صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 52

الموضوع: رصاصة

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري
    المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 61
    المشاركات : 39,243
    المواضيع : 1127
    الردود : 39243
    المعدل اليومي : 4.68
    من مواضيعي

      افتراضي رصاصة



      _ المَرأَةُ تَحْتَاجُ رَجُلا وَاحِدًا لِيُلَبِيَ لَهَا كُلَّ احْتِيَاجٍ ، وَالرَّجُلُ يَحْتَاجُ كُلَّ النِّسَاءِ لِتُلَبِيَ لَهُ احْتِيَاجًا وَاحِدًا.
      ضَحِكَتْ بِهُدُوءٍ ثُمَّ أَرْدَفَتْ:
      _ أَعْلَمُ حَبِيبِي هَذِهِ الحَقِيقَةَ التِي رُبَمَا كَانَ يَفْرِضُهَا اخْتِلافُ طَبِيعَةَ الجِنْسَينِ ، وَأَعْلَمُ كَذَلِكَ أَثَرَ جَاذِبِيَّتِكَ الكَبِيرَ وَحُضُورِكَ الذِي يُلْفِتُ إِلَيهِ الأَنْظَارَ. لا أُنْكِرُ بِالطَّبْعِ غَيْرَتِي حِينَ تَرُدُّ الابْتِسَامَةَ لإِحْدَاهُنَّ وَلَكِنَّ ثِقَتِي بِكَ وَبِحُبِّنَا يُعِينُنِي عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الأَمْرِ بِهُدُوءٍ. يَكْفِينِي أَنَّكَ لِي وَحْدِي مِنْ بَيْنِهِنَّ لأَشْعُرَ مَعَكَ بِالسَّعَادَةِ.

      تَلَعْثَمَ قَلِيلا وَهُوَ يَبْتَلِعُ مَا اسْطَاعَ مِنْ كَلِمَاتِهِ لِتَسِيلَ بَقِيَّتُهَا سَامِجَةَ:
      _ أَنَا أُحِبُّكِ كَثِيرًا ... أَنَا لا أَقْصدُ إِلا مُجَا ...
      _ أَعْلَمُ حَبِيبِي .. أَعْلَمُ ، وَأَنَا أُحِبُّكَ جِدًا. انْتَبِهِ الآنَ لِلطَّرِيقِ وَأَسْرِعْ قَلِيلا كَي لا أَتَأَخَّرَ عَنِ العَمَلِ.

      بْخُطُوَاتٍ رَشِيقَةٍ وَاثِقَةٍ دَخَلَتْ سَنَاءُ مَكْتَبَهَا فِي صَبَاحِ يَوْمِ عَمَلٍ جَدِيدٍ. كَانَتْ مُدِيرَةً نَاجِحَةً لِقِسْمِ التَّخْطِيطِ فِي شَرِكَةٍ مَحَلِّيَّةٍ اسْتَلَمَتْ العَمَلَ فِيهَا بَعْدَ تَخَرُّجِهَا بِتَفَوُّقٍ مِنَ الجَامِعَةِ. بَعْدَهَا بِعَامٍ الْتَقَتْ عِصَامًا فِي إِحْدَى الحَفَلاتِ وَقَدْ جَذَبَهَا بِابْتِسَامَتِهِ الوَاثِقَةِ وَوَسَامَتِهِ المُتَأَنِّقَةِ وَنَظَرَاتِهِ الآسِرَةِ التِي تَشِي بِذَكَاءٍ فِطْرِيٍّ كَبِيرٍ. كَانَ عِصَامٌ يَزْدَادُ جَاذِبِيَّةً حِينَ يَرْتَدِي حُلَّتَهُ الرَّسْمِيَّةَ مُتَّجِهًا إِلَى مَقَرِّ عَمَلِهِ فِي مَرْكَزِ شرطَةِ البَلْدَةِ. وَسَرْعَانَ مَا تَعَلَّقَتْ بِهِ ثُمَّ تَزَوَّجَتْهُ وَقدْ رَأَتْ فِيهِ مَا تَرْجُو مِنْ شَرِيكِ حَيَاةٍ وَوَجَدَتْ لَهُ فِي قَلْبِهَا حُبًّا جَمًّا وَإِعْجَابًا يَتَجَدَّدُ كُلَّ يَومٍ.

