من أي أرض يفوح العطـر والعبـق وللمنايــا حُــداء بـات ينْطلـق أَمِن شـهيد سـقت أحلامـه وطنـاً ولـوّنَ الأرضَ جـرحٌ منه ينبثـق؟ أم من يتيـمٍ يـرى الأرواح نازفـةً فيـذرف الـدَّمع جمراً منه يختنق ؟ أم من عبير كطيبِ المسـك تُرسـله أجسادُ من هم لغيـر الله ما خُلقـوا؟ وأي أرض بسـاط الصَّبـر تنسـجه وتنبت الروح فيها العـزم والألق تسقي المنايا كؤوسـا من بطولتهـا وتسـرج الموت مجـداً ثم تنطلـق قيثـارةُ العمـر تذوي في مرابِعهـا ويلتقي فوقهـا التّـابوت والحَبـق مارت عليها ذئاب الغـدر تنهشهـا تغزو الجـراح َوفي أنيابهـا حَمـق فـانهل منهـا دمٌ قـانٍ يُضرِّجهــا كأنه الشـمس يُدمي قرصها الشَّـفق أو أنـه الـورد حين العين تلمحـه فـوق التـراب وفي أكمـامه الودِق نزفٌ طهـورٌ كحـبِّ القمـح تبـذره في راحـة الأرض حتى يزهر الأفـق يسـقي التـراب بثـأرٍ طال مطلبـه من مُـُدعٍ ماكـرٍ للغــدرِ يمتشـق وتكتـب الخيل فصـلاً , في أعنَّتِهـا مجدٌ يُفاخـر فيه الصبـح والغسـق في أي أرض يموت الخوف مُختنقـاَ وأي تـرب لهـذا الـدرب يعتنـق؟ وأي روح تغـذ الأرض خطوتهــا نحو الشـهادة لا خوف ولا رهـق؟ أفي سـوى القـدس أو أكنافها صور لغير أهلٍ عظـامٍ للسـماك رقـوا ؟ مـا من تراب بـأرض الله ننشــده لو أنه الخلـد أو أضحى به الرَّمـق سـوى تـرابٍ نراه العمـر يبعثنـا سرباً يُغـرِّد , نحو القـدس ينطلـق قل للمنايـا جـدار العمـر يطلبهـا إذا الكرامة لم تُبسـط لهـا الطـرق وتؤثـرالموت نخـلاً فوق سـاحتهاخير العتاق , وتأبى في الوغى النُّهُق فالأرض أضحت بصدر الحُـرِّ فاتنـة وهذه القـدس هل يغفو لهـا وجـعٌ أو هل تفيـق على يـومٍ به ألـق ؟ واسـأل ثراها أيرضى بالهوان حِمىً أضحـت جدائلـه بالظلم تحتـرق ؟ هذا فؤادي على الأوجـاع أغمسـه في وجها العـذب, والإلهام يُسـترق وذي فلسـطين من تحت الرماد لهـا جمـرٌ سـيحرق هامــاتٍ ويأتلـق وفي فلسـطين عاث الغدر من زمن وفي فلسـطين كان الجمع والغـرق وفي فلسـطين صلى الأنبيـاء معـا أرض الرباط , وقوم بالفدى سَـبقوا ورب يـوم تعـالى المـارقون بـه لا بـد يومـاً إلى جُـرفٍ سـينزلقوا فجـرٌ يطل بعُمق الصمت مُرتديــاً ثوب البهـاء , ونصـر ٌناصعٌ يَقِـق وعـدٌ من اللـه وعـدٌ لا يؤجلــه إذا صدقنــا وكنـا بالفـدى نثـق



رد مع اقتباس


