زلات لسان

الغرفة الخافتة الأضواء, العابقة بسحاب التبغ ورائحة الكحول,ضمت في أرجائها , إضافة للمكتب الحديدي الضخم , عدداً من المقاعد الجلدية القديمة المهترئة.
جلس الضابط والشيخ المعمم يحتسيان الكحول , ويدخنان السجائر بشراهة.
- ما رأيك سيدي ؟ هل أعجبك خطابي اليوم ؟ كنت متحمساً على المنبر . ( الشيخ المعمم)
- لا بأس بها , ممتازة , وخصوصاً في خاتمتها , لقد أبدعت , حينما دعوت للقائد العظيم , لقد قارب في وصفك له , مراتب الأنبياء والصديقين, وحق له.(الضابط)
- هههههه , هذا واجبنا , تجاه قائدنا الخالد , حفظه الله ورعاه.
- نعم , لكن لي ثلاث ملاحظات مهمة , تتعلق بخطبتك اليوم.
- تفضل سيدي! (بصوت قلق)
- خالد بن الوليد , هو سيف الله المسلول , لا كما وصفته , رشاش المؤمنين الآلي.
- تشبيه مبالغة , سيدي , والملاحظة الثانية؟
- المنافقون , أمرهم إلى الله , وهو معذبهم , ولست مخولاً أن تفتعل بآبائهم وأمهاتهم.
- هذا من شدة حنقي وغضبي على المنافقين, لعنة الله عليهم ( يتناول رشفة طويلة من مشروبه الكحولي , ويتبعها , بسعال شديد)
- والثالثة والأخيرة , عندما تنتهي من خطبتك , عليك أن تنزل من المنبر , مستخدما سلالمه, لا أن تقفز وتتزحلق على سوره الرخامي.
- لعن الله العجلة والسرعة , سأحاول تلافي هذه الأخطاء في المرات القادمة.
- يجب عليك ذلك يا صديقي , وإلا نزعنا منك العمامة , كما ألبسناك إياها.

( مما سمعته يتندر به , على أحد مشايخ بلدنا المقربين من فروع الأمن)...

الأخ الأديب النبيل بشار:

كم أضحكتني ايها الغالي على هذا السخرية البديعة ففرجت عني بعض همي، في هذا المتمشيخ المكحول بخمر كؤوس السلطان وهي تجري فيه فلا يرى إلا ضلالا... وكاني بك قد استحضرت مفضي الافتاء المصري علي جمعة...فاقتنصت لمحة ذكية تنطبق عليه وعلى من هم على شاكلته وهم كثر!

تقديرري لقلم باذخ ينزف الإبداع!

اخوكم

الأخ الأديب النبيل بشار:

كم أضحكتني ايها الغالي على هذا السخرية البديعة ففرجت عني بعض همي، في هذا المتمشيخ المكحول بخمر كؤوس السلطان وهي تجري فيه فلا يرى إلا ضلالا... وكاني بك قد استحضرت مفضي الافتاء المصري علي جمعة...فاقتنصت لمحة ذكية تنطبق عليه وعلى من هم على شاكلته وهم كثر!

تقديرري لقلم باذخ ينزف الإبداع!

اخوكم

أهلاً بالشاعر والأديب الرائع , أستاذي فوزي الشلبي.
كل شخص ادعى التدين , وباع دينه بدنياه , ارتضاء لرضا السلطان , أو خوفاً من بطشه , فقد رضي بأن تكون عمامته , دمية بيد السلطان وأزلامه , متى شاؤوا نزعوها , أو ثبتوها .
لكم تحيتي وشكري على طيب وجمال المرور..

أستاذنا الشاعر والأديب بشار بدوي العاني :
لفتة ساخرة ولكنّها للأسف حقيقة نراها في مجتمعاتنا العربية واقعاً.
والأمثلة كثيرة ، فكل من يقرأ هذا النص سيتذكر من فوره شخصا أو أكثر من أصحاب العمائم الكذّابة في بلدته أو مدينته أو في بلده بشكل عام .