      طُرِقَ البَابُ بِلُطفٍ ثُمَّ دَخَلَتْ انْتِصَارُ تَسْبقُهَا ابْتِسَامَتُهَا الصَافِيَةُ لِتَهْتفَ بِبَعضِ قَلَقٍ يُزَيِّنُ مُحَيَّاهَا:
      _ أَمَا زِلْتِ هُنَا يَا سَنَاءُ؟؟ لَقَدِ أوشَكَ الدَّوَامُ عَلَى الانْتِهَاءِ. أَعْلَمُ أَنَّكَ تَغْرَقِينَ فِي العَمَلِ عَادَةً وَتَتَأَخَّرينَ فِي الانْصِرَافِ ، وَلَكِنْ إِلا اليَوْم!
      ابْتَسَمَتْ بِوُدٍّ ظَاهِرٍ وَأَرْدَفَتْ:
      _ كُلُّ عَامٍ وَذِكَرَى زَوَاجٍ سَعِيدَةٌ! مَاذَا أَعْدَدْتِ لِهَذِهِ المُنَاسَبَةِ؟
      لَوَّحَتْ سَنَاءُ بِمَا فِي يَدِهَا وَهِيَ تَمِيلُ بِابْتِسَامَةٍ دَافِئَةٍ.
      _ يا إِلَهِي! تَذْكَرَتَا طَائِرَة؟؟ إِلَى أَيْنَ؟؟
      _ إِلَى بَارِيسَ ، لِأُعَوِّضَ بِهِ عِصَامًا عَمَّا حَرَمَتْنَا مِنْهُ ظُرُوفُ العَمَلِ حِينَ زَوَاجِنَا. أُسْبُوعَ عَسَلٍ فَحَسبْ ؛ لِذَا تَأَخَّرْتُ اليَومَ كَي أُنْهِيَ الأُمُورَ الإِدَارِيَّةَ العَالِقَةَ قَبْلَ الإِجَازَةِ.

      قَامَتْ تُعَانِقُ زَمِيلَتَهَا التِي تَعْمَلُ مُوَظَّفَةً فِي مَكْتَبِهَا مُنْذُ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ وَالتِي رَبَطَتْهَا بِهَا صَدَاقَةٌ مَتِينَةٌ صَافِيَةٌ تَرَسَّخَتْ مَعَ الأَيَّامِ. أَوْصَتْهَا بِإِكْمَالِ بَعْضِ الأوْرَاقِ الإِدَاريَّةِ قَبْلَ أَنْ تَمْتَطِي بِسَاطَ الرِّيحِ وصهْوَةَ الأَحْلامِ تَحْمِلُ المُفَاجَأَةَ السَّعِيدَةَ لِزَوْجِهَا الحَبِيبِ.

      لا تَدْرِي لِمَ شَعَرَتْ بِخَفْقٍ عَنِيفٍ فِي صَدْرِهَا حِينَ رَأَتْ سَيَّارَةَ الشرطَةِ أَمَامَ مَنزِلِهَا وَهِيَ تَعْلَمُ أَنَّ زَوْجَهَا لا يَعُودُ لِلبَيتِ قَبْلَ السَّابِعَة. ابْتَلَعَتْ مَخَاوِفَهَا وَكَسَّرَتْ قُيُودَ تَوَجُّسِهَا تَدْفَعُ نَفْسَهَا دَفْعَا نَحْوَ بَابِ البَيتِ لِتَرَى عَلَى دَرَجَاتِ السُّلَّمِ الدَّاخِلِيِّ مَا أَطْلَقَ شَهْقَةً مَكْتُومَةً وَدُمُوعًا غَزِيرَةً.

