دفء القلوب

دِفءُ القلوب
د. مختار محرم

لَم يَبْقَ فِي الحْب أَحلَامٌ نَسِيْنَاهَا كُل الحِكَايَاتِ وَالأَحْوَالِ عِشْنَاهَا كُل الدُرُوسِ الّتي فِي الْحُب قَاطِبة مِن عَهدِ آَدم حَتَّى ( نا ) حَفِظنَاهَا فالبُعدُ والشكُّ والحِرمَانُ من أملٍ والشَّوقُ والصَّد أَهوالٌ هَزَمنَاهَا شَكٌّ.. يَقِينٌ.. ظُنُونٌ.. غيرَةٌ.. ثِقَةٌ مَشاعرُ العِشقِ بالإِيثَار صُغنَاهَا فَرَائِضُ الحُب نَحنُ القَائِمُونَ بِهَا والذِّكرَيَاتُ نَسَتنَا فَاسْتَعَدْنَاها لَمْ نَخْشَ فِي العِشْقِ لَا لَومًا وَلَا عَذلا وَلمْ نَدَع غِيرةً إِلَّا غلَبْنَاها بَل إنَّ غيْرَتنَا الْعَميَاء تُغْرِقُنا حُبًّا.. فنَزْدَادُ شَوقًا.. لَا عَدِمْنَاهَا حَتَّى الجِراحُ الَّتِي كَانت تثور بِنَا لَوْ لَمْ تَكُن تَرَكَتْنَا مَا تَرَكْنَاهَا دَقَائِقُ الْبُعدِ جُزءٌ مِن سَعَادَتِنَا لَو لَم نَعِشْ فِي لَظَاهَا لَاخْتَرَعنَاهَا تَزِيدُنَا رَغبةً لِلْقُربِ تَبْعَثُ فِي الـ أَروَاحِ نَشْوَةَ شَوْقٍ كَم عَشِقْنَاهَا كُلّ الَّذِين أَرَادُوا هَدمَ عَالَمِنَا خَابُوا وَكُلُّ خَبَايَاهُم كَشَفْنَاهَا حَتَّى الْخِصَامَات صَارَت مِن حِكَايَتِنَا فَصْلًا وَلَو لَمْ تُعَارِضْنَا لَجِئْنَاهَا دِفْءُ الْقلوب - وَكُلُّ النَّاسِ تَنْشُدُه - أَضحَى لَنَا جَنّةً.. حُبًّا زَرَعْنَاهَا مَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْأَحلَامِ يَا قَدَرِي وَمِن دُرُوبِ غَرامٍ مَا سَلَكْنَاهَا مِنْ قَبلِ حُبِّك كَانَ الصَّمتُ لِي وَطَنًا أحيَا عَلى رَأْسِ دُنيَا شَابَ قَرْنَاهَا يَمِيلُ خَدِّي عَلى يُسْرَايَ فِي مَلَلٍ أَغْفُو فَتَصْفَعنِي الدُّنيَا بِيُمْنَاهَا حَتَّى أَتَتْ مِنْ جِنَانِ الْعِشقِ أُحْجِيَةٌ تَفَنَّنَ الْقَلبُ فِي تَفسِيرِ مَعنَاهَا فَأصبَحَتْ وَطَنِي .. بَيْتِي وَقَافِيَتِي أَمِيرةٌ تَأْسِرُ الْأَفكَارَ عَيْنَاهَا فَرِيدَةٌ تَمْلَأٌ الأَكْوَانَ فِتْنَتُهَا سُبحَانَ خَالِقهَا بِالحُسْنِ كَنَّاهَا جَعَلتُ مِنْ قَلْبِهَا بَيْتِي وَمَمْلَكَتِي كُلُّ المَسَافَاتِ فِي وِدٍّ قَطَعْنَاهَا يَا أَجمَل الخَلقِ فِي عَينِي وَفِي لُغَتِي يَا زَهْرةً مِن رَحِيقِ الحبِّ مَجْنَاهَا مَاذَا أَقُولُ لِوَصفِ الشَّوقِ سَيِّدَتِي كُل العِبَارَاتِ فِي التُّهيَامِ قُلْنَاهَا هَذِي حِكَايَتُنَا للنَّاسِ مَاِثَلةٌ فِيْهَا فُصُولُ غَرَامٍ قَد كَتَبْنَاهَا حِكَايَةٌ أَصْبَحَتْ لِلْعِشقِ أُغْنِيةً لَو عَادَ زِريَابُ لِلدُّنيَا لَغَنَّاهَا فَرَدِّدِيهَا مَعِي فِي أُفْقِ خَارِطَتِي لِيَسْمَعِ القَومُ أَقْصَاهَا وَأَدْنَاهَا وَأَعلِنِي فِي فَضَاءِ الْحُبِّ فَاتِنَتِي أَنَّ السَّعَادةَ بِالُّلقيَا وَجَدْنَاهَا

28 أغسطس 2012م

**(( في ألـــقٍ مــا ، ومن سابغات رَوْح البيان ، واتساقا مع نشاوى الهوى في بثّ المكنون من حكايا الوداد في الوهـــاد ، انسابت معانيك المرهفة ، وجادت القريحة بما تهوى الأنفس وتلـذ الأعين عِرفاناً وإتقاناً ... فلا فضّ فوك أيها الأديب الموهوب والشاعر المحبوب ، طبتَ وطابت أيامُك والقريض ))**

