يا عينُ مالكِ قد غَشَتكِ الأدْمُعُ وجَفاكِ في وقتِ المنامِ المهْجَعُ
وتَزاحمتْ حَولِي الهمومُ كأنها جيشٌ عَرَمْرَمُ .. والفؤادُ الموقِعُ
مَا كانَ ذلكَ مِنْ هيامِ مُتَيَّمٍ بَلْ إنَّهُ حُزنٌ حَوتْهُ الأضْلُعُ
لَمَّا رَمَى أهلُ الخِيانَةِ فارِسًا حَمَلَ الِّلواءَ ، وبالشَّهادَةِ يَطمَعُ
حِينَ انْثَنَى للهِ يَطلبُ عَفوَهُ وَلَهُ يَسيرُ إِلَى الصَّلاةِ .. ويَركَعُ
ونَوَى الصِّيامَ ، وكانَ أَحيَا لَيلَهُ يَمضي عَلَى نَهْجِ النَّبِيِّ .. وَيَصْدَعُ
قَادَ الكتائِبَ لِلجِهادِ بِفكرِهِ فِكرٍ سَليمٍ بالشَّرِيعَةِ يَسطَعُ
جَسَدٌ عَلَى الكُرسِيِّ يَقدُمُ قَومَهُ وبِهِ الموَاجِعُ عائِثاتٌ تَرْتَعُ
مَا بَطَأَتْهُ عَنِ المسِيرِ ، وَلَمْ يَكنْ يَومًا يُطَأْطِئُ لِلعَدُوِّ ، ويَخضَعُ
أَنِفٌ تَسامَى عَنْ دُروبِ مَذلَّةٍ فَلَهُ الصَّدارةُ والمكانُ الأرفعُ
يَا أحمدَ الياسينِ نِلتَ شَهادَةً عِندَ الإلَهِ .. فطابَ ذاكَ المربَعُ
لما رَماكَ الغَادرونَ بِغدرِهِمْ لِيُسَدَّ بابٌ لِلجِهادِ ، ومَنبَعُ
فَتَأجَّجَتْ نارُ الجِهادِ بِأنفُسٍ تَصْلَى وجوهَ الغَاصِبينَ .. وتَصفَعُ
إنْ سُدَّ بابٌ لِلجِهادِ تَفتَّحَتْ تِسعونَ بَابًا لِلجهادِ ، ستُشْرَعُ
ويَظلُّ مَنْ رَضِيَ الهوانَ لِنفسِهِ يَمضِي علَى دربِ الخنُوعِ ، ويُدفَعُ
مُتَرقِّبًا بَطْشَ الأُسودِ بِروحِهِ والسِّنُ بِالسِّنِّ المُرَوَّعِ يُقْرَعُ
إِنْ ماتَ مِنَّا فَارِسٌ ، أو نَالَهُ غَدرٌ .. سَيأتِي فَارِسٌ وسُمَيدَعُ
فيقومَ في أرضِ الجِهادِ مُنادِيًا والكَونُ يُطرقُ لِلمَقالَةِ يَسمَعُ :
يَا أَيُّهَا الأعدَاءُ إِنِّي قادِمٌ لِتسودَ راياتُ الجِهادِ ، وتُرفَعُ
وتَنادَتِ الصَّيحَاتُ رَجْعَ مَقالِهِ اللهُ أكبرُ .. فِي الشَّهادَةِ نَطْمَعُ