      _ مَا بِكَ؟؟
      _ لا شَيءَ. إِنَّمَا كَأَنِّي سَمِعْتُ صَوتًا مَا.
      _ أَتَكُونُ زَوْجُكَ قَدْ عَادَتْ؟
      _ كَلا ، لا أَعْتَقِدُ هَذَا؛ فَهِيَ لا تَعُودُ عَادَةً قَبْلَ السَّادِسَةِ مَسَاءً.
      تَعَلَّقَتْ بِرَقَبَتِهِ تَشُدُّهُ إِلَيهَا وَهَمَسَتْ بِدَلالٍ:
      _ دَعْنَا إِذًا نَسْتَغِلُّ الوَقْتَ.

      لَمْ تَعْلَمْ سَنَاءُ كَيفَ صَعَدَتْ دَرَجَاتَ السُّلَّمِ فَوقَ كُلِّ تِلكَ الثِّيَابِ وَهِيَ تُدَافِعُ نَفْسَهَا لِتَدْفَعِ البَابَ وَتَرَى مَا كَادَتْ بِهِ تَنْهَارُ. عَلا نَشِيجُهَا وَأَغْلَقَت عَيْنَيهَا تَصْرخُ بِكُلِّ أَلَمِ الفَجِيعَةِ:
      _ اُخْرُجِي حَالا ... بَلِ اخْرُجَا أَنْتُمَا كِلَيكُمَا مِنْ هُنَا بِسُرْعَةٍ .. بِسُرْعَةٍ .. بِسُ...!

      انْتَفَضَ عِصَامٌ يُحَاوِلُ مَتَلَعْثِمًا أَنْ يَقُولَ شَيئًا لَكِنَّهَا كَانَتْ قَدْ لَمَحَتْ مُسَدَّسَهُ المُلْقَى فَوقَ ثِيَابِهِ فَأَمْسَكَتْ بِهِ وَصَوَّبَتْهُ عَلَيهِمَا وَهِيَ تَصْرخُ مِنْ بِينِ دِمُوعِهَا أَنِ اخْرُجَا مِنْ فَوْرِكُمَا. حَاوَلَ أَنْ يُحَدِثَهَا وَأَنْ يُهَدِّئَ مِنْ رَوْعِهَا فَالْتَفَتَتْ إِلَيهِ بِكُلِّ أَلَمِ الكَوْنِ رَافِضَةَ ، وَقَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيهَا طَرْفُهَا كَانَتْ تِلكَ التِي فِي السَّرِيرِ قَدْ أَمْسَكَتْ بِمُسَدَّسِهَا وَصَوَّبَتْهُ عَلَيهَا مُهَدِّدَةَ بِإطْلاقِ النَّارِ إِنْ لَمْ تُلْقِ سَنَاءُ السِّلاحَ ، وَفِي ذّاتِ اللَحْظَةِ وَثَبَ عِصَامُ عَلَى زَوْجِهِ يُحَاوِلُ أَنْ يُخَلِصَ المُسَدَّسَ مِنْ قَبْضَتِهَا فَقَاوَمَتهُ تُلاوِحُهُ بِشِدَّة فَانْطَلَقَتْ فَجْأَةً رَصَاصَةٌ مُدَوِّيَةٌ.