لَمْ نَخْشَ فِي العِشْقِ لَا لَومًا وَلَا عَتَبا= وَلمْ نَدَع غِيرةً إِلَّا غلَبْنَاها
بَل أَنَّ غيْرَتنَا الْعَميَاء تُغْرِقُنا= فِي الْحُبِّ .. نَزْدَادُ شَوقًا.. لَا عَدِمْنَاهَا

مِنْ قَبلِ حُبِّك كَانَ الصَّمتُ لِي وَطَنًا= أحيَا عَلى رَأْسِ دُنيَا شَابَ قَرْنَاهَا
يَمِيلُ خَدِّي عَلى يُسْرَايَ فِي مَلَلٍ= أَغْفُو فَتَصْفَعنِي الدُّنيَا بِيُمْنَاهَا
حَتَّى أَتَتْ مِنْ جِنَانِ الْعِشقِ أُحْجِيَةٌ= تَفَنَّنَ الْقَلبُ فِي تَفسِيرِ مَعنَاهَا
فَأصبَحَتْ وَطَنِي .. بَيْتِي وَقَافِيَتِي= أَمِيرةٌ تَأْسِرُ الْأَفكَارَ عَيْنَاهَا

بعض الشعر يكون أحلى بالمباشرة، وبعض المشاعر لا تحب زركشتها بالصور الإبداعية واستعراض المهارات الأدبية
وقد غمرت هذه القصيدة دوحة الجمال بضياء ما نثرت من مشاعر عذبة وصورة عاطفية مدهشة لونت السعادة بالحب حرفها

ما أروعك عاشقا وشاعرا وما أجمل قولك

بديع حرفك بنيّ وحسك

أهلا بك في واحتك

تحاياي

أستاذنا الفاضل الشاعر المتمكّن : د . مختار محرم
ليس من مثَلٍ فيما يشِفُّ بيانا ويشفي تبيانا عن السهل الممتنع إلاّ أنّك ترى البدر على صفحةِ الماء فتخاله دونك وهو في شأوٍ من علوّه تنقطعُ دونه الأنظار ، وليس من تعريف للبساطة عند المتمكّنين إلاّ أنّها هندسة احتواء ، ومن عزّ عليه انصياعُ الحرُوف أكبرَ سرَّ انصياغِها عند آخرين
دام حرفُك البهيّ

**(( في ألـــقٍ مــا ، ومن سابغات رَوْح البيان ، واتساقا مع نشاوى الهوى في بثّ المكنون من حكايا الوداد في الوهـــاد ، انسابت معانيك المرهفة ، وجادت القريحة بما تهوى الأنفس وتلـذ الأعين عِرفاناً وإتقاناً ... فلا فضّ فوك أيها الأديب الموهوب والشاعر المحبوب ، طبتَ وطابت أيامُك والقريض ))**

صورة جميلة رأيتها في كلماتك أجمل من كل القصائد ..
شاعرنا الرائع .. سلمت

اقتباس (كامل القصيدة)
وهذا أطربني :
يَـمِـيــلُ خَــــدِّي عَــلــى يُــسْــرَايَ فِــــي مَــلَـــلٍ
أَغْـــــفُـــــو فَـتَـصْــفَــعــنِــي الـــدُّنـــيَــــا بِــيُــمْــنَــاهَـــا

جميل جميل هذا القصيد أخي د.مختار
بيان شعري جامع مانع في قضية الحب وملابساتها
وما لأحد عندك من لوم يقدمه فقد كفيت ووفيت .

وافر التقدير وأطيب تحية

ونعود ونهرول بنفس المكان
ونرتشف من بين اناملك ياسيدي أبهي ماكان


دمتَ حرفا متمكنا

وللواحه عنوان

تقديري

الشاعر القدير

د. مختار محرم


قصيدة بديعة جدا زاخرة بالجمال والمشاعر الصادقة والصور الشعرية الراقية. والأسلوب شيق للغاية.

دمت بألف خير وشعر!

محبتي وتقديري

خالد شوملي

جميل الروح والحرف رأيتك هنا كما أنت شفيفًا راقيًا صادقا
أمتعتني بكل ما فيها وأطربتني وقرأتها مرات مبدعنا الشاعر الجميل
محبتي وكثير تقديري كما يليق أيها الرائع

قصيدة جميلة جدا ومحلقة في المشاعر تحليق السنونو في آفاق سماء يوم ربيعي دافئ.

أشيد بألق العديد من الأبيات في هذه القصيدة وجمالها عموما بما تقدم ما أعرف من شاعريتك الفذة ، وشعرت أيضا بتناغم الجرس فيها مع السبك بإبداع كبير.


كُلّ الَّذِين أَرَادُوا هَدمَ عَالَمِنَا= خَابُوا وَكُلُّ خَبَايَاهُم كَشَفْنَاهَا
بيت جميل!

يَمِيلُ خَدِّي عَلى يُسْرَايَ فِي مَلَلٍ= أَغْفُو فَتَصْفَعنِي الدُّنيَا بِيُمْنَاهَا
بيت جميل جدا!

دمت بخير وعافية


تحياتي