاحب أجمل ذوق محمود فرحان حمادي
شكري لك متواصل على اهتمامك وعلى تعليقاتك الجميلة وروحك الأدبية العالية
تحياتي محملة بالمودة

شاعرنا السامق وملهم عقولنا وقلوبنا .. سلامٌ عليك وأنت تخط حفيفَ القصيدة في مسامع أرواحنا ..

صدقت فما عاد للإنسان معنى في عقول البعض يسمو كالكلاب .

تقبل مروري ..
إلي اللقاء

الشاعر الأخ الحبيب ماجد الراوي
لطيفة جداً هذه القصيدة ، وكنت موفقاً في توظيف التناقض الاجتماعي بين الحالتين والختام في بيت القصيد :

بهيج الحياة لكلب الغني
وما للفقير سوى أن يسب .

تقديري أيها الفذ .

===============================

الأستاذ والأخ العزيز مازن اللبابيدي
أشكر تواصلك الدائم مع ما أنشر وأعتز بانطباعك الذي هو مهم عندي وأحيي روحك العربية الأصيلة

شاعرنا السامق وملهم عقولنا وقلوبنا .. سلامٌ عليك وأنت تخط حفيفَ القصيدة في مسامع أرواحنا ..

صدقت فما عاد للإنسان معنى في عقول البعض يسمو كالكلاب .

تقبل مروري ..
إلي اللقاء

===============

الأخ العزيز والغالي حسين الجزار
أستغفر الله أنا أقل من هذا بكثير أشكر ثقتك الغالية وكلماتك الجميلة النابعة من صدق إحساسك وسعة إدراكك وموهبتك الأدبية المتميزة
أخي حسين تقبل تحياتي المحملة بصادق المودة ووفائي الدائم لكم

لك يراع شاعر وحسّ مصلح اجتماعي وعين صحفي ترصد المجتمع وتسلط ضوء المواجهة على عيوبه
نص بهي بلغته وقوي بمعناه ورسالته

أبدعت شاعرنا
تحاياي