      حَكَمَ القَاضِي بِبَرَاءَةِ عِصَام مِنْ تُهْمَةِ القَتْلِ بِاعَتِبَارِهِ قَتْلا بِالخَطَأِ وَدِفَاعًا عَنِ النَّفْسِ ، وَقَرَّرَ أَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَهُ بَعْدَ أنْ قَضَى أَقَلَّ مِنْ شَهْرٍ فِي الحَبْسِ. هُوَ حُكْمٌ أَسَالَ دَمْعًا حَرِيرًا عَلَى وَجْنَتَيِّ انْتِصَارَ التِي لَمْ تَقْبْلَ أَنْ تُزْهَقَ رُوحُ صَدِيقَتِهَا غَدْرًا وَخِياَنَةً. كَانَتْ تَعْلَمُ يَقينًا أَنَّ القَتْلَ لا يُشْفِي أَلَمَ الفَقدِ ، وَلا يُعِيدُ القَتِيلَ ، وَأَنَّ القِصَاصَ بِيَدِ الدَّوْلَةِ لا بِيَدِ الأَشْخَاصِ ، وَأَنَّ القَاتِلَ يُقْتَلَ ؛ وَلَكِنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تَنْتَقِمَ لِمَوتِ صَدِيقَتِهَا مَهْمَا كَلَّفَهَا هَذَا مِنْ ثَمَنٍ.

      وَفِي سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ عَصْرِ يَومٍ رَبِيعِيٍّ كَانَ عِصَامُ مُنْشَغِلا فِي قَصِّ حَشَائِشِ حَدِيقَتِهِ، وَتِلكَ التِي تَزَوَّجَهَا بَعْدَ كُلِّ مَا كَانَ مُنْشَغِلَةٌ فِي زَاوِيَةٍ أُخْرَى مِنَ الحَدِيقَةِ تُرَتِّبُ بَعْضَ الزُّهُورِ ، فَلَمْ يَنْتَبِهْ كِلاهُمَا لِرَصَاصَةٍ انْطَلَقَتْ مِنْ مُسَدَّسٍ أَخْرَسَ وَكَفٍّ تَرْتَجِفُ غَيظًا وَهِيَ تَضْغَطُ عَلَى الزِّنَادِ تُرِيدُ بِهَا قَلْبَهُ لَكِنَّها أَخْطَأتْ طَرِيقَهَا لِتَستَقِرَّ فِي جِذْعِ شَجَرَةٍ كَانَ عِصَامُ قَدْ تحَرَّكَ خَلْفَهَا فِي تِلكَ اللَحْظَةِ مُصَادَفَةً. ارْتَبَكَتْ انْتِصَارُ حِينَهَا وَأَسْرَعَتْ تُخْفِي المُسَدَّسَ فِي حَقِيبَةِ يَدِهَا وَتَنْطَلِقُ مُبْتَعِدَةً.

      وَفِي عَصْرِ اليَومِ التَّالِي وَبَيْنَا كَانَ عِصَامُ يُكْمِلُ عَمَلَهُ فِي الحَدِيقَةِ هَمَسَتْ لَهُ تِلْكَ بِأَنَّهَا لَمْ تَعُدْ تُطِيقُ رُؤْيَةَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ التِي كَانَ وَسَناءُ قَدْ حَفَرَا عَلَيهَا رَسْمَ قَلْبٍ يَضُمُّ اسْمَيهِمَا يَومَ اشْتَرَكَا فِي شِرَاءِ بَيتِ الحَيَاةِ السَّعِيدَةِ. وَعَلَى مِقْعَدٍ خَشَبِيٍّ فِي صَحْنِ الحَدِيقَةِ جَلَسَتْ تَسَتَمْتِعُ بِصَوتِ المِنْشَارِ المِيكَانِيكِي يَجْأَرُ بِصَخَبٍ وَهُوَ يِحزُّ عُنُقَ تِلكَ الذِّكْرَى السَّعِيدَةِ الأَلِيمَةِ قَبْلَ أَنْ يَصْمتَ الصَّوتُ فجْأَةً وَيَعْلُو مَكَانَهُ صَوتُ صَيحَةِ أَلَمٍ فَظِيعَةٍ، تَهَاوَى عِصَامُ عَلَى إِثْرِهَا إِلَى الأَرْضِ مَغْشِيًّا عَلَيهِ.