( بس عالقليل لو ما نزل زحلقة من على المنبر ،الله يسامحه ( هههه) )

ألف تحية وسلام

هههههههههههههه
شيخ من الأخر ☺
هو صنف من أصناف تجَّار الدين
في النهاية هم من ألبسوه العمامه, أي لم يصبح شيخا لانه يريد ذلك,
:D كما يقول المثل,, من برا هالله هالله ومن جوا يعلم الله
قصة ساخرة, لكنها تناولت حقيقة متداولة في عالمنا العربي., للأسف
تحاياي

أخي بشار

شر البلية ما يضحك..
والطريف أن ضابط الأمن يصوّب له وكأنه احرص منه على الدين.

تحياتي

أستاذنا الشاعر والأديب بشار بدوي العاني :
لفتة ساخرة ولكنّها للأسف حقيقة نراها في مجتمعاتنا العربية واقعاً.
والأمثلة كثيرة ، فكل من يقرأ هذا النص سيتذكر من فوره شخصا أو أكثر من أصحاب العمائم الكذّابة في بلدته أو مدينته أو في بلده بشكل عام .

( بس عالقليل لو ما نزل زحلقة من على المنبر ،الله يسامحه ( هههه) )

ألف تحية وسلام

نعم سيدي , والله إنها لحقيقة , تزخر مكاتب الأمن في بلادنا , بهؤلاء المرتزقة , والذين باتوا يشكلون أساساً مهماً في حياة وتنظيم هذه المكاتب القمعية .
(لا يؤاخذ إن نزل زحلقة , فالسكر أعماه )
شكري وتقديري على جمال المرور.

تشبهه كثيرا ولهذا تندروا عليه بها
ألا يستحق أضحوكة الصغار؟

ساخرة ولكنها صادقة

شكرا لك أخي

بوركت

ما أظرف قصتك وقد تخيلت الشيخ وهو ينزل منزلقا
على سور المنبر الرخامي .. فضحكت رغما عني..
إنه أحد شيوخ السلطة .. نسوا سلطة العلم وحقيقة الدين
متقربين من أبواب الحكام وأنهار من مال ورياش تتقاطر
إليهم وعليهم.
أنهم يستسلمون لسلطة الحكم ـ يلهثون وراء ذهب المعز
ويفرون من سيفه.

شُـيُــوخُ الـــذُّلِّ فِـــي زَمَــــنِ الْـعَـبِـيـد ** نِـعَـاجٌ فِــي الْحَـظِـيـرَةِ مِـــنْ عُـهُــودِ
رِجَــــالٌ كَـالـنِّـسَـاءِ وَلَــسْــنَ مِـنْــهُــمْ ** فَـــأَرْجَــــلُ مِــنْـــهُـــمُ ذَاتُ الــنُّـــهُـــودِ
تُـــطَـــارِدُهُــــمْ فِــعَـــالُـــهُـــمُ بِـــلَــــيْــــلٍ **وَعِـنْــدَ الـصُّـبْـحِ أَنْـجَــاسُ الْـمُـهُــودِ
فَكَـالـطِّـفْـلِ الَّـــــذِي يَـلْــهُــو جُـنُــونًــا ** عَـلَـى ضَـعْـفٍ وَيَنْـعَـسُ فِــي بُـــرُودِ
أَضَــاعُـــوا أُمَّـــــةً وَبَـــكَـــوْا عَـلَـيْــهَــا ** دُمُـــــوعَ الْـــعَـــارِ وَالــــــذُّلِّ الْــمَــدِيــدِ
يُـحَـاكُــونَ الْــقُــرُودِ عَــلَـــى حِــبَـــالٍ ** وَعِـنْـدَ اللَّـيْـلِ فِـــي قَـفَــصِ الْـقُــرُودِ
وَهُــمْ صَـيْـدٌ عَـلَــى جُـثَــثِ الْـفَـتَـاوَى ** لِـــكُـــلِّ شِـــبَـــاكِ شَــيْــطَــانٍ مَـــرِيــــدِ

للدكتور/ عزت سراج.

نص رائع جدا

فيه سخرية مرة بطريقة لبقةاقتربت كثيرا جدا من الساخر فيما كتبت.. لكني ألفت نظرك وربما أكون مخطئا إلى أن الساخر ليس نكتة وإن كانت النكت والطرائف تحمل في طياتها الكثير من السخرية بطريقة مرحة

لكن هذا أفضل نص من ناحية التصنيف قرأته هنا حتى الآن

ربما بقليل من العمل يصبح رائعا جدا

تقديري