      بِلَهْفَةٍ وَجَزَعٍ طَلَبْتَ خِدْمَةَ الإِسْعَافِ تَحْسَبُ أَنَّهُ تَعَرَّضَ لِهُبُوطٍ حَادٍّ فِي القَلْبِ تَأَثُّرًا بِالقَطْعِ قَبْلَ أَنْ تَعُودَ وَالمُسْعِفِينَ لِتَرَاهُ جُثَّةً هَامِدَةً وَيَرَوا دَمًا يِسِيلُ مِنْ ثقْبٍ فِي الجِهَةِ اليُسْرَى مِنْ صَدْرِهِ تَسَبَّبَتْ بِهِ تِلكَ الرَّصَاصَةُ التِي كَانَتْ قَدْ أَخْطَأَتْ قَلْبَهُ فِي المَرَّةِ الأُولَى.
      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    • #2
      شاعرة
      تاريخ التسجيل : Jan 2010
      الدولة : على أرض العروبة
      المشاركات : 34,992
      المواضيع : 293
      الردود : 34992
      المعدل اليومي : 6.07
      من مواضيعي

        افتراضي

        مرور تحية واحتفاء بقصة درامية من العيار الثقيل
        بحدث متصاعدة يطالب بقراءة هادئة متأنية

        أوقع بالحضور
        ولي عودة بعد تمعن وأناة في قراءتها

        دمت بألق أميرنا
        تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

      • #3
        شاعرة
        تاريخ التسجيل : Jun 2006
        العمر : 55
        المشاركات : 3,616
        المواضيع : 421
        الردود : 3616
        المعدل اليومي : 0.51
        من مواضيعي

          افتراضي

          أسجل حضوري دكتور لنص يستحق التقدير.
          دمت معطاء وكم اود الحصول على اصداراتك الورقية.
          تحيتي.
          فرسان الثقافة

        • #4
          الصورة الرمزية عبد المجيد برزاني
          أديب
          تاريخ التسجيل : Dec 2010
          الدولة : فاس المغرب
          المشاركات : 611
          المواضيع : 65
          الردود : 611
          المعدل اليومي : 0.11
          من مواضيعي

            افتراضي

            بدوري أمر لأسجل الحضور .
            بدت لي القصة في قراءتي الأولى غير مقنعة في بعض أحداثها :
            كيف عرفت الصديقة انتصار أن صديقتها قتلت ضحية خيانة وغدر، ما دامت سناء توفيت على الفور ؟؟
            إن كانت حضرت أطوار المحاكمة وعلمت مجريات الأحداث منها، فالزنى والخيانة الزوجية ثابتان في حق الزوج وعقوبة السجن أقل من شهر غير مقنعة بتاتا.
            مرة أخرى أشير إلى أنه انطباع القراءة الأولى والوحيدة وقد تكون متسرعة.
            شكرا لك أستاذنا د/العمري
            تحيتي وكل التقدير.

          • #5
            الصورة الرمزية كاملة بدارنه
            أديبة
            تاريخ التسجيل : Oct 2009
            المشاركات : 9,847
            المواضيع : 195
            الردود : 9847
            المعدل اليومي : 1.67
            من مواضيعي

              افتراضي

              السّلام عليكم ...
              قرأت صورة للواقع المشوّه الذي أوجدته القوانين الوضعيّة، ضاربة عرض الحائط القوانين الرّبانيّة التي حرّمت الزّنى في كلّ الدّيانات والشّرائع ...
              لم يعاقب القانون الزّوج على جريمة الزّنى ولا حتّى على جريمة القتل التي تسبّبت بموت زوجه، لمّا هالها ما رأت من خيانة.
              أصبحت القوانين لدى الكثير من الشّعوب تعطي للإنسان الحقّ في أن يفعل ما يشاء ولا يعاقب ...
              جسده ملكه ويستطيع أن يلبّي رغباته متّى شاء مدنّسا رباط الزّواج الذي عقده وزوجه ويحظى بحماية من القانون الذي منحه صكّ الحريّة - الحديث بالطّبع ليس عن الوضع في الدّول الإسلاميّة التي تسير حسب الشّرع وتطبّق الأحكام الدّينيّة كما يجب بحقّ الزّاني والمجرم- ولذا لم يعاقب الزّوج هنا، والرّصاصة خرجت بضغطة من يد الزّوج التي خانها وسجن فترة قليلة ( مثلما يقال في العاميّة : على عينك يا تاجر) .
              حتّى الانتقام من قبل الصّديقة هو انتهاك للقانون الوضعي والرّباني ... لكنّه جاء إثباتا لسلبيّة العدالة التي تجبر الفرد أحيانا على الانتقام أو تنفيذ الحكم والقصاص الذي فلت من أيدي العدالة.
              صوّرت لنا أخي الدّكتور سمير مجتمعات اختلط فيها الحابل بالنّابل، وفقدت القيم والأخلاق تأثيرها بلغة سلسة منتقاة وحبكة قويّة ونهاية مفاجئة
              بوركت
              تقديري وتحيّتي

              للتّثبيت تقديرا واستحقاقا

            • #6
              الصورة الرمزية الفرحان بوعزة
              أديب
              تاريخ التسجيل : Aug 2012
              المشاركات : 2,477
              المواضيع : 230
              الردود : 2477
              المعدل اليومي : 0.51
              من مواضيعي

                افتراضي

                الأخ المبدع المتألق .. الدكتور سمير العمري .. تحية طيبة ..
                نص سردي جميل اختلط فيه الحب والعمل والخيانة والانتقام والقتل .. وهي تيمات أساسية شكلت بنية متماسكة ومنسجمة ، فكان النص مغايراً ، لأنه خرق العادة الإبداعية على المستوى السردي للبنية الذي يمثله سطح النص من لغة شيقة وتراكيب جيدة ، والمستوى الذهني الذي يمكن أن يفرز لنا انطباعات نفسية وذاتية مع تباين مواقف القراء حالما ننتهي من قراءة القصة ..
                أعتقد أن المتوالية السردية الأولي في النص / المَرأَةُ تَحْتَاجُ رَجُلا وَاحِدًا لِيُلَبِيَ لَهَا كُلَّ احْتِيَاجٍ ، وَالرَّجُلُ يَحْتَاجُ كُلَّ النِّسَاءِ لِتُلَبِيَ لَهُ احْتِيَاجًا وَاحِدًا..... /
                تعتبر مفتاحاً نصياً يحدد جزءاً من المادة الحكائية في البداية ، لذلك عمد السارد بفنية أدبية متميزة إلى تعداد الشخصيات بشكل منظم عبر مساحة النص ، فكأن النص بني ضمنياً على قصص متعددة ، وكل قصة تجري في فضاء معين / فضاء البيت / فضاء مقر العمل / فضاء المحكمة / فضاء الحديقة / ..وكل فضاء مرتبط بحادثة معينة ، كل حادثة تفضي إلى أخرى .. مما شكلت مجموعة من الحوادث عمل السارد على ترتيبها وتسريعها في رحم النص لتتساوق مع الحالة النفسية والذاتية للشخصيات ..
                في نهاية النص لم يعد السارد ليذكرنا بما ورد في بداية النص / جملة المفتاح للمادة الحكائية / أعتقد أن السارد بنى عليها خطاطته السردية ، زوجة تتحرق لقضاء الحفلة مع زوجها ، وزوج يقضي وقته مع امرأة أخرى ، ولو فسح له الزمن فرصة أخرى للبطل لسقط مع أخرى .. إن السارد يؤكد ضمنياً المعطى الأول لما ربطها بأحداث النص وسلوكات الشخصيات الفاعلة طيلة نسيج بنية النص ..
                نص كبير وغني بالدلالات ، يمكن أن يكون مقطعاً من رواية ، أو فيلماً قصيراً يراهن على دراما قاسية ومؤلمة ..فرغم أن حادث الخيانة يتكرر إلا أن حادث الانتقام تبقى طرق تنفيذه متعددة .. فلكل خيانة نتائجها غالباً ما تنتهي بالتباعد والتنافر لا لحد القتل .. وهذا ما يشكل المغايرة في هذا النص ..
                أعجبت بهذا النص الأدبي الإنساني ، سواء على المستوى السردي والمستوى الذهني ، جميل ما كتبت أخي الدكتور سمير .. وأتمنى أن أكون في مستوى هذا النص الجميل والعميق ..
                محبتي الخالصة ..
                الفرحان بوعزة ..

              • #7
                الصورة الرمزية محمد مشعل الكَريشي
                أديب
                تاريخ التسجيل : Aug 2012
                المشاركات : 871
                المواضيع : 89
                الردود : 871
                المعدل اليومي : 0.18
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  قرأت وسأعود لاقرأ من جديد ...
                  تحية وتقدير للدكتور العمري...

                • #8
                  الصورة الرمزية نور اسماعيل
                  قلم مشارك
                  تاريخ التسجيل : Aug 2012
                  الدولة : سوريا
                  المشاركات : 113
                  المواضيع : 8
                  الردود : 113
                  المعدل اليومي : 0.02
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    قصةٌ قد تكون أقربَ إلى واقعنا المرير . للأسف أبدعت في تصويرها د.سمير ..
                    وما أكثر الخيانات في عصرنا الحالي ..أبعدها الله عنا ..
                    دمت بألق
                    تحياتي

                  • #9
                    الصورة الرمزية عمر الحجار
                    أديب
                    تاريخ التسجيل : Jun 2011
                    الدولة : حيفا \ اجزم
                    العمر : 54
                    المشاركات : 768
                    المواضيع : 37
                    الردود : 768
                    المعدل اليومي : 0.15
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      الامير د سمير العمري


                      فعلا قصة درامية من الطراز الكلاسيكي وان كنت هنا اريد ان المح الى الجرائم الاخلاقية وقانونيتها
                      والفروق القانونية بين الجنسين امام القضاء بالنسبة لهكذا جراء

                      استمتعت اميرنا دمت بخير
                      وأنا الذهاب المستمر إلى البلاد

                    • #10
                      الصورة الرمزية سامية الحربي
                      أديبة
                      غصن الحربي

                      تاريخ التسجيل : Sep 2011
                      المشاركات : 1,578
                      المواضيع : 60
                      الردود : 1578
                      المعدل اليومي : 0.31
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        كان بالإمكان أن يموت عصام برصاصة الغضب من سناء لكن تأجيل واقعة موت عصام بهذا الأسلوب التراجيدي ألبس الخائن شيء من التعاطف الغير مقبول . القصة ليست بدعًا في المجتمعات التي تكرمت الفاضلة كاملة بتقديمها حينما يختلط الحابل والنابل وتصبح القيم والأعراف خرقًا بالية . يبقى للقلب والجسد شهوته اللتنا لا تكبحان إلا بعفاف شريعتنا . كل التحايا والتقدير أمير الواحة.

                      صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

                      المواضيع المتشابهه

                      1. مذكرات رصاصة في يد محتل
                        بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 20
                        آخر مشاركة: 21-02-2022, 04:19 PM
                      2. رصاصة طائشة
                        بواسطة مصلح أبو حسنين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 12
                        آخر مشاركة: 30-10-2014, 01:39 PM
                      3. رصاصة
                        بواسطة د. سمير العمري في المنتدى كِتابُ النَّثْرِ وَالقِصَّةِ
                        مشاركات: 0
                        آخر مشاركة: 05-10-2012, 07:39 AM
                      4. رصاصة الثورة في جيوب الوعي
                        بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 24
                        آخر مشاركة: 25-04-2011, 11:59 AM
                      5. رصاصة لذاكرة السواتر ..!!
                        بواسطة عدنان الفضلي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 19
                        آخر مشاركة: 29-01-2008, 12:27 PM